"في اقل من 24 ساعة" نجحت مباحث الشرقية مساء الاثنين فى إعادة فتاة ميت بشار المختفية ، والذى كاد اختفائها أن يشعل فتنة طائفية بالقرية، خاصة بعد أن احتشد المئات من أهالى القرية أمام الكنيسة، و بعد حدوث اشتباكات بين المسلمين والأقباط بالقرية واشعال النيران باحدي السيارات. وتبين أن الفتاة هجرت المنزل متجهة الي القاهرة أول أمس عند بعض الأهالى، وتمكن رجال المباحث من تحديد مكانها وعودتها سالمة مساء الاثنين لأسرتها، وقررت العودة لمنزل أمها.
وتأتي شرارة الفتنه الطائفية التي أشعلت قرية ميت بشار بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية , بنيران الاحتجاج ،وذلك اثر ادعاء البعض من أهالى القرية بوجود فتاة تدعي " رانيا خليل "16 عاما طالبة بالصف الثانى الإعدادى قد سبق,وتركت الديانه المسيحية منذ اكثر من 6 اشهر, وذلك بعد اعتناق والدها الاسلام , فيما قام المئات من الاهالي بمحاصرة مطرانية السيدة العزراء بقرية ميت بشار و محاولة حرقها والتظاهر امامها ، حيث اكد أحد الشباب المسلم المتجمهر أمام الكنيسة ان والد الفتاة ويدعي " خليل إبراهيم محمد " ،كان قد سبق أن أشهر إسلامه منذ عامين وتزوج من مسلمة، ويعيش مع أسرته الجديدة بسلام. ومن جانبهم أكد بعض أقارب المختفية أنها أسلمت منذ 6 أشهر، والتحقت بالعيش مع والدها بذات القرية، وأنها انفصلت عن أمها، وأن الفتاة احتفلت بخطوبتها من شاب مسلم بالقرية منذ 10 أيام، حسب أقوال أهالي القرية. حيث اختفت أول أمس فى ظروف غامضة ، واتهم الأهالى أقاربها من الأقباط بالقرية باختطافها، وقاموا بإشعال النيران فى سيارتين خاصتين بأحد الأقباط بالقرية. علي أثر ذلك تصاعدت حدة الاحتقان والاستياء والغضب , وقام اهالي قرية ميت بشار محافظة الشرقيه بمحاصرة مطرانية السيدة العزراء و محاولة حرقها اليوم جراء ما أشيع عن انتقال الفتاة للعيش مع والدها، حيث فوجئ أهالي القرية بتغيب الفتاة منذ يوم السبت الماضي، عندما كانت تتسوق بالقرية. ومن جانبهم قام بعض شيوخ واهالي القرية من المسلمين , بالتواجد أمام الكنيسة لحمايتها، مؤكدين أنهم يعيشون فى القرية دون تفرقة ويتبادلون التهانى فى جميع المناسبات، مطالبين الجميع بضبط النفس لحين عودة الفتاة ووضوح الحقيقة. وعلي الفور انتقل الدكتور عزازي علي عزازي، محافظ الشرقية، ومدير أمن الشرقية والقيادات الامنية بالمديرية، واللواء حسن سيف رئيس مصلحة الأمن العام، واللواء عبد الرءوف الصيرفي مدير البحث الجنائي , لفحص الحالة الامنية ,وتم الدفع بتشكيلات من قوات الأمن المركزى ومجموعات قتالية خشية حدوث أى اشتباكات. وقال عزازى أنه المسؤول عن أمن المواطنين داخل المحافظة، وإذا لم يستطع توفيره سيرحل عنها، مناشداً الأهالي بأن يكونوا على قدر المسئولية حتى لا يعطوا فرصة جديدة ل«الطرف الثالث»، أن يتحرك ويشعل البلاد من جديد، على حد قوله. وقد قامت الأجهزة الأمنية بتكثيف وجودها بالتعاون مع القوات المسلحة بجوار الكنيسة وشوارع القرية , حيث شهدت القرية تواجدا من قبل رجال القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة تحسبا لاندلاع اشتباكات بين أهالى القرية، وتم وضع سياج امني حول المنطقة وانتشرت دبابات القوات المسلحة حول الأماكن الحيوية وكنيسة القرية لتأمينها, وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا لمنع تفاقم الازمة. فيما نجحت أجهزة الأمن فى إنهاء التجمهر، مطالبين الأهالي بالهدوء وعدم ارتكاب أي تصرفات غير لائقة. من جانبه ، أكد القس" بوخن " قس كنيسة القرية في تصريح خاص " لشبكة محيط " أن المشكلة حدث شخصي والكنيسة ليست طرفا فيه وهناك عمل بلطجي يحدث ضد الكنيسة بشكل غير مبرر, وإن سبب إدخال قصص الحب في إشعال الفتن الطائفية ناتج عن عدم تفريق المجتمع بين المسئولية الفردية والمسئولية الجماعية. وقال القس انه لا يلوم الفتاة والشاب مؤكدا خطأهم بلا شك مشيرا إلى أن الذين اخطأوا هم من نشروا هذا الخبر دون التأكد من حقيقة الموضوع . وصرح أحد من مشايخ القرية " لشبكة محيط " على الدور الذي يلعبه الإعلام ورجال الدين في القضايا المتعلقة بالنزعات الدينية التي تؤدي إلى إشعال الفتن الطائفية بمصر حيث دعا لضرورة تصحيح المنظومة الإعلامية لتتعامل مع مثل هذه القضايا من منطلق أنهم مصريين أخطأوا دون النظر إلى ديانتهم وذلك على غرار حادثة الفتنة الطائفية التي كانت ستندلع في الإسماعيلية. وأضاف أن هذه القضايا الشخصية لابد أن تحل بشكل بعيد عن التهويل لأن هناك احتقان داخلي وهذه الحالات تمثل البنزين الذي يسكب على النار كما أن الإعلام يساعد على إشعال الأمور بتحديد هوية كل فرد فالأمر برمته أن شابًا مصري تزوج من فتاة مصرية". وشدد على إن مثل هذه الزيجات محرم شرعا حيث إن المسلمة لا تحل إلا لمسلم وأضاف قائلا"عندما يخطئ الشاب أو الفتاة بغض النظر عن الدين فهذا أمر طبيعي لأنهم بشر غير معصومين من الخطأ فهم ليسوا ملائكة أو رسلاً أو أنبياء مرسلين". وأضاف: "قد ترى إنسانًا مسلمًا متزنًا يتعلق بغانية من الغانيات ثم يكتشف عقب ذلك أنها لا تصلح له وبالمثل فتاة مسلمة متزنة تتعلق بشاب طائش ثم تكتشف أنه لا يصلح لها وهذا ما نريده" مستشهدا بقول الله تعالي "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون". وأكد أن الحل العملي لمثل هذه الأزمات يتمثل في توعية الناس وتثقيفهم ثقافة حقيقية وزرع روح مراقبة الله في السر والعلن مستشهدا بالحديث النبوي "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تره فهو يراك" وأضاف عطية انه على الإنسان أن يلتزم بالحق وعدم الاعتداء على حرمة الآخر والا يحلل لنفسه ما لغيره مؤكدا على ضرورة حبس النفس عن كل ما يغضب الله والتحلي بفضيلة الصبر.