تناولت الصحف الغربية الصادرة اليوم الأحد الأزمة السورية والمساعي لحلولها ،كما تناولت تطورات الأوضاع فى اليمن وأشارت الى دور الحكومة البريطانية المحتمل في ترحيل متهمين بالإرهاب إلى دول أخرى. وعن الازمة فى سوريا ، فقد نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تقريرا بقلم مات شورلي مراسلها للشؤون السياسية عن المساعي الأوروبية الدبلوماسية لحل الأزمة في سوريا.
يقول الكاتب إن الإتحاد الأوروبي يتجه نحو تجميد الأصول المالية "لعشر شخصيات رفيعة في نظام الرئيس بشار الأسد".
ويضيف شورلي، في تقريره الذي جاء بعنوان "الإتحاد الأوروبي يشدد قبضته على نظام الأسد" إن فرض تلك العقوبات المالية هو جزء من تصعيد متسارع لتشديد "القبضة الدبلوماسية والاقتصادية" الهادفة إلى وقف إراقة الدماء في سوريا.
ويتابع قائلا إن وزراء الخارجية (لدول الإتحاد الأوروبي) سيوافقون غدا على مجموعة جديدة من العقوبات.
ويقول الكاتب إن اجتماع الغد، الذي سيعقد في بركسل، سترأسه كاثرين آشتون منسقة السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي، مذكرا بأنها حثت الوزراء على "توسيع اجراءاتنا التقييدية".
ويضيف أن العقوبات الجديدة ستشتمل على حظر السفر على مسؤولين رفيعي المستوى، فرض قيود على البنك المركزي السوري، إضافة إلى فرض اجراءات على رحلات الشحن وعمليات البيع الخاصة بالذهب والمجوهرات.
كما يشير إلى أن تصعيد العقوبات يأتي بعد عقد مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس.
وينقل التقرير عن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج دعوته إلى تشديد القبضة "الدبلوماسية والاقتصادية" على نظام الأسد المتهمين بالإرهاب
وإلى صحيفة "الصنداي تلجراف" البريطانية التي نشرت تقريرا لمحرر الشؤون الاستقصائية جاسون لويس عن دور الحكومة البريطانية المحتمل في ترحيل متهمين بالإرهاب إلى دول أخرى.
تقول الصحيفة إنها اطلعت على وثائق سرية تشير إلى أن البرلمان البريطاني تعرض مرارا إلى التضليل من قبل وزراء بشان مدى مشاركة مسؤولين بريطانيين في أجهزة الاستخبارات في عمليات تديرها الولاياتالمتحدة.
ويضيف التقرير أن الوثائق تكشف كيف أن جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني قدم دعما من أجل ترحيل "إرهابيين" للتحقيق معهم في ليبيا.
وتقول الصحيفة إن الوثائق تكشف عن أن قاعدة بريطانية جوية قد استخدمت على ما يبدو كنقطة انطلاق لبرنامج تابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ويضيف التقرير أن المعلومات الجديدة تركز على دور جهاز المخابرات الخارجي البريطاني في ترحيل عبد الحكيم بلحاج، أحد أبرز المعارضين السابقين للعقيد القذافي والذي كان مشتبها في تورطه بالإرهاب، إلى طرابلس في مارس/ آذار 2004.
ووفقا للصحيفة، فإن الوثائق تضمنت معلومات سرية عن أن جهاز المخابرات البريطاني ابلغ موسى كوسا، رئيس المخابرات الليبية السابق في عهد القذافي، إلى اعتقال بلحاج في ماليزيا لأسباب تتعلق بقانون الهجرة.
رئيس جديد لليمن
وفي الشأن اليمني ، اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الاحد بإلقاء الضوء على مشهد أداء الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادى اليمين الدستورية يوم أمس السبت ليصبح اول رئيس جديد لبلاده منذ أكثر من ثلاثة عقود ، قائلة انه تولى الحكم في بلد يعاني من اقتصاد هش وبنية تحتية منهارة فضلا عن انتشار حركات انفصالية عنيفة بربوعه ونشاط فرع تنظيم القاعدة وسيطرة متشددين اسلاميين على مساحات شاسعة من اراضيه .
وذكرت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الألكتروني - أنه عقب عام من المظاهرات المناهضة للحكومة السابقة وما صاحبها من انعدام الأمن في بلد تعتبره الولاياتالمتحدة حليفا حاسما في حربها ضد تنظيم القاعدة ، يعول الشعب اليمني على الحكومة الجديدة بقيادة عبد ربه منصور هادي ، نائب الرئيس السابق والرئيس الحالي ، في أن تمثل بداية عهد جديد واستشهدت الصحيفة الأمريكية ، فى معرض تأكيدها على العراقيل التى يواجهها عبد ربه منصور هادي، بمهاجمة مسلحين مجهولين أهدافا حكومية بميناء المكلا الواقع بجنوب شرق البلاد ، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 21 جندي عقب ساعات من تولى هادي سدة الحكم متوعدا بالاستمرار في قتال القاعدة .
وأشارت الصحيفة الى أجواء حفل أداء اليمين الدستورية الذي انعقد بغرفة مكتظة بالنواب داخل أروقة البرلمان اليمني ..وقالت إن الدبلوماسيين والصحفيين كانوا مبتهجين للغاية في جو ساده تبادل اعضاء الحزب الحاكم السابق والمعارضة التحيات ، بعدما اندلعت حرب مريرة بينهم طيلة العام الماضي .
وأشارت نيويورك تايمزإلى وصف هادي الحرب على تنظيم القاعدة في بلاده ب " الواجب الديني والوطني " ...داعيا المسئولين بكلا الجانبين-المعارضة واعضاء الحزب الحاكم السابق- ، في اشارة غير مباشرة منه إلى سلفة الرئيس علي عبدالله صالح ، إلى العمل سويا من أجل " "بناء دولة قوية من خلال إقامة المؤسسات التي لا تقوم على شخصية واحدة " ، على حد تعبيره.
وأردفت الصحيفة القول بأن حملة الانتخابات الرئاسية اليمنية ، التي اختير فيها هادي كمرشح مجمع عليه من قبل الحزب الحاكم السابق والمعارضة على السواء ، كانت جزءا من اتفاق دعمته الولاياتالمتحدة لإنهاء الأزمة السياسية واقصاء صالح عن سدة الحكم .
وأضافت إنه على الرغم من عدم وجود خيار آخر سوى هادي كان الأقبال على التصويت كثيفا ، وذلك وفقا لتقديرات الحكومة التي اعلنت انه وصل إلى نسبة 65\% ، بما يشير إلى تعطش الشعب اليمني إلى اعتناق التغيير وقبوله عقب أكثر من عام من المظاهرات والاضطرابات التى اودت بحياة المئات .
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن علي الماماري ، وهو نائب ساهم في إقالة حزب صالح الربيع الماضي عقب استخدام مؤيدي حكومته العنف ضد المتظاهرين السلميين ، قوله " إننا نعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا لليمن " مضيفا " إن العام الماضي شهد ثورة وها هي بداية ثورة جديدة لكنها بدون اسلحة ولا صراع بل قامت لأجل تحويل بلادنا إلى دولة مدنية " .