احتفل العالم المسيحي أمس، واحتفلت الإنسانية جمعاء برأس السنة الميلادية، التي تصادف عيد ميلاد السيد المسيح عيسي ابن مريم، عليه السلام، وطوي عام مضى من أعمارنا، ومن أعمار البشرية جمعاء. وكان هذا العام مليئاً بالأحداث الجسام، ولاسيما في منطقتنا العربية والإسلامية، تلك الأحداث التي كان منها ما هو مفرح، ومنها ما هو محزن، ونحن إذ نتوجه بالتهنئة لشعبنا العظيم في مصر، والذي احتفل بهذه المناسبة، نخص بالذكر إخواننا المسيحيين داخل وخارج الوطن، متمنين أن يجيء رأس السنة الميلادية العام المقبل؛ ليجد ثورتنا المجيدة ثورة 25يناير، وقد حققت كامل أهدافها، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحتسب من أريقت دماؤهم ليوفروا لنا حياة كريمة شهداء عنده يرزقون.
إنّ أهم ما في عيد الميلاد هو ولادة المسيح عيسي ابن مريم -عليه السلام- نعم، ولكن للأسف في عصر الفضائيات بدت المظاهر الاجتماعية أكثر من المعاني الروحية لاحتفالات رأس السنة الميلادية.
ففي ليلة مولد المسيح عليه السلام، هبطت الملائكة أفواجا إلى البرية، وتغنت بترنيمتها الخالدة "المجد لله في الأعالي"،.
هذه هي بداية الترنيمة الرائعة التي أنشدتها الملائكة على مسمع رعاة الأغنام في البريّة، ليلة ولدت السيدة أم الحب مريم، عليها السلام؛ السيد المسيح، عليه السلام.
هبطت الملائكة فوق رعاة الأغنام،على مشارف القدس وبيت لحم، حيث استمرت الملائكة في تسبيحتها: "وعلى الأرض السلام". هكذا بشرت الملائكة الإنسانية، فلقد ولد المسيح الذي صار به السلام على الأرض، وختمت الملائكة ترنيمتها بالقول: "وبالناس المسرّة".
وفرت ستنا مريم -عليها السلام- مع الرسول العظيم الحبيب سيدنا عيسي عليه السلام، فرت من اضطهاد الحاكم الروماني، والذي أراد أن ينال من كلمة الله، واستقبلها أبناء وطننا استقبالا سطره التاريخ بأحرف من نور، ودخلت منهم في دين الله -المسيحية- وقتها أفواج من البشر، وهم يشاهدون أمام أعينهم معجزات السيد المسيح، التي فيها من روح الله، الذي قال فيه تعالى: "ونفخنا فيها من روحنا".
وعاش السيد المسيح وأمه العظيمة العذراء رضوان الله عليها وسلامه، عاشوا يتنقلون في مصر من القاهرة، وعبروا نيلها نحو صعيدها، وهناك مكثوا وسط أهله الطيبين شهورا طويلة، حتى تلقوا بشارة زوال طاغية الرومان، فعادوا إلى القدس وتركوا لنا "مبارك .. شعبي مصر"، مصر الحبيبة باركها سيدنا عيسى-عليه السلام، وباركتها أم الحب والدته.
ولا تزال الأماكن والأديرة التي زارتها العائلة المقدسة، أو عاشت فيها، مزارات سياحية دينية يقدسها أبناء مصر على اختلاف معتقداتهم، ولما لا والقرآن هو صوت الديانة السماوية العظيمة التي كرمت السيدة مريم وطهرتها وذكتها واعتبرتها سيدة نساء العالمين.
ولم يكن سيدنا عيسي ووالدته هو الذي جاء لوطننا هربا من اضطهاد الرومان فحسب، وإنما جاء إلى مصر معظم الأنبياء وعاشوا فيها بداية من سيدنا إبراهيم، ثم سيدنا يعقوب، وابنه يوسف، وسيدنا موسى، عليهم جميعا السلام، ومن هنا مصر مهبط الأنبياء وأرض الرسالات، ويكفيها نزول التوراة والوصايا العشر على سيدنا موسي في طور سيناء بها.
ولقد تزوج سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من مسيحي مصر أمنا مارية، عليها السلام، وأنجب منها ابنه الوحيد إبراهيم، والذي مات صغيرا، ويوم وداعه تساقطت دموع رسولنا الحبيب محمد بن عبد الله وهو يواريه الثرى، تساقطت ولاحظ الصحابة ذلك فقال رسولنا ما معناه: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
أما سيدنا إبراهيم الذي سمانا المسلمين من قبل فتزوج أمنا هاجر "المصرية"، عليها السلام، وأنجب منها سيدنا إسماعيل، وعندما غارت منها السيدة سارة، عليها السلام، لكون أنها كانت لا تنجب، أخذ سيدنا إبراهيم ابنه الرضيع مع أمنا هاجر، وتركهما معا وحيدين عند البيت الحرام، ومضى لحال سبيله، وإلى حيث أراد الله، بعد أن دعا ربه قائلا: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون"، وتحققت دعواته ونزلت بركاته على أرض الحجاز ومازالت حتى الآن.
هذا العام المنتهي يذكرنا بماضينا كمصريين ودورنا في بناء الحضارة العربية الإسلامية، ويؤكد لكل من يملك عقلا أن مصر العربية المسلمة لم تكن غريبة في يوم من الأيام عن أمتها العربية، وكانت دوما كريمة الأديان، لا نريد أن نطيل لنترككم تحتفلون وتعيشون ساعات اليوم الأول في العام الجديد 2012م، وكل عام وأنتم جميعا بخير.
حوار مع القراء صديقي أبو حذيفة جزاكم الله خيرا، وكل عام وأنت بخير مع كافة القراء الأعزاء، يا سيدي أخوك يتبع الآية القرآنية التي تقول "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قال سلاما"، وقديما كانت جدتي، وهي سيدة عظيمة لا تقرأ ولا تكتب، عندما يتطاول شخص ما على شخص لا يستحق تطاوله أو تطاول سواه، تقول للمجني عليه، لا تغضب .. الذي لا يعرفك يجهلك.
- إلى مصري محترم: من حق الشرطة أن تدافع عن الأقسام والمراكز إذا ما أراد بلطجية أو مجرمون اقتحامها أو إحراقها وأن تقتلهم، هذا في الظروف العادية، ولكن في ظروف الثورات مثل ثورة مصر، كانت الشرطة ومن بينها ضباط تلك الأقسام يستهدفون الثوار ويعتدون عليهم في الميادين، ويتخذون من تلك الأقسام ملاذات آمنة، وكان الثوار يستهدفون أقسام الشرطة وغيرها من مقار الحكم لهذا السبب؛ بدليل أن أقسام شرطة ومقار للحزب الوطني وأمن الدولة ومديريات أمن وسجون تم استهدافها وحرق بعضها، وفي ذات التوقيت استغل مجرمون تلك الظروف لينتقموا من ضباط شرطة عذبوهم من قبل أو لفقوا لهم قضايا، ومن هنا الفرز صعب جدا ومعرفة الضابط الجاني من عدمه يحتاج لجان تحقيق محايدة، فغير معقول أن يقوم ضباط السيدة زينب بإحالة محاضر للنيابة يتهمون خلالها ضباط بنفس القسم بقتل الثوار ونتوقع أن تجيء تلك المحاضر لصالح الثوار الضحايا؛ لذا ففي مثل هذه الظروف لا يصلح القضاء الطبيعي لنظر تلك القضايا، وبالتالي يحتاج نظرها لمحاكم خاصة، كان يتوجب على من يديرون أمور بلدنا تشكيلها.
- الأخ السعودي للأسف يوجد خبر متداول على مواقع النت خلال الساعات الماضية بأن المسئولين بالقاهرة وعدوا الأمريكان بوقف تفتيش مقار المنظمات، وإعادة المقتنيات التي صودرت منها.. نسمع ذلك من الأمريكان في حين تلتزم القاهرة الصمت، وأتمنى ألا يفعل صانع القرار المصري ذلك، ويترك القانون الطبيعي يأخذ مجراه، رحمة بمصر وحتى لا نعود بوطننا لمربع الصفر، لكون أننا نريد دولة تحترم القانون، ولا تجامل أحدا فيه داخليا أو خارجيا.
- أستاذ أحمد الخياط: قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، هم قادة جيشنا، وهم في قلوبنا، وعقولنا، ونعرف ونقدر ونثمِّن موقفهم الذي يعتبر جزءا من الثورة، ولكن في بعض الأحيان يتوجب على الصديق أن يصدُق صديقه، وذلك من أجل المحافظة على ثوبه الأبيض.
أخ سامي: حضرتك إنسان نحترم رأيه، ومن تتحدث عنه لا نعرفه، وتحية إعزاز وتقدير للأخ علي وللأخ أحمد المصري على ثقتهم في شخصي الضعيف، وإلى أخي عادل فاروق سنعمل مع السادة المبرمجين على إصلاح هذا العيب التقني إن شاء الله. [email protected]