اكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" صلاح البردويل إن حملة "قص العشب" التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي بهدف اعتقال كوادر "حماس" في الضفة الغربية هي حملة "مبرمجة" لبسط حالة من الردع والضغط المستمر على أبناء الشعب الفلسطيني.
وكانت سلطات الاحتلال وأجهزة المخابرات الإسرائيلية قد أعلنت عن حملة أسمتها "قص العشب"، بهدف اعتقال نشطاء وأنصار حركة حماس في الضفة الغربية، لتضييق الخناق عليهم.
ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن البردويل خلال تصريحات له أن الاحتلال يستبق ثمرة الثورات العربية التي يجنيها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشيراً إلى أن الاحتلال يريد إضعاف حماس من قدرتها التواصل مع دول "الربيع العربي".
وقال أن هذه الحملة الإسرائيلية ليست المرة الأولى، بل اعتقل الاحتلال العديد من قيادات حماس في الضفة الغربية و نواب المجلس التشريعي، مذكرا باغتيال معظم الصف الأول من قيادات الحركة في الضفة والقطاع، في الأعوام السابقة.
وشدد على أن الاحتلال لن يستطيع إجبار حماس من التعاطي مع السياسات الدولية، وابتزازها في الضفة والقطاع، مطالباً الشعب الفلسطيني المزيد من الصبر لكي يصل إلى الانتصار ودحر إسرائيل من فلسطين.
وقال أن حماس لن تتنازل عن ثوابتها الوطنية ولن تبتز سياسياً في أي حال من الأحول، والدليل على ذلك صمودها طوال 5 سنوات الماضية في حصار قطاع غزة سياسياً واقتصادياً.
وجدد تأكديه على إصرار حركته بالسير في دفع عجلة المصالحة الفلسطينية مع حركة "فتح" لتوحيد الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام، معتبراً المصالحة هدف استراتيجي لحماس.
وتابع: "المصالحة هي لالتئام الجرح الفلسطيني وتكاثف النسيج الوطني والاجتماعي حتى نتوحد لمواجهة العدو الإسرائيلي في المعارك المقبلة"، مستنكراً مواصلة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التنسيق الأمني الواضح مع الدولة العبرية.
وكان رئيس حركة كتلة فتح البرلمانية قد قال إنّ "المصالحة الفلسطينية مجمّدة بقرار من حركة حماس"؛ وذلك لأنّ إيران تريد وقف المصالحة.
وقال عضو المكتب السياسي إن المصالحة قطعت شوطاً كبيراً لكن في اللحظات الأخيرة "تجمدت" بسبب تردد رئيس السلطة محمود عباس نتيجة الضغوط الأميركية والإسرائيلية، داعياً الدول العربية بدعم المصالحة وإفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى عدم إتمامها.
وكما طالب الدول العربية بتوفير شبكة مالية عربية الداعمة للمصالحة، لافتاً النظر إلى أن هناك مصالحة حقيقة على أسس وثوابت وطنية، ومواجهة "العنجهية" الإسرائيلية.
وقال البردويل إن هناك اتصالات من بعض الدول العربية لأجل المصالحة، مستدركاً بالقول أن تلك الاتصالات بسيطة ولا تصل إلى حد دفع عجلة المصالحة للأمام.
وحول محاولة اغتيال الاحتلال للقائد الأسير عباس السيد، أكد القيادي في حماس بأن الاحتلال سيدفع الثمن غالياً إذا ما حاول اغتيال السيد مرة أخرى، مشيداً بصمود الأسير السيد الأسطوري في وجه السجان الإسرائيلي.
واعتبر أن رسالة القسام التي وصلت للاحتلال كانت واضحة، وتأتي لجس النبض الذي قامت بها (إسرائيل)، محذراً الاحتلال بأن صبر المقاومة الفلسطينية بدأ ينفذ وستسخر كل طاقاتها للانتقام، والقيام بالمزيد من اختطاف الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم مع الأسرى الفلسطينيين.