شيعت جنازة الكاتب الكبير إبراهيم أصلان اليوم بعد أداء صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الظهر بمسجد "بلال بن رباح" بالمقطم، حيث كان يسكن الراحل، ويقام العزاء بعد غد الثلاثاء في مسجد الشرطة بطريق صلاح سالم. حضر الجنازة عديد من الكتاب أبرزهم الروائي سعيد الكفرواي رفيق عمر الراحل إبراهيم أصلان وابن جيله، والناشر إبراهيم المعلم والإعلامي جمال الشاعر وأحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب التي تشرف علي سلاسل إصدارات مكتبة الأسرة التي كان أصلان قد تولي رئاسة تحريرها أخيرا. وكان من بين الحضور أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والروائي فؤاد قنديل ، والروائي إبراهيم عبد المجيد والكاتب محمود الورداني، والمؤرخ خالد عزب مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية. واعتبر الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل إبراهيم أصلان أحد أبرز الكتاب الموهوبين من جيل الستينيات، وقد تميز بقدرته الفائقة على تجاوز ظروف نشأته البسيطة وعمله المتواضع في مصلحة البريد في مقتبل حياته عندما كان يسكن في حي الكيتكات بامبابة، ثم استطاع بعصاميته وتثقيف نفسه وقراءاته المعمقة أن يجعل هذه الحياة تعبر إلى ذاكرة الأدب العربي بأكمله، وتتجسد في أعماله القصصية المركزة وإبداعاته الروائية القليلة. وقال فضل ل"محيط" : كان إبراهيم مقلا في كتاباته، لكنه يعرف كيف يحفر بها في الصخر وكيف يؤثر في وجدان قراءه برسم صور متحركة لا يمكن أن تفارق مخيلتهم، وأسلوبه كان سينمائيا يعتمد على تتابع المشاهد وتكوين اللحظات المتتالية لكي تقدم للقاريء شريطا مجسدا يتولى هو اضفاء المعنى عليه وفهم شخصياته وحواراته القليلة الدامغة. يواصل د. فضل: موهبة إبراهيم أصلان في الانتصار للمهمشين والفقراء والبسطاء واكتشاف شعرية الحياة في التفاصيل الدقيقة واضفاء قدر من الحميمية والحرارة على أسلوبه الجذاب ضمنت له موقعا بالغ الأهمية في الكتابة العربية المعاصرة، وأصبح يمثل مع كوكبة من أبناء جيله الصف الأول الذي ورث نجيب محفوظ وطور الكتابة الفردية بعده. وتميز بوصفه الدقيق المفعم بنبض الحياة وحرارتها للتفاصيل اليومية والأشياء العادية التي لا يذكرها أحد. من جهته ، نعى الدكتور زين عبد الهادي رئيس دار الكتب الكاتب الكبير إبراهيم أصلان الذي رحل أمس على إثر أزمة قلبية، وصرح بأن الدار سوف تعد ببليوجرافيا بكل أعمال أصلان، ضمنها الأعمال التي تحولت إلى سينما، بالإضافة إلى أهم المقالات التي كتبت عنه، وأهم الجوائز التي حصل عليها. وأكد د. زين أن أصلان سيكون من أول الشخصيات التي تتضمنها موسوعة الأدباء المصريين التي ستصدر عن دار الكتب في نهاية 2012، مشيرا إلى أن رحيل أصلان وقبله خيري شلبي تعدان من أكبر صدمات الوسط الثقافي، واعتبر أن أصلان أحد أهم أنهار الرواية العربية، وقد اهتم بحياة المصريين البسطاء كالموظفين والعاملين ، وشارك في الثورة وكتب عنها . فيما أشار الناقد البارز دكتور عبد المنعم تليمة إلى أن أصلان كان من المعدودين المجددين في ميدانين مهمين من ميادين الإبداع الأدبي الرواية والقصة القصيرة، وتابعه منذ أواخر السيتينيات عندما صدرت له مجموعة "بحيرة المساء" فلفتت إليه الأنظار بقوة، وواصل طريقه الإبداعي وإن كان مقلا لكنه في كل الأحوال كان مجودا ومضيفا الجديد لتجارب جيله، وهو الجيل الذي برز في السيتينيات فأضاف في الرواية إلى منجز نجيب محفوظ، وأضاف في القصة القصيرة إلى منجز يوسف إدريس، وظل هذا الجيل أربعة عقود إلى يومنا هذا في صدارة الإبداع الأدبي العربي الراهن. واصل د. تليمة: قرأت كل أعماله في وقت صدورها، واعجبت جدا ب"وردية ليل"، وكتبت مرات عن "عصافير النيل". أخيرا قال القاص الكبير سعيد الكفراوي أحد أقرب أصدقاء أصلان والذي رافق جثمانه منذ الوفاة في المستشفى أنه خسر كاتبا وصديقا محترما ، عاش حياته بكفاح ، وربى أولاده كما يجب، ودافع عن القيم الرفيعة، مؤكدا أن الدنيا من بعده أصبحت ضيقة جدا .