هاجم القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعضو مكتبها السياسي الدكتور محمود الزهاروبشدة اتفاق الدوحة الذي وقع الاثنين الماضي بين رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والرئيس محمود عباس "أبو مازن" وبمقتضاه يتولى أبو مازن مسئولية الحكومة القادمة. وأكد الزهار، في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة ، على أن تولى الرئيس عباس مسئولية الحكومة الفلسطينية القادمة خطوة خاطئة لم يتم التشاور فيها داخل حركة حماس وهى سابقة لم تتحدث في تاريخ الحركات الإسلامية ، وقال الزهار عندما كان يحدث مثل هذا الأمر "الانفراد بالقرار" كان يتم تصحيحه بالعودة إلى المجالس الشورية لذلك لابد من تصحيح هذه الخطأ.
وشدد الزهارإن اتفاق الدوحة يحتاج إلى مراجعه لذلك سنذهب إلى اللقاء التشاورى الحاسم الذي سيعقده قادة الحركة في الداخل والخارج اليومين القادمين لحسم هذه الموضوع ، مؤكدا انه عمليا لا يمكن تطبيق هذه الاتفاقية وهى ليست امانى بل قراءة واقعية حقيقة للواقع.
وعن توقعاته بإعادة النظر في تولى الرئيس ابومازن مسئولية الحكومة ، قال الزهار هذا الموضوع سنطرحه خلال اللقاء التشاورى لقادة الحركة ..مضيفا أننا استطلعنا رأى الكثيرين سواء الدائرة السياسية اوالمجلس التشريعي والقيادات الأخرى ووجدنا أن الكل يشعر بأزمة حقيقة تجاه اتفاق الدوحة ويجب حلها في الأطر الشورية للحركة التي تعودنا عليها.
وعن امكانية الوصول الى رأى موحد خلال اللقاء التشاورى المرتقب لقادة حماس ، قال الدكتور محمود الزهار سيذهب كل واحد من قادة حماس برأيه الذي سيطرحه أمام الجلسة ، مؤكدا ان رأيه الشخصي ضد هذه الاتفاقية التي تشكل خطرا كبيرا على مشروع الحركةالاسلامية .
وحول الالتزام برأي المؤسسات الشورية في الحركة والمطبق لدى حماس ،قال الزهار إن هذا لم يحدث في توقيع اتفاق الدوحة الذي لم يستشر فيه احد من الحركة ..ونبه إلى انه إذا كانت الاستشارة تمت فى الدائرة الضيقة لرئيس المكتب السياسي.. فهذا غير مقبول. وعما تردد بأن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل هو صاحب مبادرة تولى الرئيس أبو مازن مسئولية الحكومة ،قال الزها هذا الكلام سنتحقق منه فنحن لا نصدق هذه الأقاويل حتى نسمع من المصدر نفسه. وعن إعلان بعض قادة حماس في الخارج ترحيبهم بالاتفاق إضافة إلى نواب حماس في الضفة ،قال الزهار أولا نواب حماس في الضفة يعيشون تحت ظروف معروفة إما سجن أبو مازن أو سجن إسرائيل ،وإذا كان هناك شخص او اثنين بالخارج رحبوا سوف نسألهم هل استشرت أحدا..مؤكدا في الوقت نفسه أن حماس في غزة لم يتم استشارتها.. وهى التي تمثل الثقل الحقيقي لحركة حماس كما أن هناك من أعضاء الحركة في الخارج لم يتم استشارتهم .
وتساءل الزهار حول نوعية السياسة الأمنية التي سيفرضها ابومازن لو تم تسلمه الحكومة وهل سيتم نقل العقيدة الأمنية التي تقوم على التعاون مع العدو الاسرائيلى إلى قطاع غزة ضد فصائل المقاومة وخاصة حماس والجهاد . وردا على أن هذا الخلاف حول اتفاق الدوحة يعكس شقاقا داخل حركة حماس خاصة وان هناك من رحب به من قادتها في الخارج، قال الدكتور الزهار إن هناك خلافا واضحا حول هذا الأمر لكن ليس هناك شقاقا ..مضيفا إذا أردنا إن نستفيض في مساوئ هذا الاتفاق فهى لا حصر لها لأنه يتناقض مع خط سير العملية السياسية وفشل مشروع أبو مازن التفاوضي كما يناقض ما تم الاتفاق عليه في القاهرة. وأضاف هل في هذه الأجواء التي صنعها أبو مازن بالتنسيق الأمني بين أجهزة الضفة وإسرائيل يمكن أن تجرى انتخابات حرة ونزيهة في الضفة المحتلة وبالتالي كل ما تم الاتفاق عليه فى الدوحة يتناقض مع الأمر الواقع وإمكانية تطبيقه وأيضا ما تم التوافق عليه في الورقة المصرية.
وأشار الى انه تم وضع عدة أمور مختلف عليها في الاتفاقية، مثل قضية عودة كوادر فتح لقطاع غزة وحرية أبناء فتح.. لذلك هى اتفاقية تصب في مصلحة حركة فتح وليس لصالح مشروع المصالحة.
و عما نص عليه اتفاق الدوحة من ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعلان فتح الإفراج عن 64 معتقلا ،قال قيادي حماس ان ما أعلن عن إطلاق سراح 64 من معتقلي حماس بالضفة غير صحيح فهناك من أعلن اسمه ولم يطلق سراحه فعليا،كما ان من بين من ذكر اسمه لم يكن معتقلا أساسا وهناك من لم يطلق سراحه ولدينا تفاصيل ذلك ، منبها إلى انه اذا كان الاتفاق به "تدليس" فكيف يمكن ان يتم تطبيق باقي البنود.
وعن النقطة التي تضمنها اتفاق الدوحة بضرورة عودة كوادر فتح لقطاع غزة الذين خرجوا أثناء الاقتتال مع حماس في 2007 والذي أسفر عن سيطرة حماس على القطاع ،قال الزهار هؤلاء اطلقو الرصاص وأهالي الضحايا يعرفونهم جيدا وعودتهم ستدخلنا في دوامة أمنية . وقال قيادي حماس الدكتور محمود الزهار إن حركته عندما دخلت ببرنامجها الانتخابي في 2006 وحصدت الأغلبية أرادت أن تزيح برنامج حركة فتح التفاوضي و التنسيقى مع إسرائيل وهو ما نجحت فيه.. بدليل ان العالم العربي والاسلامى ينفتح على مشروع حماس..مشيرا إلى الزيارات التي يقوم بها قادة الحركة في العالم العربي تعد اعترافا واضحا وليس اعترافا ضمنيا بأن مشروع حماس حقق انجازات مقابل فشل مشروع التفاوض لفتح .
وعن مصير باقي ملفات المصالحة ،قال الزهار الآن كل الملفات مؤجلة حتى يتم حسم هذا الأمر.. مشيرا إلى أن الرئيس ابومازن أعلن تأجيل لقاء منظمة التحرير والذي كان مقررا بالقاهرة يوم 18 من الشهر الجاري ، مؤكدا ضرورة حسم هذا الأمر داخليا والخروج بموقف يشكل اقل الأضرار والأخطار على حركة حماس.. فهذه أول مرة تحدث في تاريخ الحركات الإسلامية أن يتخذ قرار بهذه الطريقة.
وعن إمكانية أن يتطرق لقاء قادة حماس المرتقب للتوافق على من سيتولى رئاسة المكتب السياسي لحماس بعد اعتذار مشعل ،قال هذا الموضوع مؤجل فلا نستطيع ان نحشر كل المواضيع فى جلسة واحدة.. لأننا الآن أمام أزمة حقيقة صنعها هذا الاتفاق المخالف لقواعد الحركة الإسلامية ومخالف للشارع الفلسطيني وخاصة التيار الاسلامى.. حتى التيار اليساري رفضه وبالتالي ألقيت هذه الأزمة في وجوهنا ولا سبيل إلا بالخروج منها بأقل الخسائر.
وأشار إلى أن الشارع الفلسطيني في انتخابات عام 2006 اختار حماس ورفض برنامج فتح ، وكيف نأتى في اللحظة الأخيرة ونقول أن برنامج فتح ثبت نجاحه وبرنامج حماس فشل ، علما ان الواقع يؤكد ان برنامج حماس هو الذي نجح والربيع العربي والانفتاح العربي والاسلامى على حماس وكسرالحصار السياسي لغزة عن طريق القوافل ..كل ذلك نلغيه ونشطبه ونقول أن برنامج فتح هو الذي نجح فهذه قضية خطيرة جدا .