يتوجه مواطنو جمهورية أوسيتيا الجنوبية اليوم الأحد الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للجمهورية ، وذلك بعد إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب الانتهاكات التي تم تسجيلها خلال العملية الانتخابية. افتتح في الساعة الثامنة من صباح اليوم حسب التوقيت المحلي، 83 مركز اقتراع أمام نحو 34 الف ناخب وستستمر عملية الاقتراع حتى الساعة الثامنة مساء لتعلن النتائج الأولية لفرز الأصوات ليلة الاثنين.
هذا ويتنافس في الانتخابات الحالية 4 مرشحين، مع توقعات بعدم الحسم في الجولة الأولى واللجوء إلى جولة ثانية.
وينص دستور أوسيتيا الجنوبية على أنه يتعين من أجل الفوز في الانتخابات حصول أحد المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات في ظل نسبة مشاركة في التصويت لا تقل عن 50%.
وكانت الانتخابات السابقة قد جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفازت في الجولة الثانية من التوصيت المرشحة آلا جيويفا، لكن المحكمة العليا قررت إلغاء نتائج الانتخابات، مشيرة الى وقوع انتهاكات واسعة خلال الاقتراع. ونظم أنصار جيويفا اعتصامات واحتجاجات في الجمهورية، مطالبين بتنصيبها. وفي نهاية المطاف تم التوقيع على اتفاقية بين المرشحين الرئاسيين والسلطة، تنحى بموجبها الرئيس أدوارد كوكويتي وتم تحديد يوم 25 مارس/آذار موعدا لإعادة إجراء الانتخابات الرئاسية.
وعشية إجراء الانتخابات قررت النيابة العامة في الجمهورية إسقاط جميع التهم التي سبق ان وجهتها الى آلا جيويفا بمحاولة الاستيلاء على السلطة. تجدر الإشارة الى ان جيويفا لا تشارك في الانتخابات الحالية.
يذكر ان معظم سكان هذه الجمهورية يحملون الجنسية الروسية بالإضافة الى جنسية أوسيتيا الجنوبية، وهذا منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما أعلنت أوسيتيا الجنوبية انفصالها عن جوريجا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي واندالاع مواجهات مسلحية بين الأوسيتيين والجورجيين. ولعبت روسيا دور الوساطة في النزاعين الجورجي الأوسيتي الجنوبي والجورجي-الأبخازي على مدى سنوات الا انها قررت الاعتراف باستقلال هاتين الجمهوريتين بعد هجوم شنته جورجيا على أوسيتيا الجنوبية في أغسطس/آب 2008.
ولهذا السبب يؤكد جميع المرشحين في الانتخابات الرئاسية في أوسيتيا الجنوبية على ضرورة تعزيز العلاقات مع روسيا.
وفي حين يدعو ليونيد تيبيلوف المدير السابق للاستخبارات في الجمهورية الى بناء دولة مستقلة قوية تعزز علاقاتها مع روسيا والدول الأخرى التي اعترفت باستقلالها يصر ستانيسلاف كوتشيف زعيم الحزب الشيوعي على ان الهدف الاستراتيجي للدولة هو تحقيق إرادة الشعب الأوسيتي المتمثلة في توحيد شطري أوسيتيا في قوام "روسيا العظيمة".
اما المرشحان الآخران وهما داود ساناكويف ودميتري ميدويف فانهما يركزان في برنامجيهما الانتخابيين على ضرورة إعادة بناء مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد في أوسيتيا الجنوبية.