كشف الصحفي السوري محمد أبازيد أحد مؤسسي حركة جديدة بالقاهرة تسعى لدعم الثورة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد، أن أعداد الشهداء تتجاوز العشرين ألف ، و18 ألف مفقود ، ونحو 150 ألف معتقل وخاصة من محافظات درعا وحمص وإدلب ودمشق التي عدها من المناطق المنكوبة . وقال في تصريح خاص ل"محيط" أن نقابة الصحفيين المصريين وجماعة الإخوان المسلمين ترفض تقديم الدعم العلني للثورة السورية بل إنها أحيانا تعتبر الثورة مؤامرة على نظام الأسد، الذي يصفونه بالمقاوم لإسرائيل، رغم زيف هذا الإدعاء، ويشاركهم في ذلك عدد من الكتاب الكبار ومنهم فهمي هويدي وسناء السعيد وغيرهم ، على حد قوله. وتحمل الحركة الجديدة اسم "18 آذار"، وهو الذي انطلقت فيه الثورة السورية، وقال "أبازيد" أن أرقام الشهداء التي تتراوح حول عدد 7 آلاف شهيد، ليست تعكس الواقع، فهناك كثير من المفقودين والجثث المحترقة وغير المسجلة، وقال أنهم سيدفعون المجتمع الدولي عبر عدد كبير من سفراء الدول الكبرى لمساعدة الثورة السورية على إسقاط نظام بشار كما فعلوا مع ثوار ليبيا ، ومن أهمها فرنسا وبريطانيا . وأضاف أن الثورة السورية يتيمة لأن الدول العربية التي شهدت ثورات وجدت من يعينها، ومنها مصر وتونس واليمن، ولكن في حالة سوريا أسموها بالمؤامرة. مضيفا أن الشباب السوري في درعا ما بين معتقل وهارب وشهيد ، والوضع كذلك في حمص وإدلب ودرعا، وتليها محافظة حما ودمشق، وهي أماكن منكوبة . سألناه عن سبب اتخاذ القاهرة مقرا لحركتهم، فقال أنه حين تتحرك مصر يتحرك العالم العربي، وهي مسألة تاريخية، فحين تحركت مصر انكسر الصليبيين، والاستعمار الأجنبي، ويزداد الأمر اتضاحا بعد نجاح الثورة المصرية. مضيفا أن الحكومة المصرية لم تبد ممانعة لتحركهم الداعم للثورة السورية، وهم يعلمون أن مصر يمكنها تغيير خارطة العالم العربي لو قامت على قدميها. سألناه أيضا عن رأي منشور له حول ردود فعل مخيبة للآمال من قبل المثقفين والنقابات وبعض الأحزاب، فقال الصحفي محمد أبا زيد أن من أمثلة ذلك بيان جماعة الإخوان المسلمين المصرية حين طالبوها بنصرة الثورة السورية ، والذي قالوا فيه " مع أن النظام السوري ممانع ومقاوم وضد إسرائيل ، ووقف في وجه المشروع الصهيوأمريكي، وحما السوريين بلبنان، إلا أن الشعب السوري يستحق الحرية" ويضيف الصحفي أن الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة اتهمهم بالجنون حين انتقدوا أداء الجماعة تجاه سوريا . أما نقابة الصحفيين ، فيقول الصحفي السوري أن بها جناح مؤثر ينتمي فكريا للإخوان ومن رموزه صلاح عبدالمقصود ومحمد عبدالقدوس، وقد رفضوا استضافة مؤتمر لإسقاط نظام بشار الأسد، وقالوا نريد أن نبقي على شعرة معاوية مع النظام السوري، وفوجيء أعضاء الحركة الداعمة للمقاومة، بمؤتمر نظمته عناصر تابعة لإيران وحزب الله عن المقاومة في ظل الثورات العربية، يريدون قول أن هناك مؤامرة ضد سوريا، رغم أن سوريا مليئة بأجهزة الأمن وتستطيع التصدي لأي عصابات مسلحة، وقد قام بعض الصحفيين بالهجوم على منظمي المؤتمر ، وحدث عراك بين الطرفين . ومن النقابات ، يؤكد الصحفي أن سامح عاشور نقيب المحامين يدعم النظام السوري الحالي، رغم علمه بالقتلى، والتعدي على حرمات الله، حتى أن الجنود السوريين يضربون المعتقلين ويطالبونهم بتأليه بشار وشقيقه ماهر ، ورغم أن الجميع يرى على اليوتيوب جرائم وحشية بحق شعب سوريا . يضيف الصحفي: هناك صحفيون سافروا للقاء بشار الأسد وهو ما يعطيه شرعية بشكل معلن، وذلك خلال ديسمبر الماضي، ومعظمهم ردد ما يريد النظام ترويجه من أن هناك عصابات تدبر مؤامرة لإسقاط النظام ، ومنهم الكاتبة سناء السعيد وإلهامي المليجي ومحمد السيد من "الأهرام" وأسامة الدليل من "الأهرام العربي" ومحمد سعد ب"أخبار اليوم" وياسر شامي ب"روزا اليوسف" وهشام لطفي من "العربي الناصري"، ولكن الصحفية المصرية شادية الحصري ذهبت لدرعا ووجدت أنها ثكنة عسكرية وليس كما يروج أن الوضع الأمني استتب وكشفت الحقائق بقلمها. والغريب ، كما يقول الصحفي السوري، أن هناك كتابا كبار دعموا نظام بشار ومنهم محمد حسنين هيكل ، وفهمي هويدي الذي كتب مقال مثلا باسم "الشعب السوري الأعز" منذ عدة شهور بصحيفة "الشروق" وهو يقول أن النظام السوري ممانع ومقاوم، ويرد عليه "أبازيد" بأنه نظام ارتكب مجزرة للسوريين بتل الزعتر بلبنان ، وسهل للإسرائيليين ارتكاب مجزرة صابرا وشاتيلا ، و ارتكب مجزرة سجن تدمر، وهو يقتل اليوم في مجازر يندى لها جبين الإنسانية في درعا وإدلب ، حتى أن جنود بشار حين وضعوا يد الشهيد حمزة الخطيب وثقبوا يديه بالمثقف الكهربائي طلع ضابط إسرائيلي يقول أنهم لا يفعلون ذلك بالإسرائيليين . رغم ذلك يؤكد الصحفي أنه برغم الحزن الذي يسكن السوريين لكنهم متفائلون بأن الشعب السوري دخل في طريق اللارجعة والنظام في طريق اللاعودة، وأقسم الشعب على آلا يبقى الأسد في الحكم . وبسؤاله عن اللجنة المرسلة من الجامعة العربية للتوسط بين النظام والشعب، فوصفهم بلجنة العملاء، وقال أنه التقى الدكتور نبيل العربي وقال له أنهم لم يعودوا يثقون بهم، ورئيس اللجنة كما يصفه أبازيد "مجرم حرب" وصديق الرئيس السوري والمراقبين أصدقاء لنظام بشار من موريتانيا والعراق ، وقد انسحب الشرفاء من هذه اللجنة ، على حد وصفه. ومن مصر، أكد أبازيد أن هناك شخصيات عامة كثيرة تدعمهم منهم الدكتور حازم أبواسماعيل وصفوت حجازي وبعض الحركات السياسية ، واعتبر أن ثورة مصر تسير في اتجاهها الصحيح، وإن عاب على الثوار ترك الميدان قبل تمكين حكومة ومحكمة ثورية. وبخصوص المجلس الوطني السوري، برئاسة المفكر برهان غليون، اعتبر المنسق بحركة "18 آذار" أنهم فاقدون للشرعية، وتصريحاتهم متضاربة ، فقد كانوا يرفضون الحماية الدولية ثم تراجعوا ، وهم لا يناقشون سبل إسقاط الأسد، وإنما يناقشون تقسيم الكعكة ونصيب العلويين والدروز والسنة والليبراليين والإسلاميين وهي أمور ليس وقتها الآن، لأن النقاش لابد أن يتم على مستوى إسقاط النظام المجرم .