منازل تغرق في برك من المياه والإسفلت يخاصمها .. وكابلات الكهرباء متهالكة وتمثل كارثة بكل المقاييس .. ومياه الشرب مختلطة بمياه الصرف .. وغياب تام للخدمة الصحية .. والمدارس الموجودة بدون صرف وخارج نطاق الخدمة في معظم الأحيان .. والسكة الحديد فخ للموت المحقق .. هذه هي الصورة بلا رتوش لمنطقة داخل محافظة الإسماعيلية ولا علم للمسئولين عنها .. إنها قرية "فنارة" والتي يقطنها حوالي 35 ألف نسمة يحيون حياة الأموات فالإهمال سلوك والموت طريق يحصد أرواحهم بدون ذنب اقترفوه. في البداية يقول صلاح إسماعيل –أحد سكان قرية فنارة- إن آلاف من الأسر البسيطة لا يتمتعون بأية خدمات أو مرافق فنحن نعيش وكأننا في القرون الوسطى، حيث أننا نتعامل مع البيارات لعدم وجود شبكة صرف صحي فنقوم بإنشاء تلك البيارات بجوار منازلنا مما يؤدى لزيادة المياه الجوفية وطفحها باستمرار والتي تسببت في انهيار بعض المنازل وخاصة المبنية بالطوب اللبن وكثيرا ما يتدلل علينا عمال الصرف الصحي كي يزودون الإتاوة التي يحصلون عليها وخاصة أنهم أصبحوا عملة نادرة.
ويقول عماد غريب - سائق إنه لا يستطيع المواطن داخل قرية فنارة أن يتناول كوب ماء نظيفا؛ نظرا لاختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، حيث أن شبكة المياه متهالكة، وقد انتهى عمرها الافتراضي، فالكارثة الحقيقة تشهدها عند حدوث انفجار بالماسورة، وهذا يحدث بشكل يومي مكونة بركة من المياه الراكدة مما جعل التربة متشبعة بمياه الشرب والصرف.
ويضيف محمد رمضان أن الطرق المؤدية للقرية مكسرة وغير ممهدة منذ 30 عاما وتمثل مصائد للموت نظرا للحفر والمطبات التي دائما ما يسقط فيها الأطفال وكبار السن ومعظم الأهالي ليلا كما أن الطريق يشبه الثعبان مما يؤدي إلى كثرة الحوادث.
وأكد أن الطريق كثيرا ما تشهد عدد من الحوادث وذلك بشكل يومي، وكثيرا ما فقدن الحوامل حملهن والمسئولين يكتفون برصف الطريق الرئيس "الإسماعيلية–السويس"، وتركوا باقي الطرق المؤدية للقرية كما هي.
وعن المواصلات بالمنطقة قال المواطن "لا تصلح للاستخدام الآدمي فالمواصلة الوحيدة هنا هي السيارات الربع نقل والتي يستغل سائقيها انعدام المرور بالمنطقة ويكدسونها بالركاب حتى تشبه علبة السردين".
أضاف والغريب أن في ظل انعدام التواجد الأمني تقف سيارات النقل في الشارع الرئيس بالإسماعيلية–السويس الصحراوي، والتي معظمها لا تحمل "نمرًا" وغير مرخصة بالصفين والثلاثة تنتظر على الجانبين جاعلين من الطريق جراجات مفتوحة.