كشفت إريكسون خلال مؤتمرها الصحفي السنوي الذي عقدته مع انطلاق فعاليات القمة العالمية للاتصالات المتنقلة، النقاب عن عقود مهمة ومنتجات جديدة سوف تلعب دوراً قوياً في تسريع عجلة التحول في قطاع الاتصالات على مستويي الأعمال والمجتمع. ومن جانبه، أوضح هانز فيستبيرج، رئيس شركة "إريكسون" ورئيسها التنفيذي: "تمنحنا خبرتنا الواسعة وريادتنا المتواصلة في مجالات تكنولوجيا الإنترنت المتنقل عريض النطاق، والخدمات المدارة، وأنظمة دعم العمليات والأعمال، قدرة لا مثيل لها في مساعدة عملائنا على الاستفادة من الفرص التي تتيحها جهود ومبادرات التحول إلى عالم المجتمعات المتصلة شبكياً". وتطرّق فيستبيرج إلى الحديث عن الدور الذي لعبه الانتشار الواسع لخدمات الإنترنت المتنقل عريض النطاق عام 2011 في تعزيز النمو في السوق، على الرغم من انخفاض معدل إنفاق شركات الاتصالات في الربع الرابع من العام. ومجدداً، ساهمت محفظة "إريكسون" القوية من منتجات الاتصالات، بما في ذلك عائلة المحطات القاعدية من طراز "RBS6000"، في زيادة حصتها السوقية. وفي هذا السياق، قال فيستبيرج: "تشير بياناتنا الداخلية السابقة المتعلقة بالسوق إلى أن حصتنا السوقية في مجال معدات شبكات الاتصالات المتنقلة ارتفعت من 32٪ إلى 38٪ خلال عام 2011". وفي تأكيد على إحدى تصريحاته التي أدلى بها بعد إعلان إريكسون لنتائجها المالية للربع الرابع، قال فيستبيرج: " نعتقد بأن القطاع قادر على تحقيق تطور إيجابي على المدى الطويل نظراً للأساسيات الصلبة التي يرتكز عليها. وعلى المدى القصير، نتوقع أن تواصل شركات الاتصالات توخي الحذر فيما يتعلق بالإنفاق، آخذة بعين الاعتبار عوامل مثل المخاوف التي تكتنف الاقتصاد الكلي والوضع السياسي. وسنواصل العمل على تنفيذ إستراتيجيتنا، التي سيسودها على المدى القصير الاهتمام بتنويع مجالات أعمالنا، والتركيز على مشاريع توسيع التغطية وتحديث الشبكات أكثر منه على مشاريع تطوير القدرات". وذكر فيستبيرج أن عملية الجمع بين تكنولوجيا التنقل والإنترنت عريض النطاق وتكنولوجيا الحوسبة السحابية، قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، حيث تعمل قطاعات أخرى الآن على تفعيل استراتيجياتها للدمج بين هذه القوى الثلاث في عمليات الأعمال، ومن الأمثلة على ذلك حلول التجارة عبر الهاتف المتحرك. وكشف فيستبيرج عن صفقة جديدة تجعل "إم تي إن" للاتصالات أول شركة تقوم باعتماد منصة "المحفظة المتقاربة" (Ericsson Converged Wallet)، الخدمة الجديدة المكملة لأنظمة الاستقطاع المدمجة من الاشتراكات مسبقة الدفع، وحلول الخدمات المالية عبر الهاتف المتحرك، لمشتركي MTN في أفريقيا والشرق الأوسط. وقال: "إننا ملتزمون بصورة كاملة ببناء بيئة متطورة لتسهيل إجراء الصفقات التجارية عبر الأجهزة المتنقلة، وهو ما يجعلنا فخورين بالإعلان عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة ويسترن يونيون، أكبر مزود للخدمات المالية في العالم". وانضمت ديان سكوت، نائب الرئيس التنفيذي، رئيس وحدة أعمال "ويسترن يونيون فينتشرز" (Western Union Ventures) ورئيس التسويق، إلى فيستبيرغ ، حيث قالت: "يمكن لشركتي "إريكسون" وويسترن يونيون الآن إطلاق خدمات مالية عبر الأجهزة المتنقلة في أماكن أكثر من العالم مقارنة بالماضي، وبالتالي تمكين ملايين الناس في جميع أنحاء المعمورة من الاستفادة من الخدمات المالية بطريقة غير مسبوقة". ويلعب توفر الخدمات والتطبيقات في الوقت الحقيقي عبر أي جهاز دوراً جوهرياً في تغيير طريقة حياتنا. وتبين إحدى استطلاعات الرأي التي أجرتها إريكسون أن الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يقضون 76٪ من وقتهم مع أجهزة الهواتف الذكية في أنشطة غير المكالمات الصوتية. وبالتالي، فمن الواضح أن القطاع يتجه بوتيرة متسارعة نحو تحقيق رؤية المجتمعات المتصلة شبكياً، حيث سيكون كل شيء تتوفر فيه إمكانية الاتصال بالإنترنت متصلاً. وأوضح فيستبيرج: "نعمل على بناء شبكات اتصال يمكن استخدامها في أشياء لا يمكن أن تخطر على بال أحد. لقد علمتنا خبرتنا العريقة التي تصل إلى 130 عاماً بأن أداء الشبكة هو العامل الأبرز عندما يتعلق الأمر بتوقيع الصفقات واجتذاب العملاء. ولا شك بأن العقود التي وقعناها والمنتجات الجديدة التي قمنا بإطلاقها تثبت مدى اهتمامنا وتركيزنا على هذا الأمر. وتعد ريادتنا في مجالي الخدمات والتكنولوجيا جزءاً أساسياً من أعمالنا، علماً بأننا نملك الآن 30 ألف براءة اختراع". وتعد "إريكسون" مزوداً رائداً بمعنى الكلمة لشبكات الجيل الرابع، ما يؤكده توقيع الشركة عقوداً جديدة مع شركات اتصالات كبرى في العالم، بما في ذلك "إي أكسيس" (e-Access) في اليابان، و"أوبن موبيل" (Open Mobile) في أمريكا اللاتينية، و"أوجيري" (Augere) في الهند. وتابع فيستبيرغ: "تعتبر أمريكا الشمالية وكوريا السوقان الأسرع نمواً في العالم ضمن قطاع شبكات الجيل الرابع، ولا تدخر إريكسون جهداً في المساعدة على تسريع إطلاق مشاريع بناء مثل هذه الشبكات الواعدة، الأمر الذي يساعدنا على تكوين رؤية لا مثيل لها حول متطلبات حركة مرور البيانات عبر شبكات الجيل الرابع". هذا وقامت "إريكسون" بطرح منتجات جديدة وتحسينات على محفظتها تتيح أداء شبكياً لا يضاهى. وضمن إطار هذه الخدمات، تحدث فيستبيرج عن عرض جديد لمعالجة الانتشار السريع لاستخدام الهواتف الذكية وتكاملها على الشبكات. ويهدف التوظيف الأمثل لشبكات الهاتف الذكي إلى الاحتفاظ بالشبكة في أفضل حالة ممكنة لمواكبة الزيادة في حركة نقل البيانات الناجمة عن استخدام الهواتف الذكية. وأضاف فيستبيرج ، الذي شارك في بناء محفظة خدمات إريكسون، أن الشركة خلال عام 2011 أضافت 13 عقد خدمات مدارة إلى صفقات الخدمات المدارة الإجمالية البالغ عددها 70 صفقة. وبالنسبة لخدمات النطاق العريض المتنقلة، يوفر مفهوم إريكسون للشبكة غير المتجانسة (hetnet) خطة في المناطق المكتظة بالسكان، تدعو لزيادة طبقة الماكرو أولاً، ثم دمج طبقة مايكرو وبيكو وحلول "واي فاي". ويوفر هذا الحل نفس الخدمات مع نصف السلسة ومكاسب إنتاجية أكبر بحوالي 2-10 مرات مقارنة مع استخدام شركات مستقلة لطبقات الخلايا الماكرو والصغيرة. وبالإضافة إلى ذلك، يؤمن حل إريكسون نصف التكلفة الإجمالية لامتلاك طبقة الخلية الصغيرة. كما أشار فيستبيرغ إلى أحدث إضافة في عائلة "RBS6000"، "Pico RBS" الجديدة، أول محطة راديو بيكو متكاملة عبر شبكة واي فاي. وسوف يستمر نمو الطلب على تقنية "واي فاي" في شبكات الهاتف المتحرك خلال السنوات المقبلة، إذ أنها تلعب دوراً هاماً في تجربة المستخدم النهائي الإجمالية لخدمات النطاق العريض المتنقلة. ولمعالجة هذه المسألة، أعلنت "إريكسون" في وقت سابق أنها ستستحوذ على "بيلير نتووركس" الكندية، الرائدة في القطاع في مجال تقنية "واي فاي" فائقة القدرات. وبالنسبة للجيل القادم من شبكات بروتوكول الإنترنت، أعلنت "إريكسون" عن تطبيق جديد على راوتر الخدمات الذكي "SSR" والذي يجري إطلاقه تجارياً في شبكة "تلسترا" للاتصالات في أستراليا. وتسهم "بوابة الحزم المتطورة" (Evolved Packet Gateway)، عند دمجها مع راوتر الخدمات الذكي "SSR 8020"، في زيادة سعة شبكات الجيل الثاني 2G والثالث 3G والرابع 4G لتلبية الطلب المتزايد على خدمات النطاق العريض المتنقلة. وبالإضافة إلى معالجة مسألة السعة في بيئات المدن الكبيرة، تولي إريكسون اهتماماً بتصميم وجاذبية منتجاتها. وقام فيستبيرج باستعراض منتج اختباري في مجال تكنولوجيا الميكروويف، وهو هوائي ميكروويف "LINK-MINI" على شكل كرة. ومع القدرة التكنولوجية لدعم سرعة إنتاجية تبلغ 1 غيغابايت، تتمتع هذه الوحدة الصغيرة الكروية بتصميم مخفي في البيئات التي تهتم بالمظاهر. يذكر أن "إريكسون" قد عقدت المؤتمر الصحفي في القاعة رقم 6، البالغة مساحتها 6000 متر مربع، حيث تستضيف العروض التوضيحية وزيارات العملاء خلال هذا الحدث التجاري الذي يستمر لأربعة أيام.