القدس المحتلة: أشاد رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك بالقوة الإسرائيلية التي اغتالت قياديين فلسطينيين من الذراع المسلح لحركة "حماس" في مدينة الخليل بالضفة الغربية صباح الجمعة. واستشهد القياديان البارزان في كتائب القسام نشأت الكرمي ومأمون النتشة في عملية إسرائيلية واسعة للجيش الإسرائيلي في الخليل استغرقت نحو 15 ساعة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الكرمي والنتشة كانا ضالعين بعملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين في الضفة الغربية قبل خمسة أسابيع. واعتبر نتنياهو أن إغتيال القياديين الفلسطينيين تحقيق للعدالة ضد إرهابيين قتلوا المستوطنين الأربعة وأن دولة إسرائيل ستستمر بمطاردة الإرهابيين في كل زمان ومكان. ومن جانبه أشاد باراك بأداء الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) ووصف العملية العسكرية في الخليل بأنها ناجحة. واضاف باراك إن العملية العسكرية في الخليل هي رد سريع على مقتل الإسرائيليين الاربعة في شهر اب/ أغسطس الماضي بالقرب من (مستوطنة) كريات أربع. وتابع إن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن ستستمر في العمل دون هوادة وبإصرار ضد تنظيمات المقاومة من أجل ضمان استمرار الهدوء الأمني في يهودا والضفة الغربية. كذلك أشاد مجلس المستوطنات بالعملية العسكرية الإسرائيلية، معتبرا أنها دليل على قدرة الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى في ضرب المقاومة وحماية مواطني إسرائيل... وبفضل إزالة العقبات من أجل العمل بحرية. وأدانت السلطة الفلسطينية، وحركتا فتح والجهاد الإسلامي، العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في الخليل. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، في بيان له إن الطريق للسلام لا يمر عبر قتل جيش الاحتلال لمواطنينا والتنكيل بهم ولا عبر الاستيطان وإرهاب المستوطنين. وأضاف: مرة أخرى تجنح قوات الاحتلال الإسرائيلي للعنف والقتل، وهو ما نؤكد على إدانتنا له بأشد العبارات، أيا كانت الذرائع أو المسميات. وقال فياض: لا يمكن استمرار سكوت المجتمع الدولي إزاء إمعان إسرائيل في تجاهل مطلب السلطة بالتواجد الأمني في كافة مناطقها، وبتولي المسؤولية الأمنية الكاملة فيها. وشدد على أن هذا الفشل، كمثيله في وضع حد للاستيطان وإرهاب المستوطنين، يبدد مصداقية الجهود المبذولة لإطلاق عملية سياسية قادرة على إنهاء الاحتلال، بالإضافة إلى ما يترتب عليه من إضعاف للسلطة، وانتقاص من مكانتها، وتقويض إنجازاتها في تكريس الاستقرار والنظام العام وسيادة القانون. ورفض فياض الاتهامات التي وجهتها حركة حماس للأجهزة الأمنية الفلسطينية، على خلفية العملية الإسرائيلية، محذراً من مغبة الانجرار وراء حملات التحريض التي لا تهدف إلا للنيل من السلطة ومؤسستها الأمنية، متقاطعة تماما في ذلك مع ما تخلفه ممارسات الاحتلال، وبكل ما يحمله ذلك في ثناياه من مخاطر على مشروعنا الوطني. واندلعت مواجهات عنيفة صباح الجمعة بين مئات الفلسطينيين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جبل جوهر في الخليل. وقال شهود إن مواطنين فلسطينيين تمكنوا من انتشال جثماني الناشطين الفلسطينيين اللذين استشهدا في وقت سابق في الهجوم الإسرائيلي على أحد المنازل في منطقة جبل جوهر، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة بين الشبان والقوات الإسرائيلية. وشارك آلاف الفلسطينيين بعد ظهر الجمعة في تشييع الناشطين نشأت الكرمي ومأمون النتشة، حيث بدأت إجراءات نقل جثمان الأول إلى مسقط رأسه مدينة طولكرم وتمت مواراة جثمان الثاني في الخليل. وحمل الفلسطينيون جثماني الناشطين من مستشفى محمد المحتسب باتجاه مسجد الأنصار في الخليل حيث أديت عليهما صلاة الجنازة، ومن ثم حملوا جثمان النتشة على الأكتاف وطافوا به شوارع المدينة انطلاقًا من مسجد الأنصار حتى مقبرة (الشهداء) غرب المدينة بينما بدأت الاستعدادات لنقل الجثمان الآخر إلى طولكم حيث دعت حماس الفلسطينيين للمشاركة في تشييعه في وقت لاحق مساء الجمعة. وردد المشاركون في المسيرة هتافات منها (الانتقام الانتقام يا كتائب القسام)، كما رفعوا رايات حماس الخضراء.