قال القائمون على حركة الدستور الثقافي، إن الحركة تستهدف تقويم أداء المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة وتفعيل عملها ووضعها أمام مسئوليتها. أضاف أعضاء الأمانة العامة للحركة الشاعر والفنان محمد بغدادي، والفنان التشكيلي عز الدين نجيب، والناقد حمدي الجزار، والناشط مدحت صفوت، في ندوة أقامها القسم الثقافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن ليس كل ما كانت تنتجه الوزارة من أنشطة سيئا لكن كانت تحتاج إلى تقويم.
وقال الناشط مدحت صفوت : كانت هناك مخاوف في الدساتير السابقة من حرية الإبداع، كما أن مؤسسات الدولة الثقافية كان يديرها الأمن نفسه ويغلب عليها البيروقراطية، وبالتالي كان علينا أن نفكر من هذا المنطلق في إصلاح هذه المؤسسات.
أضاف أنه في الوقت الذي يعاني فيه ائتلاف الثقافة المستقلة من ضعف في الإمكانات، تمتلك هيئة قصور الثقافة مواقع في كل القرى أصبحت الآن خرابات.
وتابع: وفقا لما نراه حركة الدستور الثقافي فإننا سنستمر ويكون للحركة روافد وعلينا أن ندعو جمعيات الأدب والمسرح والثقافة الشعبية ومؤتمر أدباء مصر للتفاعل معنا وإحياء فكرة الثقافة الجماهيرية القديمة.
من جانبه، قال عز الدين نجيب إن هناك تغييرا الآن يحدث في البنية الثقافية بشكل مؤسسي، وأعطى مثلا على ذلك بأن المجلس الأعلى للثقافة شهد تغييرا على مستوى لجانه، مشيرا إلى أنه رغم ما شهده تأسيس هذه اللجان من عشوائية وسلبيات، لكن كان هناك إيجابيات.
وقال الفنان عز الدين نجيب إن المثقفين شاركوا في لجنة إعادة كتابة مشروع قانون المجلس، وطرحوا أن يكون هيئة مستقلة لها هيئة أمناء وحرية العمل وتابعة لمجلس الوزراء، دون وصاية من الدولة وأن يكون له فروع في كل المحافظات تلزم المحافظين بتنفيذ سياساته.
وأوضح أن هذا التعديل يجعل المجلس مسئولا عن وضع الإستراتيجية الثقافية لمصر كلها، وتشترك وزارات الثقافة والتعليم والإعلام في تنفيذها، وحتى نعطي قوى ثقافية للمشاركة، فوزارة الثقافة كانت حائلا لوصول الثقافة المستقلة باحتوائها.
وتابع إن هذه المؤسسات ملك للشعب، وعلينا كمثقفين أن نملأ هذه القنوات بالعمل الحقيقي الذي تستهدفه حركة الدستور الثقافي، ففي المجلس الأعلى للثقافة استطعنا إضافة لجنة الفن والمجتمع وهي تهدف إلى الاتصال المباشر بالجماهير ونقل الفن من القاعات المغلقة إلى أرض الواقع.
وأوضح أنها فكرة تهدف لنشر الثقافة مثل احتفالية "الفن ميدان" وألا تصبح مثل هذه المؤسسات استشارية، وتواجه أي مد رجعي في الشارع مثل معاداة فن النحت من جانب بعض الجماعات، كما أن هناك مشروع مسرح الجرن الذي يصب في أهداف الحركة وينزل بالثقافة إلى القرى والأقاليم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
من جانبه، قال الشاعر محمد بغدادي إنه ليس كل ما كان موجودا في وزارة الثقافة من أنشطة سيئا، فالمسرح التجريبي الذي يحارب الآن، فرض فرص الاحتكاك مع الخارج، وأظهر لدينا مصطلحات نقدية جديدة، وما نطالبه هو إصلاح وتقويم مثل هذه التجارب. وأضاف : كنت أحد المشاركين في لجنة ال 20 لتقويم وزارة الثقافة بعد حريق بني سويف وزرنا مواقع كثيرة وخرجنا بتوصيات ، والفكرة ليست هدم المعبد القديم تماما، فالوزارة على كل سلبياتها كانت مصدرا لإزعاج النظام، ولذا كان لابد من تعيين أناس ليس لهم علاقة بالعمل الثقافي ومن الأمن.
وبدوره، قال الناقد حمدي الجزار إن مؤسسات وزارة الثقافة بما فيها من أنشطة هي منجزات للمثقف المصري وهي منذ ثورة 1952 وهي مليئة بالمبدعين والمثقفين، وخرجت أجيالا من المبدعين والمثقفين ضد النظام السياسي ومع الدولة الحديثة الديمقراطية.
وأضاف الصراع القادم سيكون مع الجماعات الدينية التي ستحاول أن تمسك بمفاصل الدولة والعقل المصري، في مقابل المثقفين الذي يسعون لسيادة أفكار الفن والإبداع والحرية .