رام الله : انتقدت السلطة الفلسطينية في بيان لها السبت تصريحات نسبت لمرشد الإخوان المسلمين في مصر على أحد المواقع الالكترونية حذر فيها من أن السلطة الفلسطينية توشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على مائدة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل . ووصف البيان تلك التصريحات بأنها "فتوى لاستمرار الفتنة " والإبقاء على الإنقسام الفلسطينى الراهن . وذكر التليفزيون المصري أن البيان شدد في هذا الصدد على تمسك المفاوض الفلسطينى برئاسة الرئيس محمود عباس بالثوابت الفلطسينية وفى مقدمتها الوقف الشامل للاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية مع عدم التنازل عن حق عودة اللاجئين . وكانت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس تبنت في اجتماع موسع عقدته برام الله ظهر السبت قرارا بالإجماع برفض الذهاب للمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية دون وقف شامل للاستيطان على أن تدرس خيارات بديلة ستطرح للمناقشة خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية القادم. وكشفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي عن "توجه فلسطيني لنزع الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي وحكومته التي رفضت الالتزام بالقانون الدولي والاستجابة لمتطلبات عملية السلام". وقالت عشراوي إن اجتماع القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس قرر بشكل واضح رفض الذهاب إلى المفاوضات المباشرة وغير المباشرة لأنه لا يمكن إيجاد صيغ توافق بين العملية التفاوضية وبين الاستيطان. وعن الأفكار الأمريكية التي نقلها جورج ميتشل مبعوث الرئيس باراك أوباما لعملية السلام إلى الرئيس الفلسطيني في زيارته الجمعة إلى رام الله، قالت عشراوي :" نحن غير مستعدين للتعاطي مع أية مبادرات أو طروحات تضفي الشرعية على الاستيطان". وأضافت أن أفكارا أمريكية أو إسرائيلية من قبيل الوقف الجزئي أو المؤقت للاستيطان مرفوضة تماما على اعتبار أن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني ولن يقبل بتوقيفه جزئيا أو مرحليا على أن يستمر لاحقا لأن الأمر برمته يتناقض مع متطلبات القانون الدولي. وحسب عشراوي ، فقد تناول اجتماع القيادة الذي ضم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومركزية حركة فتح والأمناء العامين للفصائل عدة أفكار طرحت للنقاش ستعرض -باعتبارها بدائل عن المفاوضات- على اجتماع لجنة المتابعة العربية القادم. ومن بين البدائل المطروحة التوجه لإيجاد صيغة تمهد لمساءلة إسرائيل وملاحقتها قضائيا وقانونيا عن سياساتها الاستيطانية. وحسب عشراوي أيضا فإن خيار التوجه إلى الأممالمتحدة واحد من الخيارات المطروحة بقوة. وسادت توقعات سياسية وإعلامية مؤخرا عن إمكانية لجوء الرئيس محمود عباس إلى إعلان قرارات تاريخية خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية القادم قد تصل إلى تبنيه خيار الدولة الواحدة بعد فشل خيار حل الدولتين. غير أن عضو اللجنة التنفيذية حنان عشراوي استبعدت ذلك وأكدت أنه لن يكون هناك ارتجال أو تسرع في طرح الخيارات والبدائل ولن تشهد الأيام القادمة إعلانات على سبيل ردود من قبل القيادة الفلسطينية. ومن ناحيته ، عبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد عن تفاؤله بقرب إنجاز اتفاق مصالحة بين حركتي المقاومة الإسلامية "حماس" والتحرير الوطني "فتح" على ضوء التوصل إلى اتفاق على غالبية القضايا العالقة وأهمها ملف منظمة التحرير. وعن خيارات القيادة الفلسطينية ، قال الأحمد إن الجانب الفلسطيني أصبح على بينة من أنه لا جديد في الموقفين الأمريكي والإسرائيلي وقد عجزت واشنطن عن إجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ولأسس عملية السلام. وأوضح أن الإدارة الأمريكية عرضت على القيادة الفلسطينية تجميدا جزئيا للاستيطان وهو الأمر الذي رفضه الرئيس عباس. وأضاف أن اجتماع القيادة خرج بموقف واضح رافض للمفاوضات في ظل الاستيطان "حتى لو كان البناء في وحدة استيطانية واحدة". ونقلت قناة "الجزيرة" عن الأحمد القول أيضا إن القيادة الفلسطينية ستتخذ وتعلن في الوقت المناسب خطوات وبدائل أخرى بعد فشل المساعي لإنجاح المفاوضات.