ومن الذي منع الأُستاذ الدكتور محمد البرادعي أن يطرح نفسه مرشحاً علي موقع رئيس الجمهورية ؟....حواريوه وأنصاره والمبهورين بشخصيته ..ورفاق له خارج الوطن مصريون وعرب وأجانب خططوا له ليكون رئيساً لمصر ...قبيل أن تتفجر ثورة 25يناير المجيدة ووقتها كان المخلوع مبارك مع تشكيله لايزال في السلطة متحكما ً ومهيمناً ومسيطراً . وعلي الرغم من ذلك أعلن د.البرادعي في قناة "سي - إن - إن" الفضائية الأمريكية - المقربة من السي آي آيه - أنه ليس لديه مانع أن يترشح لرئاسة مصر ،وعاد البرادعي بعدها إلي القاهرة ووجد من ينتظره في مطارها، ولم يستطع نظام مبارك بكل جبروته الذي يظهر عندما يقترب أحد من السلطة التي كان قد حجزها لنجله ،نقول لم يستطع هذا النظام أن ينظر للدكتور البرادعي ولو بطرفة عين، أو ينظر لأياً من حوارييه ومؤيديه بالداخل المصري خوفا ً من جهات تدعمه في الخارج.
وقتها قال الدكتور محمد البرادعي لأنصاره عندما تتحسن الأوضاع بمصر وتصبح مهيئة لترشحه ،لن يتردد وقتها عن الترشح علي هذا المنصب،وأيامها كان لايوجد أحد في مصر يسمع باسم حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المفترض لرئاسة الجمهورية إلا السلفيين، وكان أقصي طموحات حازم أن ينجح في دائرة الدقي كعضو بمجلس الشعب في مواجهة وزيرة الفلول السابقة أمال عثمان .
وكان د.عبد المنعم أبو الفتوح - المرشح المفترض لموقع رئيس الجمهورية - معتقل في سجن مزرعة طرة بتهمة الانتماء لجماعة غير شرعية وهي الإخوان المسلمون ،وكانت تقارير يومية تخرج من السجن تشير إلي أن مرض القلب يفترس دكتور عبد المنعم أبو الفتوح ويحتاج لعلاج والإفراج الصحي عنه ،وكان المئات من كوادر الإخوان وآلاف الإسلاميين بالمعتقلات ، ولم نسمع من الدكتور البرادعي كلمة واحدة من أجل المطالبة بإطلاق سراحهم .
وحتى نكون منصفين لم يكن البرادعي هو الوحيد الصامت تجاه هذا الانتهاك الخطير للحريات ،علي الرغم من رفعه شعارات التغيير والحرية ،إنما كان هناك أيضا شخوص داخل السلطة يصمتون في مواجهة انتهاك الحريات والاعتقالات ، ونذكرهم لكون أنهم يطرحون أنفسهم مرشحين مفترضين للرئاسة الآن.
أو يتم طرحهم كمرشحين مثل اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق والسيد :عمر موسي ،وهؤلاء الرجال كانوا عناصر أساسية من عناصر معادلة الحكم في مصر سنوات مبارك السوداء ،وإن كنا نعلم أن السيد عمرو موسي كان مجرد وزير للخارجية ،ولايهتم بالقضايا الداخلية لكون أنها خارج اختصاصاته .
أما اللواء عمر سليمان - فحسب المعلومات المتوفرة لنا من عناصر محايدة - فلقد أعرب لمبارك مراراً أنه ضد الاعتقالات بصفوف القوي السياسية المصرية،ولا ننسي من المرشحين المفترضين لرئاسة الجمهورية أيضا ً الأخ الصديق النبيل الأستاذ حمدين صباحي أبن ثورة 23يوليو المجيدة والذي عاني من التنكيل والمعتقلات بسبب دفاعه عما يعتقده ،وظل يدافع عن الفقراء والمستضعفين وقضايا الحريات ،ولم يفرق بين إخوان وغير إخوان في دفاعه عن تلك القضايا.
المهم أن ما نود قوله بشأن الدكتور البرادعي ،أن إرادة الله شاءت أن تهب مصر العظيمة كريمة الأديان ثورة 25يناير المجيدة ، ومن هنا تهيأت فرصة العمر للدكتور البرادعي وأنصاره أن يفعلوها ويطرحوه مرشحاً علي موقع رئيس مصر في انتخابات ،يتوقع كثيرون أن تكون من أنزه الانتخابات في العالم، بعد أن هيأت لها قواتنا المسلحة المجيدة مناخاً انتخابيا نزيها ومستقراً وآمناً ،وقوانين متحضرة وعصرية تجري في إطارها .
وما نقوله أثبتته الانتخابات البرلمانية التي تمت ببلادنا وكانت من أنزه الانتخابات علي المستوي الدولي ،وأول انتخابات نزيهة تشهدها مصر طوال تاريخها ،لكن الدكتور البرادعي ودراويشه إلي جانب السيد:نجيب ساويرس ورفاقه ،وما يعرف إعلاميا بائتلافات وجماعات تواجدها محدود بالشارع،بالتحالف مع فلول النظام السابق .
جميعهم شكلوا ما يشبه التحالف ومعهم منظمات مجتمع مدني وأبواق إعلامية ،وجميعهم يملكون أدوات الاتصال الفوري بالبيت الأبيض وبقصر الاليزيه وبداون أستريت وبالكنيست ، ومن علي شاكلة تلك الإدارات الأطلسية ،حاولوا جميعهم في ظل دعم خارجي معنوي وغير معنوي ممارسة أعنف الضغوط والتهديدات علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ،وافتعلوا تظاهرات دموية لأجل إفساد الانتخابات وفشلوا في إيقاف قطار الديمقراطية .
وكان جيشنا العظيم وأجهزة أمننا لهم بالمرصاد من حيث الرصد والمتابعة حتى سقط كبيرهم في الفخ الذي أشرنا إليه من قبل ،سقط متلبساً،عندما تم ضبط رئيس أمريكي سابق يحمل علي طائرته أكثر من نصف طن من أحدث الأسلحة التي تقتل ولا يستمع أحد لصوتها ،وكان لابد من لملمة الفضيحة والتكتم علي الأمر لصالح علاقات شراكة ممتدة بين من يديرون بلادنا وواشنطن ،ولكون الأمريكان عودونا ،أنهم من السهل أن يضحوا برجالهم لأجل مصلحة واشنطن وأمنها القومي، فلقد أوفوا بما عودونا عليه، وقدموا البرادعي ضحية وهدية.
وما فعله الأمريكان في الواقع لم يكن ضد د.البرادعي بقدر ما كان فرصة تتيح له الخروج الآمن من إحراج كبير يواجهه،في الترشيح غير مضمون العواقب علي موقع رئيس الدولة ،فلقد رأي الرجل أن أصدقاء له خارج الوطن مدوا إليه طوق النجاة ليعلن انسحابه من الانتخابات بشرف ،لكون أن الدكتور البرادعي كان يعرف من خلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت بمصر أنه أن خاض انتخابات الرئاسة سيفشل فشلاً زريعاً في الفوز بها،وكان يعرف من هو رئيس مصر القادم ،وأنه لا قبل له بمواجهته.
ولقد راهن دكتور البرادعي علي أن الغرب الأوروبي الأمريكي من الممكن أن يفرضه علي مصر رئيساً لفترة انتقالية ،وراهن أن يضغط الغرب علي المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأجل ذلك ،وبالفعل حاول الغرب الأوروبي الأمريكي بكل السبل ,حاول وأخفق عندما وجه له الأمناء علي وطننا لطمة القبض علي 19 كادراً من أهم كوادر" سي- آي - آيه".
تلك الكوادر الخطرة التي كانت تتخذ من منظمات حقوقية واجهة لهم لممارسة عملهم غير الشرعي في مصر ،صحيح أن الأمريكان ضغطوا وسفروا رجال "سي آي آيه " مقابل ثمن باهظ دفعوه أيضاً ،لكون أن ضغوطهم لم تكفي لوحدها ،لكن رسالة مصر وصلتهم ووصلة أدواتهم.
أذن لم يمنع أحد الدكتور البرادعي من خوض انتخابات شريفة حرة نزيهة في مصر ،إنما الذي منعه الله سبحانه وتعالي الذي أهدانا ثورة 25يناير المجيدة ،ويقف إلي جوارنا لنختار لها أطهر ما فينا رئيساً .
ومن هنا ،بعد أن توصلت محيط لتلك الفضيحة التي سبق ونشرت تفاصيلها ،فضيحة الإعلان المفاجئ للدكتور البرادعي الانسحاب من الانتخابات الرئاسية،فأننا نلفت انتباه الأخوة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،ونلفت انتباه قادة الأمن القومي في مصر ،بأنكم ليس من حقكم أن تمنحوا للدكتور البرادعي فرصة خروجا أمناً من انتخابات الرئاسة ،وتمنحوا لمن استخدموا الأسلحة الأمريكية وكانوا يخططون لاستخدامها ضد ثورتنا وأمننا فرصة النجاة من محاكمة مستحقة ،وخروجا لا نتمناه آمنا من محاكمات مستحقة .
رأي وتعقيب
استوقفنا التعليق التالي علي مقال براءة مبارك أمس للأستاذ الكريم محمد جلال الذي يقول أنه يعمل بوزارة الإعلام ،والملفت للانتباه في التعليق أنه يجيء كقرينة علي ماذكرته سابقا حول شحنة الأسلحة التي ضبطت علي طائرة كارتر والتي تخص السفارة الأمريكية ،تلك الشحنة من الممكن أن تكون دخلت لمصر شحنات أخري مماثلة لها واستخدمت بالفعل في قتل أولادنا وبناتنا وجنودنا وأهلنا أمام ماسبيرو وبشارع محمد محمود وحول مجلس الوزراء وإلصاق تهم القتل بالجيش والشرطة بهدف الوقيعة بين الجيش والشعب .
المهم ماذا يقول أستاذ محمد تعقيبا ً علي مقالنا ،قال في تعقيبه ما يلي بالنص:
نص الرسالة
"أعتقد أن الطرح غير متوازن لأنه يتعامل مع الحالات التي توفي فيها متظاهرون فقط وهي محاولة متقدمة للضغط على القضاء الذي نقول جميعاً أننا نحترمه في حالة فقط ما كانت أحكامه تتفق مع مصالحنا أو توجهاتنا ولكني سأحدثك عن حالة واحدة هي حالة ماسبيرو التي أشرف بالعمل فيه وكنت من شهود مأساته ،المأساة أن القتلى من الجنود الغلابة أكثر مما يتصور أي أحد لأننا رأينا الجثث والمصابين إصابات بالغة.
فالآلي ظل لحوالي عشر دقائق ينطلق باتجاه الجنود غير المسلحين بالذخيرة من ناحية رمسيس هيلتون وكانت هناك فوضى كبيرة ومحاولة لاقتحام المبنى بكثافة عددية فشلت ومع ازدياد أعداد القتلى والمصابين من الجنود حضر الجنود الذين كانوا يؤمنون مناطق بعيدة لحماية المصابين مما فتح الطريق أمام الأهالي من المنطقة والذين عانوا الأمرين من وقف أعمالهم ومصالحهم من الاعتصام بالإضافة إلى لجان التفتيش من المعتصمين التي كانت أحياناً تصل لمنزل كوبري 15 مايو وخاصة الإصرار على تفتيش بنات المنطقة من الأولاد الواقفين في التفتيش.
وهذا سبب المشكلة الأولى الذي لا يعلمه أحد ولكنا الشهود العارفون الصامتون للأسف الجنود لم يكن معهم ذخيرة وتم وضع أنابيب البوتوجاز تحت العربات المدرعة فهرب عسكري من أحد هذه العربات وركبها واحد من المتظاهرين وهو لا يعرف كيفية قيادتها والنتيجة دهس عدد من الناس كما أن عربتان حاولتا الهرب من انفجار أنابيب البوتوجاز أسفلها فدهست ناس نحن كنا في الأعلى واقفين ولم نكن نجري هنا أو هناك لنهرب أو نهاجم مثل بعض الشهود الذين لم يروا شيئاً.
كنت أتمنى منك أن تطالب بالقصاص أيضاً لهؤلاء الجنود البسطاء الذين لم يطلقوا ذخيرة حية على أحد ولكن يبدو أن القتلى نوعان درجة أولى مثل من تقولون عليهم شهداء على العموم مثل ألتراس الأهلي وقتلى الاحتكاكات مع الشرطة وهناك قتلى درجة ثانية أو ثالثة مثل هؤلاء العساكر وشهداء العبارة 2006 لا أطلب إلا الموضوعية القليل منها القصاص حق ولكن يجب البحث عن حقيقة الوقائع بدقة بالغة لتحقيق القصاص العادل لأنه أفضل أن ينجو مجرم أو أكثر من أن يعدم برئ واحد ولك الشكر "
وختاماً
إلي هنا انتهت رسالة الأستاذ محمد جلال ونهديها لقلة من الثوار مخدوعة، ليعرفوا لماذا انسحب الدكتور البرادعي من الترشيح ولماذا نعتبر السماح له بالخروج الآمن من انتخابات الرئاسة هو ودراويشه ومن علي شاكلتهم غير مسموح به لأنه حق شعب وثورة ،قتل أبنائها بدم بارد ،وندعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يعلن الحقيقة.