واشنطن: كشف تقرير محاسبي أمريكي أن انهيار بنك "ليمان براذرز" العملاق في سبتمبر 2008، الذي أطلق شرارة الأزمة المالية العالمية بسبب ضخامة حجم أصوله التي تقارب 700 مليار دولار، ناتج عن ممارسات خاطئة من قبل الإدارة إلى جانب عمليات تلاعب في البيانات المالية. وقال أنطوان فالوكس، المعيّن من قبل القضاء الأمريكي للتدقيق في حسابات المصرف بعد تقدمه بطلب للحماية من الإفلاس: إن إدارة "ليمان براذرز" تجاوزت بشكل متكرر معايير المخاطرة الداخلية التي تعتمدها كما ارتكبت مجموعة كبيرة من الأخطاء واتخذت خطوات دون تفكير دقيق". وأشار فالوكس في التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن طلب الإفلاس الذي قدمه المصرف في 15 سبتمبر 2008 يعتبر الأكبر في تاريخ المصارف والاقتصاد العالمي وأدت الخطوة آنذاك إلى انهيار في أسواق المال الأمريكية والعالمية هو الأسوأ منذ الركود الكبير مطلع العقد الثالث من القرن الماضي. وبحسب التقرير، الذي اذاعته محطة تلفزيون "سي ان ان" الاخبارية الامريكية، فقد حاولت إدارة المصرف التلاعب بالبيانات المالية قبل إعلان الإفلاس لإخفاء حقيقة الأوضاع فيه عبر ممارسة محاسبية تدعى "ريبو 105" تسمح للمصارف بإخفاء قروض من البيانات مع الاحتفاظ بالوقت عينه بالسيولة التي حصل عليها منها في قائمة الموجودات الأمر الذي يحسّن ملاءتها أمام المستثمرين ويقنعهم بإمكانية إقراضها دون مخاطر. وانتقد التقرير الواقع في 2200 صفحة شركة "أيرنست أند يونغ" التي كانت تقوم بالتدقيق في حسابات المصرف، موضحاً أنه كان عليها الإشارة إلى مخاطر هذه التصرفات من قبل إدارة "ليمان براذرز". واعتبر فالوكس أن مسئولية انهيار المصرف "مشتركة" وهي تتوزع بين النظم المالية التي تشجع المخاطرة والإمعان في الحصول على قروض وتسهيلات مالية بسبب سهولة ذلك.