الكويت: أكد هاشم الرفاعي رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب في شركة الكويتية لنفط الخليج أن تهديد إيران بتطوير حقل الدرة، المشترك مع الكويت والسعودية، منفردة إذا لم تستجب الكويت لعرضها لاقتسام الحقل، أن التصريحات الإيرانية تهدف إلى تأجيج المشاعر بدلاً من حل المشكلات، وهذا أسلوب تتبعه إيران منذ فترة طويلة. وقال الرفاعي فى تصريح لصحيفة "الرآى" الكويتية: "إن الحل الوحيد يبقى في الجلوس إلى طاولة المفاوضات بين الكويت والسعودية وإيران وترسيم الحدود ، وأن ترسيم الحدود عملية سياسية تدخل ضمن اختصاصات وزارة الخارجية لا وزارة النفط".
وأوضح الرفاعي أن العمليات التطويرية التي قامت بها الكويت والسعودية كانت دائماً بعيدة عن خطوط الادعاءات الإيرانية ، وأنه في أسوأ الظروف فان خطوط الادعاء الإيرانية غير ظاهرة أو محددة وقد يُظهر ترسيم الحدود في ما بعد أنها أنتجت من مناطق خارج حدودها وتدخل ضمن إطار الحدود الكويتية.
وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى: "إن حسم تبعية حقل غاز الدرة الذي تطلق عليه إيران اسم "ارش" هو محور محادثات الجرف القاري لترسيم الحدود البحرية بين الكويت والسعودية وإيران، وأن اللجان الفنية المشتركة بين الدول الثلاث لا تزال تبحث تقاسم الدول الثلاث لثروات هذا الحقل، وارجعت الموقف الإيراني إلى ابعاد سياسية، منها محاولات ايران لعقد محادثات ثنائية مع الكويت حول الحقل بمعزل عن السعودية، وهذا ما ترفضه الكويت".
وأكدت المصادر أن الكويت لن تدخل في مفاوضات حدودية بحرية مع إيران بمعزل عن السعودية.
من ناحية أخرى، قال مصدر نفطي رفيع المستوى في مؤسسة البترول الكويتية لصحيفة "الأنباء" الكويتية أنه لا يوجد أي اتفاق بين الكويت وإيران بشأن هذا الحقل حتى الآن، وأنه حسب ترسيم الحدود البحرية بين الكويت وإيران والذي تم في 1960 فإن إيران تمتلك جزءا بسيطا للغاية في الحقل.
وبين المصدر أن إيران قامت بشكل منفرد برسم خط جديد للحدود البحرية لتقوم بموجبه بالسيطرة شبه الكاملة على الحقل، وهذا الأمر رفضته كل من الكويت والسعودية تماما، حيث تقوم وزارتا الخارجية والنفط بدراسة هذا الأمر مع الجانب الإيراني، مشددا على أن الكويت تعمل مع السعودية التي تشارك هي الأخرى في الحقل للوصول إلى آلية وصيغة مناسبتين للبدء في عمليات تطوير الحقل.
وكان محمود زيركجيان زاده رئيس شركة نفط الجرف القاري الإيرانية الحكومية صرح الأحد، بأن إيران تركز حاليا على التوصل لإستراتيجية شراكة مع الكويت على أمل التوصل لاتفاق لتطوير الحقل، مضيفا أن سياسة إيران بشأن حقول النفط والغاز المشتركة تتمثل في الشراكة وليست المواجهة، وإذا تم رفض ديبلوماسية إيران الإيجابية فسنمضي قدما في جهودنا لتطوير الحقل من جانب واحد كما فعلنا في حقل هنجام المشترك مع سلطنة عمان".
وقال زاده فى تصريح نقلته وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية: "إن إيران أطلقت بالفعل عملياتها للتطوير والإنتاج في حقل الدرة ولا تتباطأ ترقبا لرد فعل من الكويت، ويقدر احتياطي الغاز في حقل الدرة بنحو تريليون قدم مكعبة إضافة إلى حوالي 310 ملايين برميل من النفط".
وسبق أن احتجت الكويت والسعودية على قيام إيران بالحفر للتنقيب عن الغاز في الحقل المتنازع عليه، حينما لم تتوصل الدول الثلاث الى اتفاق حول ترسيم حدودها البحرية في شمال الخليج.