بسم الله الرحمن الرحيم . أنا شاب , عمري 26 عام , تربيت في بيت متدين , وعرفت ما هو حلال وما هو حرام , والحمد لله مشيت على هذا الاساس في كل مراحل حياتي ,, العام الماضي تخرجت من الجامعة , وتوظفت في شركة , والحمد لله حققت البداية اللي كنت اتمناها ,, مشكلتي هي أنه من صغري سرت بحسب شرع الله ولم أخالفه كما ذكرت سابقا , ولهذا كنت أرفض الارتباط بأي فتاه , وأن أقوم بالعلاقات العاطفية(والتي هي شرعا حرام تستطيعون التاكد من ذلك) , رفضتها بسبب الشرع وبسبب اني أخاف على عرضي من باب كيفما تدين تدان , ولحد اليوم انا رافض لهذه العلاقات المحرمة . بدون إطالة , طلبت من أمي أن تبحث لي عن فتاه بشرط ان اتحدث اليها بموافقة اهلها لكي ارى ان كانت تناسبني ام لا ,, وحصل هذا الأمر , وتعرفت على فتاه من قريتي , اصغر مني ب-4 سنوات(22 عام) , متعلمة , تبادلنا إطراف الحديث , وتعرفنا على بعض لمدة أسبوع كامل , اتفقنا في اشياء , واختلفنا في أخرى , لكن اختلافاتنا لم تكن مؤثرة على سير العلاقة . لكن الامر الذي كان حجر العثرة لاستمرار هذه العلاقة هو اني طلبت منها ان تتحدث عن ماضيها , وشرحت لها سبب هذا الطلب هو ان تكون علاقتنا مبنية على اساس متين , وأخبرتها بان المستقبل اهم من الماضي , وان هذا الطلب هو أساسي لدي من اجل استمرار العلاقة بيننا ,, فردت بالرفض وانه الماضي ليس من حقي معرفته , وان اهم ما في العلاقة هو الثقة وان سؤالي هذا معناه عدم ثقتي فيها , وان ماضيها لها من حقها ان تحتفظ به سرا في حياتها ,, فأخبرتها بأنني اعرف ان كل الأشخاص يخطئون , وان معرفة الماضي تعني لي الكثير في استمرار العلاقة , وان امكانية المسامحة موجودة , لكن هذا يتبع حجم الأخطاء التي ارتكبتها بالماضي ,, لكنها أصرت على رأيها , وأنا كذلك فعلت , وأعطيتها مهلة أسبوع كامل لتفكر في ذلك , وقلت لها بأنني قد تعرفت عليها , وسألتها اذا ما ارادت ان تعرف عني المزيد , وما زال يدور في بالها أي سؤال فعليها بالاتصال بي , لكن شرطي ما زال قائما وهو ان تصارحني بماضيها ,, انتهى الأسبوع , واجتمعنا في بيت أهلها , وجلست معها , وقالت لي بأنها مصرة على رأيها ولن تتحدث عن شيء انتهى . فقلت لها إذن لا يوجد نصيب بيننا , وأخبرت أهلها بأننا لم نتفق في بعض الأمور , وتقبلوا هذا وأخبروني بان هذا خياري ,, أنا وضعت مشكلتي هنا ليس من أجل أن أحلل نفسيتي , أنا اعرف ما ستقولون , بأن الفتاه معها حق , وإنني شكاك وهذا مرض نفسي , وتستطيعون إضافة أني معقد عقلي متحجر وعقليتي متخلفة , كل هذا لا يعنيني , فكل شخص أدرى بنفسه ,, ما أريد معرفته لماذا يجب أن أتقبل أن لكل فتاه ماضي , لماذا لا يكون العكس , أن تكون العلاقة مبنية على الصراحة المتبادلة , ووقتها أن اخترت الاستمرار في العلاقة , فسأكون قد وضعت الماضي خلفي , لأبدأ في بناء المستقبل , لماذا يدعم الجميع العلاقات , وأنها نزوات , ويطلبون التستر عليها وعدم البوح بها , علما أنها حرام , وما ذنبي أن أتحمل أخطاء من ساروا خلف نزواتهم ولم يعملوا حساب لله ولعرضهم ولأهلهم ؟؟ كل ما طلبته فتاه اتفق أنا وهي , تصارحني بماضيها , وبحسبه نقرر استمرار العلاقة . قلت سابقا أن كل بني ادم خطاء , ممكن أن أتقبل أن الفتاه أخطأت مره مرتين , لكن ليس 5 مرات , فتاه قامت ب-5 علاقات عاطفية , مع 5 شباب , ولم تتعلم من أول خطا , ما معنى هذا الكلام , لا تقولوا لي بأنها تجرب . لم أرى في حياتي شخص يجرب نفس الأمر 5 مرات وهو يعرف من قبل التجربة الأولى ان ما يفعله حرام وخطا , وأنه لو كان حلالاً وصحيحا فلم يكون بالسر وبدون علم الأهل , لماذا من يتحدث بمثل هذا الكلام يكون صاحب عقليه متخلقة , ومن يرضى به يكون الإنسان العاقل المتفهم المسامح ,, ستقولون بان الله تاب عليها وسامحها , فما بالك أنت لا تسامحها , أرد عليكم , بان الزانية أيضاً الله تاب عليها وسامحها , فلما لا تتزوج من الزانيات التائبات ؟؟ ,أاعتذر عن طريقة كلامي , لكن قهري وغضبي والحال الذي وصل له مجتمعنا "المحافظ" , جعلني أتحدث هكذا , أتمنى أن يتم الرد على جميع أسئلتي , وادعوا الله أن يصلح حالنا جميعا , ويهدينا إلى صراطه المستقيم , شكراً , السلام عليكم Mr. X - Palestine ومن قال لك إنك يجب أن تتحمل أخطاء غيرك ،مشكور لأنك حافظت علي نفسك ولم تزلق نحو الخطأ، لذا من حقك أن ترتبط بإنسانة بلا ماضي كما أنك أيضاً بلا ماضي ، فمن قال لك إنك يفترض أن تتحمل فوق طاقتك فهل يكلف الله نفساً إلا وسعها ، هي قد أخطأت 5 مرات فهل نحن من يحاسب العباد أم لنا ولهم رب يعلم السر وأخفي ، هل تدري هل هي تابت أم مستمرة ، علي كل حال أخطأت وتابت أو لم تتب فهذا بينها وبين ربها ، هي أخطأت 5 مرات فهل تعرف قصة من قتل تسعة وتسعين نفساً ؟ جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لَا فَقَتَلَهُ فَجَعَلَ يَسْأَلُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي وَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ. الله سبحانه وتعالي وصف نفسه بالغفار أي كثير المغفرة والتواب أي كثير التوبة علي عباده نخطيء ونتوب فيسامحنا ، والقرآن الكريم يمتلئ بالمعاني الرائعة للرحمة والمغفرة وآيات الرحمة والغفران أكثر بكثير من آيات الويل والعقاب والعذاب "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وقال أيضاً " نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيم" فقد قدم المغفرة والرحمة علي العذاب . و قال صلى الله عليه وسلم : " إن عبداً أصاب ذنبا فقال رب أذنبت فاغفره فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال ربي أذنبت آخر فاغفر لي قال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم أصاب ذنبا فقال رب أذنبت آخر فاغفر لي قال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء ". وكلنا يعلم قصة المرأة التي زنت في عهده صلى الله عليه فأتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترفت بالزنا، وطلبت منه أن يطهرها فأعرض عنها؛ لأنه لا يريد أن يستكشف أخبار من استتر بستر الله ، أتت عن ميسرته فشهدت بالزنا، فأعرض عنها حتى شهدت على نفسها أربع شهادات، حينها رأى صلى الله عليه وسلم أنها حامل. فقال: "اذهبي حتى تضعي ثم تعالي " قال سهل بن سعد : والله لا أنسى يوم أتت بطفلها في لفائف من قماش، وهي تطلب التطهير منه صلى الله عليه وسلم، فيقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "اذهبي حتى ترضعيه وتفطميه، ثم تعالي " فتذهب فتفطمه بعد سنتين، وتأتي به وفي يده كسرة من الخبز، فيقول عليه الصلاة والسلام: من يكفل هذا الطفل؟ فأخذه أحد الأنصار وذهبوا بالمرأة وهي مقبلة على الله متوضئة بوضوء التوبة وقد فتحت لها أبواب الجنة واجتمع عليها المؤمنون ليقيموا شريعة الله، وليظهروا تطبيق حدود الله وانهالت عليها الحجارة، وهي صابرة محتسبة مقدمة روحها إلى الله، وتنتثر دماؤها على الناس، فيسبها أحد الصحابة، فيقول له صلى الله عليه وسلم: مهلاً يا فلان، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لوسعتهم ثم يقول عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده لقد رأيتها تنغمس في أنهار الجنة ،هل تري أعظم من ذلك جزاء وأكبر! أنا لا أروي لك كل ذلك لتصفح عنها وتغفر لها كلا ، دع العفو لأهله والمغفرة لمن يقدرون عليها ولا تشغل بالك بان تغفر وتصفح وتسامح ولا تتحمل مالا تطيق ، أما نحن بني البشر فليس من شيمتنا إلا التشفي وتضخيم أخطاء الآخرين ، تري لو أنك كنت مكانها كنت ستقول عن نفسك كل ذلك ؟ الإجابة عندك فقط ، علي كل حال نصيحتي الأخيرة لك هي أن تتركها فأنت لا تصلح لها ولا هي تصلح لك ، لأنك لن تنسي أبداً وستظل خطاياها ماثلة أمام عينيك تؤرقك وتقف حاجزاً بينكما ، كما أنه من حقك أن ترتبط بمن هي مثلك بلا ماضي ولا أخطاء ، لست إلهاً كي تغفر وتصفح وتعفو وتسامح ، وتري نفسك جديراً بمن هي أفضل من هذه الفتاة الخطاءة فهذا حقك ، لكن ما هو ليس حقك هو اللوم فمن منا معصوم ومن منا بلا أخطاء . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك