القاهرة - أ ش أ: طالب المدير التنفيذى لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث المجتمع الدولى بلعب دور هام فى مساندة تطور النظم الديمقراطية التى تحترم حقوق الإنسان فى الشرق الأوسط ، بدلا من رفض صعود الإسلام السياسى ، وعليهم أن يعترفوا بأن الإسلام السياسى يمثل اختيار الأغلبية. ودعا روث الحكومات الإسلامية لاحترام حقوق الإنسان ، لاسيما حقوق المرأة والطفل والحريات الدينية. جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى العالمي الذى عقدته "هيومن رايتس" اليوم بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة لإطلاق تقريرها السنوى عن عام 2011 بشأن أوضاع حقوق الإنسان فى أكثر من 90 دولة فى العالم، وهى تلك التى تعمل فى نطاقها المنظمة، والتى اختارت مصر لكونها بؤرة منطقة الشرق الأوسط وإحدى دول الربيع العربى. كما طالب "روث" البرلمان المصرى الجديد بالوفاء للمواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع إبان النظام السابق للمطالبة بالعدالة الاجتماعية، ووقف انتهاكات الشرطة ومكافحة الفساد. ووجه انتقادات بشأن أوضاع حقوق الإنسان بمصر فى عام 2011، حيث قال انه تمت محاكمة البعض أمام محاكم عسكرية، كما تم فتح تحقيقات غير مسبوقة مع منظمات حقوق الإنسان التى تتلقى تمويلا أجنبيا. وأضاف: "إن التقرير رصد سماح العديد من النظم الديمقراطية التى لها علاقة بأنظمة مستبدة بعرقلة نظم حقوق الإنسان فى احتجاجات الربيع العربى، وذلك من واقع الالتزام بالمبادىء والمصالح طويلة الأجل". وحث روث الحكومات بأن تساند بحزم شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن تعمل على ضمان انتقالها إلى نظم ديمقراطية حقيقية. وقال كينيث روث المدير التنفيذى لمنظمة " هيومن رايتس ووتش" إن السياسة الغربية منذ فترات طويلة تجاه الدول العربية هى سياسة احتواء، مع دعم مجموعة من المستبدين العرب من أجل ضمان "الاستقرار" فى المنطقة، حتى مع انتشار الديمقراطية فى مناطق العالم الأخرى، والتزمت فكرة "الاستثناء العربى" خوفا من الإسلام السياسى والإرهاب مع الحاجة لاستمرار تدفق النفط، وبناء على سياسة قائمة منذ زمن طويل اساسها الاعتماد على الحكام المستبدين من أجل الحفاظ على السلام العربى الاسرائيلى ولمنع تدفق الماجرين إلى أوروبا. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبى أخفقتا فى معارضة منح الحصانة للرئيس اليمنى على عبد الله صالح عن مسئوليته عن قتل المتظاهرين، ولم تمارس هذه الأطراف ضغوطا حقيقية على حكومة البحرين التى سحقت حركتها الديمقراطية خوفا من المساس بحساسيات تخص السعودية ، وخوفا من النفوذ الإيرانى ، ورغبة فى حماية القاعدة البحرية الأمريكية . وأضاف "روث" أن جامعة الدول العربية تبنت منهجا أكثر إيجابية أثناء الربيع العربى، حيث صدقت على الضغوط الرامية لإنهاء قمع القذافى فى ليبيا، ونفذت عقوبات ضد سوريا ونشرت مراقبين فى محاولة غير ناجحة حتى الآن لتقييد العنف بشار الأسد للسوريين، وعلى النقيض كان الاتحاد الافريقى فى غاية الحذر من الربيع العربى، رغم أن دواعى إنشاء الاتحاد شملت دعم الديمقراطية والحرية فى أفريقيا. يذكر أن التقرير جاء فى 676 صفحة، وهو سجل هيومن رايتس ووتش السنوى الذى ترصد فيه أوضاع حقوق الإنسان، وجاء صورة الغلاف لفتاة مصرية محجبة دعما لثورات الربيع العربي ، ويبدو أن المنظمة تبدى اهتماما كبيرا بمصر، حتى أنها وزعت مرفقا بجانب الدليل السنوى على الصحفيين ، بعنوان " مصر شدوا عليه لغاية ما يعترف " يتضمن ما وصفته بوباء التعذيب فى مصر والتعذيب المنهجى وانعدام استقلالية النيابة العامة وفجوة الإفلات من العقاب ، وكلها أمور قالت المنظمة إنها رصدتها من خلال باحثيها. كما شهد المؤتمر استياء صحفيين مصريين من تركيز المنظمة على تضخيم الأحداث فى مصر بشكل كبير، بينما اقتصرت على رصد انتهاكات اسرائيل على استحياء فى سرد وقائع فردية، وتغاضت عن رصد انتهاكات إسرائيل فى الاراضى الفلسطينية المحتلة.