السودان نفى وجود مستعبدين على أرضه في حين اختلفت التقديرات بشأن عدد المحتجزين. اتهم جنوب السودان اليوم الجمعة السودان باحتجاز 35.000 من مواطنيه "كعبيد"، ما أدى إلى تجميد المفاوضات الجارية في أديس أبابا بين البلدين، وزاد من حدة التوترات بينهما.
وقال كبير مفاوضي جوبا باقان أموم لوكالة "فرانس برس"، إنه "يوجد مع الأسف خلاف لأن حكومة السودان ترفض أن تدرج (في المباحثات) موضوع إطلاق سراح نحو 35.000 مواطن جنوبي سوداني يعاملون كعبيد".
وقد استؤنفت المباحثات في 6مارس في العاصمة الأثيوبية بين السودان وجنوب السودان، حول العديد من نقاط الخلاف، ومن بينها تلك المتعلقة بتقاسم عائدات النفط والجنسية.
واستناداً إلى أموم، فإن هؤلاء الأشخاص احتجزوا كرهائن خلال الحرب الأهلية الدامية التي استمرت من 1983 إلى 2005 بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان الانفصالية، التي تتولى حالياً الحكم في جنوب السودان.
ويؤكد مسئولو جنوب السودان أنه تم خطف الآلاف، وبينهم عدد كبير من الأطفال من الجنوب، خلال الحرب من قبل ميليشيات مسلحة اقتادتهم إلى الشمال، حيث أرغموا على العمل بالسخرة.
إلا أن السودان ينفي وجود مستعبدين على أرضه، في حين تختلف التقديرات كثيراً بشأن عدد المحتجزين رغماً عنهم، لتذهب من بضعة آلاف إلى عشرات الآلاف.
"نهج غير بناء"من جانبه، ندد كبير مفوضي الخرطوم صابر محمد الحسن بنهج "غير بناء" من قبل جنوب السودان، الذي اتهمه بالتسبب في إنهاء اجتماع اليوم.
وأوضح المفاوض السوداني أنه عرض إنشاء لجنة عالية المستوى لحل المشاكل المتعلقة بالجنسية، لكن ممثلي جنوب السودان "أصروا على الدخول في التفاصيل، وهذا ما رفضناه، فانتهى الاجتماع".
يذكر أنه يوجد ما بين 300 إلى 500 ألف من أبناء جنوب السودان في السودان، الذي أمهلهم حتى الثامن من أبريل المقبل لمغادرة أراضيه أو تسوية أوضاعهم، بينما أكدت الأممالمتحدة أنه من المستحيل عملياً إعادة كل هؤلاء في خلال هذه المهلة القصيرة.
وأكد الحسن أن جوبا أصرت على أن يتم مقدماً تحديد كيفية إعادة هؤلاء إلى جنوب السودان، مضيفاً أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق محتمل قبل انتهاء جولة مفاوضات أديس أبابا المقررة في 16مارس الجاري.
لكن أموم من جهته أعرب عن تفاؤله بإمكانية توصل الجانبين إلى تسوية لمشكلة الجنسية رغم هذا الخلاف.