يحتفل مسيحيو مصر اليوم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام، وهو اليوم الذي هبطت فيه الملائكة على مشارف القدسالمحتلة منذ ما يقرب من 2011عام، وهي تبشر الرعاة بمولده وتبشر البشرية بظهور رمز السلام والتسامح على الأرض، وتنشد المجد لله في الأعالي وللناس المسرة وعلى الأرض السلام. المسيح الذي تآمر عليه عصاة اليهود منذ ولد، وتآمروا على ديانته السمحاء، وحاولوا إلحاق الأذى به وحرضوا عليه حاكم القدس الروماني، ففرت به سيدة نساء العالمين إلى وطننا العظيم مصر، وعاش بيننا فترة من الزمن، وعندما أمر الوحي العظيمة مريم المطهرة بالعودة به لفلسطين، تركت العائلة المقدسة مصر وقال سيدن المسيح عليه السلام ما معناه "مبارك شعب مصر"، مصر التي شرفها أخوه رسولنا العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بقول ما معناه عن أهلها "هم في رباط إلى يوم الدين".
وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم ترك وصية معناها "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا، فهم خير أجناد الأرض، وأوصيكم بأهلها خيراً، فإن لهم عندنا مودة ورحم".
ومن هنا مصر التي آمنت برسالته سواء كان أهلها مسلمون أم مسيحيون، مصر بها إجازة رسمية الآن وتحتفل بمولد هذا الرسول والنبي العظيم سيدنا عيسي المسيح ابن مريم عليها السلام.
والمسيح كلمة الله وروح منه، والذي كان يشفي المرضى ويحي الموتى وغيرها من معجزات هي بأمر الله ومن عنده وله وحده، تحتفل مصر بمولده اليوم.
إخواننا المسيحيون مبتهجون ومهللون بتلك الذكرى، والمسلمون سعداء بفرحتهم ويشاركونهم احتفالاتهم بها، وليس منا كمسلمين من آذى مسيحيا، وليس منا من يكن ذرة كره أو بغضاء واحدة للمسيح ووالدته العظيمة وللإنجيل كرسالة سماوية نجلها كما أنزلت من عند الله سبحانه وتعالى، كما نجل كمسلمين ونحترم معظم الرسالات السماوية .
نعم، المسلمون يتميزون بأنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله، وليس منهم تعرض لأي صاحب دين سماوي؛ لذا ما يتعرض له إخواننا المسيحيون من عدوان على كنائسهم وممتلكاتهم وأشخاص منهم ليس له علاقة بالإسلام على الإطلاق.
والمسلم الذي يفعل ذلك دين الإسلام بريء منه، فدين الإسلام العظيم الذي يؤمن بالآخر ليكتمل كدين وهذا من شروط إيمان أي مسلم، لا يمكن أن يسمح بقتل الآخر بدون قصاص عاجل ورادع لكي تحيا مصر في عدالة ومساواة وبدون تمييز.
إلى أهلنا بمصر، وأخص منهم إخواننا المسيحيين .. نتوجه في شبكة الإعلام العربية "محيط" بخالص التهنئة لهم، والمجد لله في الأعالي وللناس المسرة وعلى الأرض السلام.