تتابع أسواق النفط العالمية عن كثب التطورات الحاصلة في منطقة مضيق هرمز؛ حيث اعتادت إيران التلويح بإغلاق هذا المضيق الاستراتيجي الهام، كلما لمحت تطورات سلبية بشأن ملفها النووي. ويأتي ذلك في الوقت الذي لم تمتلك فيه الجمهورية الإسلامية أية أسلحة نووية كما يرى مراقبون، وبالتالي فإنها تلعب الآن بالورقة الرابحة الوحيدة الموجودة في يدها: وهي التهديد بإغلاق المضيق. فهل يحق لإيران من الناحية القانونية غلق مضيق هرمز؟ وكيف يرى ذلك خبراء القانون الدولي ؟ يقول الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية لشبكة الإعلام العربية "محيط " : إن ايران تتنبي و معها - سلطنة عمان لحد كبير - نظرية قانونية مهمة في القانون البحري وهي التمييز بين "المرور البريء" و "المرور العابر" و ذلك في الشريحة المائية من مضيق هرمز و التي تمر داخل المياه الإقليمية لها. من هنا ترى إيران باعتبارها دولة "مضائقية" أنها لن تتمكن من ضمان و سلامة مياهها الإقليمية - التي يمر فيها هرمز - دون أن يكون المرور للسفن موافقا للقوانين و التعليمات التي تضعها بشأن المرور البريء و تنادي إيران بضرورة الحصول علي إذن مسبق كشرط لمرور السفن الحربية. باعتباره "مرورا بريئا" وليس " مرورا عابرا" حسب نصوص القانون الدولي في هذا الصدد. حيث ترى إيران أن مضيق هرمز - و بوصفه يقع في نطاق بحرها الإقليمي - يعد جزءا من هذا "البحر الإقليمي" و من ثم تخضع الملاحة في المضيق لنفس النظام الملاحي في البحر الإقليمي. و من ثم فلها أن توقف المرور بالمضيق الذي يمر في مياهها الإقليمية واتخاذ الإجراءات للحفاظ علي سلامتها و أمنها. أما باقي دول الخليج و العالم أجمع و علي رأسها الولاياتالمتحدة تتمسك بالمرور العابر وليس البريء. و الذي يعني حرية المرور في المضايق الدولية - و منها هرمز - تأميناً للملاحة في المضيق. حيث تنص المادة 37 من اتفاقية قانون البحار لعام 1982 علي نظام "المرور العابر" في المضايق الدولية التي تصل جزءا من أعالي البحار أو منطقة اقتصادية خالصة و جزء أخر من أعالي البحار أو منطقة اقتصادية. حين قامت ايران باحتجاز و تفتيش و مصادرة سفن محايدة أثناء عبورها بالمضيق أثناء حرب الخليج الأولي 1980 -1988 بين العراق و ايران واصدر مجلس الامن القرارين رقم 582 عام 1986، القرار 598 عام 1987، أبدي أسفه وحذر من الإجراءات الإيرانية. ويضيف سلامة محذراً من خطورة هذه التوترات إنها تتشابه إلى حد كبير مع ما حدث فعلاً عام 1964 أمام السواحل الفيتنامية و التي جرّت الولاياتالمتحدة لحرب لم تنسحب منها إلا عام 1975 بعد أن خسرت مئات المليارات من الدولارات و خسرت 59 ألف قتيل.
معلومات عن مضيق هرمز : يعتبر هذا المضيق في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها. ويضمّ عدداً من الجزر الصغيرة غير المأهولة أكبرها جزيرة قشم الإيرانية وجزيرة لاراك وجزيرة هرمز، إضافةً إلى الجزر الثلاثة المتنازع عليها بين إيران والإمارات (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى). يبلغ عرضه 50كم (34كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60متر فقط، ويبلغ عرض ممرّين الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي حوالي 10,5كم). وتعبره 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة - محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم.