تحولت مستشفى جرجا العام بمحافظة سوهاج الى مقبرة لدفن المرضى وليس لعلاجهم نتيجة لإهمالها لسنوات طويلة وتردى الأوضاع بها لدرجة تصل إلى وصفها بأ،ها "كارثة إنسانية وغير آدمية. وكشفت جولة شبكة الإعلام العربية "محيط" داخل أروقة المستشفى عن مفاجآت مفجعة تؤكد على صور الإهمال واللامبالاة الشديدة لمسئولى وزارة الصحة وخاصة بعد إصابة العديد من الأطفال بالفيروسات والأمراض بعد دخولهم للمستشفى للعلاج.
وأحاطت البرك ومياه الصرف الصحى بمداخل ومخارج المستشفى، وصار واضح للعيان للمبانى الآيلة للسقوط بالمستشفى مهددة حياة المرضى والعاملين بالمستشفى، علاوة على إلقاء المخلفات الطبية للمستشفى فى الشارع بما يهدد الصحة العامة.
وبالنظر لغرف المستشفى ستجد كمًّا هائلاً للإهمال فى تحويل قسم النساء والتوليد لمخزن للكراسى المحطمة، وتهالك أسرة المرضى والتى لا تتحمل أطفالا صغارا وليس سيدة حامل، كما أن الأسلاك الكهربائية مكشوفة وتعرض حياة العاملين ومرتادي المستشفى لخطر الصعق الكهربائى . ومن الامور المضحكة المبكية اقامة محرقة المستشفى أسفل قسم الصدر، أما قسم جراحة العظام فتهالكت محتوياته وغطتها الاتربة، وقسم العناية المركزة يحتاج لعناية وجهاز الأكسجين المركزي معطل لا يعمل والرغم من اقتناء المستشفى لجهاز تنفس صناعي جيد إلا أنه لا يعمل نتيجة عدم معرفة العاملين لطريقة تشغيله.
وأغلق قسم العلاج الاقتصادي رغم تجهيزه بمبالغ كبيرة إلا أنه تحول الآن إلى غرفة "خزين" تحوى الأشياء القديمة التى غطتها الأتربة والحشرات.
كما أغلق قسم العزل وبجواره سيارة إسعاف والعيادة المتنقلة الخاصة بتنظيم الأسرة والتى صارت خردة بعد تعطلها منذ خمس سنوات ولم يتم إصلاحها أو التصرف فيها.
أما بنك الدم فيعمل من الساعة الثامنة إلى الثانية ظهرًا يوميًّا؛ ولكن عليك الاتصال تليفونيا والبحث عن الموظف المسئول لأنه لا يتواجد إلا حسب الحاجة والطلب.
والسؤال الذي أثاره الكثيرون ويحتاج إلى إجابة: أين ذهبت ميزانية مستشفى جرجا العام ولماذا وصل بها الحال إلى هذا الانحدار؟!
وأكد الدكتور رأفت رشاد عبد الرحيم المدير السابق للمستشفى بانه ترك 250 ألف جنيه فى أول شهر 12 لسنة 2011 بخزنة المستشفى، فيما أشارت عطيات رئيسة التمريض بالمستشفى أن الخزنة لا يوجد بها سوى 2000 جنيه فقط.
وقال مسئول فى إدارة المستشفى، رفض ذكر اسمه: إن الخزينة تحوى مليون ونصف جنيه، فيما تم حصر ميزانية قسم النساء والولادة عن شهر فقط ب60 ألف جنيه.
من جهة أخرى، استأنف طاقم التمريض نشاطهم بالمستشفى بعد إضرابهم لمدة 3 أيام متواصلة نتيجة تعرضهم لأعمال بلطجة واعتداء بعض الشباب عليهم وذلك بعد وعود كل من الدكتور محمد الانصارى والدكتور احمد أبو جودة وعلى الشاذلي أعضاء مجلس الشعب بإنشاء أبواب حديدية جديدة للمستشفى.