أثارت وثيقة الأزهر التي أعلنت مؤخرا تحفظ الكثير من الفنانين الذين يهتمون بإبراز أعمالهم الفنية بصورة تستفز الغرائز والمشاعر وتبرز الشهوات الإنسانية في صورة فنية، غير أنها نالت اعجاب كثير من الفنانين والذين أبدوا تفاؤلا ووفاقا معها. وعن أراء المجتمع الفني، قالت الفنانة يسرا ان وثيقة الازهر تعتبر اهم انجاز لحرية الابداع تم تحقيقه بعد ثورة 25 يناير خاصة وان الأزهر جهة تحظى باحترام الجميع، والكل يدرك انه المرجعية الوحيدة للإسلام، ودوره التاريخي في قيادة الحركة الوطنية لا يمكن انكاره، ومن ثم يعتبر تبنيه لهذه الوثيقة بمثابة استعادة لدوره.
وأشارت الى ان الفن يلتزم دائما بقيم المجتمع المصري، موضحة ان وجود هذه النقطة في الوثيقة لا يثير القلق خاصة وان اعتراف الازهر بالفن في الوثيقة ينهي الجدل عن اي حديث من تيارات دينية عن حرمانية الفن.
واتفقت معها في الرأي الفنانة جيهان فاضل التي أكدت على ان المبدع دائما ما يعمل في إطار مجتمعه ويقدم المشاكل التي يمر بها المجتمع، مؤكدة على أن الفن دائما يعكس ما يدور في المجتمع، ويطرحه، والتأكيد على ذلك في الوثيقة يأتي للرد على الذين يهاجمون الفن.
وأشارت الى ان حرية الابداع امر لا يقبل النقاش، ولا يمكن ان نقبل بتراجعه مع صعود اي تيار سياسي معتبرة ان وثيقة الازهر تعد اساس للدولة يجب ان يلتزم به الجميع خاصة وان الازهر رمز لإعتدال الإسلام.
وأكدت على انها لا تشعر بقلق من صعود الأخوان المسلمين أو السلفيين لأنهم تيار سياسي من حقه ان يكون ممثل وان حصل على الاغلبية بالانتخابات فإن هذا الأمر لا يجب التقليل منه، لأن الديمقراطية تعني تقبل الاخر، مؤكدة على ان اكثر ما يزعجها هو صدور بعض التصريحات المتشددة من قلة من افرادها.
من جهته أوضح المخرج محسن احمد ان الفن المصري يعتبر بمثابة سفير للمصريين في العالم العربي، خاصة وان عدداً كبيراً من العرب يتقنون ويفهمون اللهجة المصرية من مشاهدتهم للفن المصري سواء في التليفزيون او السينما، مشيرا الى ان الفن المصري يعتبر جزء من التراث الذي لا يمكن لاي تيار سياسي يحصل على الأغلبية في الانتخابات أن يغيره.
وأشار الى أن الأزهر أعلن تأييده لحرية الإبداع والفن بإصدار هذه الوثيقة، موضحاً ان إصدار عبارات الوثيقة الخاصة بأخلاقيات الحوار والقيم الحضارية تعتبر مطاطة بالفعل، وستحدث جدلاً عند تفسيرها بشكل دقيق وتطبيقها، لكن عادة ما تكون العبارات الواردة في اي مبادرة عبارات مطاطة.
وأكد أحمد على ان الأزهر لم يضع شروطا على الفن في وثيقته، وفي نفس الوقت لا يعني إصدارها التدخل في الفن لأن هذا ليس من حق اي جهة.
من جهته قال المخرج مجدي احمد علي ان الوثيقة لم تأت بجديد لكنها اوجدت اعترافا من الأزر بدور الفن، مما ينزع عن الفنان المبدع اي قيود لأن اي فنان عندما يفكر في القيود المفروضة عليه سيكون إبداعه ناقصاً، مشيرا الى ان القلق بالفعل موجود سواء من طريقة تفسير كل فرد لمعاني العبارات المستخدمة في الوثيقة او في غيرها من المبادرات ولكن المؤكد ان الجميع سيظل يدافع عن حرية الابداع.
وابدي الفنان خالد صالح سعادته بتضمن الوثيقة للفن على اعتبار ان وجوده في الوثيقة له اكثر من دلالة، فإذا كانت الوثيقة تتحدث عن مستقبل مصر، فالفن ايضا من الاشياء التي ستساهم في مستقبل مصر، ومن ثم لا يمكن ان يتم تجاهله او تحجيم دوره.
وأشار الى ان الوثيقة لا تعني تدخلا في الفن او تمهد لذلك على الاطلاق، ولكنها مبادرة تم اطلاقها من جهة تحظى باحترام وتوافق وليس لها اغراض سياسية للمساعدة في الوصول لرؤية مشتركة حول مستقبل مصر الذي يسعي الجميع ليكون افضل، مؤكدا على ان الفن سيكون له دور كبير في ذلك.