واشنطن : أكد السفير سامح شكري سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة أن نشاط بعض منظمات المجتمع المدني الأمريكية في مصر ينظر فيها القضاء المصري ولا أبعاد سياسية تتداخل في هذا الأمر، وأشار إلى أن القضاء المصري مشهود له بالنزاهة والحرفية والاستقلالية، وأن عدم السماح لعدد من المواطنين الأمريكيين العاملين في هذه المنظمات بمغادرة مصر حاليا يرتبط بسير التحقيقات التي لم يفرغ منها القضاء المصري بعد. وأوضح شكري أن هذا الموضوع من الطبيعي أن يكون محل اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة وأن يلقى اهتماما مماثلا في أوساط الرأي العام المصري، موضحا أنه على اتصال دائم بكبار مسئولي الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن القومي والخارجية الأمريكية ودوائر الكونجرس المختلفة بمجلسيه الشيوخ والنواب، للرد على استفساراتهم، ولإيضاح الموقف المصري بالتأكيد على أن إجراءات عدم السماح بمغادرة بعض المواطنين الأمريكيين هو إجراء قضائي بحت يفرضه مسار التحقيقات الحالية وبغض النظر عما إذا كان المواطن مصريا أو أمريكياأو حامل أي جنسية أخرى. ونوه السفير شكري، في حديث لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في واشنطن، بأنه لا يمكن إغفال حقيقة أن إحدى ثمار ثورة 25 يناير إنما ترتبط بإعلاء كلمة القانون وقدسيته واستقلالية القضاء فضلا عن الفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية. وأوضح السفير انه لمس حرص الجانب الأمريكي على الحفاظ على جوهر العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والتي تخدم مصالح الطرفين، ومن ثم القدرة على معالجة هذا الموضوع لما ينطوي عليه من حساسية، وبما يضمن استمرار هذه العلاقات في اتجاهها الإيجابي واحتواء ما قد يعتري هذه العلاقات من مشاكل، منوها بأن الجانبين استطاعا التناول والتعامل مع الكثير من التحديات عبر عقود طويلة اتسمت خلالها العلاقات بالقوة والشراكة، وقال السفير "بالتأكيد يمكن تناول هذه المشكلة في إطار من التعاون والرغبة المشتركة في أن تظل العلاقات وثيقة يستخلص فيها كل من الطرفين مصلحته، على أن يكون هناك في نفس الوقت تفهما من كل جانب لمشاغل واهتمامات الجانب الآخر ومراعاة الأطر التي يعمل من خلالها." وفيما يتعلق بمديرالمعهد الجمهوري في مصر بسام لحود نجل وزيرالنقل الأمريكي راي لحود الغيرمسموح له حاليا بمغادرة مصر، قال سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة السفير سامح شكرى إنه تلقى أكثر من اتصال من الوزير للاطمئنان على نجله، واستيضاح وضعه الحالي في القاهرة على ضوء هذه التطورات. وقال السفير شكري إن "الوزير راي لحود شخصية نقدرها ونحترمها ويعتبر من الأصدقاء الأوفياء لمصر والذي لا يبخل برعاية ودعم العلاقات المصرية الأمريكية وتقديم كل العون لضمان استقرارها واستمرارها". وأضاف أن الوزير لحود قد تحدث بشكل إيجابي مع وسائل الإعلام الأمريكية، مؤكدا أنه لا يستشعر أي نوع من الخطر أو الضيق أو التحامل ضد نجله في مصر وأنه يثق أن فى الأمر ستتم معالجته في نطاقه الصحيح. وأوضح السفير أن هذا هو الأسلوب الأمثل مع مثل هذه الأمور التي تتسم بحساسية شديدة وتستوجب المعالجة الموضوعية والعقلانية دون الجنوح للمبالغة الإعلامية مع احترام الإجراءات القانونية والقضائية من قبل الجميع. وفيما يتعلق بجانب الحصول على التراخيص اللازمة من جانب المنظمتين الأمريكيتين غير الحكوميتين للعمل في مصر وهما المعهد الدولي الجمهوري والمعهد الوطني الديمقراطي، أوضح السفير شكري أنه موضوع ممتد وأنهما يعملان في مصر الآن على مدى 5 إلى 6 سنوات. ولفت إلى أن عدم التقدم فيما يتعلق بتقنين وضعهما وتسجيلهما هو أرث من النظام السابق ولا يجب تحميل الوضع الجديد في مصر لتبعاته، ولكن بالرغم من ذلك فإن هناك جهودا تبذل الآن لإيجاد إطار لتسجيل المنظمتين إذا أوفيتا بالشروط والإجراءات المطلوبة منهما. وأشار إلى أن المنظمتين قد شاركتا في مشاهدة الانتخابات المصرية جنبا إلى جنب مع مركز كارتر للسلام والمنظمات الأخرى التي حظيت بهذا الشرف، وهذا في حد ذاته تقدير للعلاقة الخاصة القائمة بين مصر والولاياتالمتحدة واهتمامها بالمنظمتين، مؤكدا أنه ليست هناك أي شبهة في هذا الأمر، لأن الوضع الحالي في مصر والانفتاح الحالي على منظمات العمل المدني وتقدير دورها في المجتمع ينطبق على المنظمات المحلية والدولية طالما التزمت بالقواعد والقوانين المنظمة لذلك داخل مصر. ونوه السفير بأن هناك جهدا لإعادة النظر في مختلف النواحي القانونية وكيفية التعامل مع طلب المنظمتين وفقا للقوانين واللوائح المصرية المنظمة لعمل نشاط منظمات العمل المدني وخاصة قانون عمل الجمعيات الأهلية رقم 84 لعام 2002. ومن جانب آخر، تناول السفير سامح شكري زيارة وفد وزارة الدفاع المصرية إلى الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أنها كانت مقررة منذ فترة في إطار الزيارات المتبادلة على المستوى العسكري للتنسيق وتبادل الآراء حول مجالات علاقات التعاون العسكري المتشعبة بين البلدين، وقد تصادف أن جاءت الزيارة في ظل هذه الأحداث، وأكد أنها ليست زيارة تستهدف في المقام الأول تناول هذه القضية، ولكن ليس من المستبعد أن تتم إثارة هذه القضية من قبل الجانب الأمريكي خلال لقاءات الوفد في زياراته ولقاءاته في واشنطن.