قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده مستهدفة بحملة إعلامية، وهي عازمة على التصدي لها، مشدّدا على أن قطر ستكشف سير عمليات التحقيق حول "القرصنة" التي تعرض لها موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) ونتائج التحقيق بشفافية تامة، واصفاً إياها بالجريمة الكترونية الجنائية. ورفض الوزير الربط بين "تحامل" وسائل إعلامية خليجية على قطر، بالأزمة التي حدثت بين الدوحة ودول مجلس التعاون الخليجي العام 2014، لافتاً إلى أن "قطر أبقت دوما على علاقات ودية وأخوية مع دول الخليج، لأننا نؤمن أن مصيرنا واحد، ونتأثر بالأزمات التي تحيط بمنطقتنا كلنا، ولا علاقة لما يحدث بأزمة العام 2014′′، مستشهدا بأن "قمم الرياض قبل يومين من الهجوم الالكتروني سادتها نقاشاتنا إيجابية بشأن علاقات قطر بدول مجلس التعاون، وإن كان هناك أمر آخر، فنحن لا علم لنا به". وأكد وزير الخارجية أن قطر دوما تفضل الإبقاء على علاقات قوية وأخوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأن الظروف الحالية، وما يحيط بالمنطقة من أزمات إقليمية، يدفع لان تبقى دول المجلس موحدة، وتتغلب على المشاكل الصغيرة الثنائية، مشدّدا على أن بلاده لا تنظر إلى ما حدث على أنه كبير ومهم. وخلال مؤتمر صحافي عقد مع نظيره الصومالي بمناسبة زيارته إلى الدوحة، قال وزير الخارجية إن "ما يسمى باختراق وكالة الأنباء القطرية (قنا) هو ليس اختراق فقط، بل جريمة الكترونية، وفق كافة القوانين، ويحاسب عليها القانون، وهجوم الكتروني استهدف الوكالة، وبث تصريحات كاذبة على لسان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهي تصريحات لم يقلها، ولم يصرح بها". وأشار إلى "تشكيل فرق تحقيق، سيتولى القيام بتحقيق جنائي للتوصل إلى كشف هوية مرتكبي الجريمة، وتقديم مرتكبيها للقضاء، وكشف نتائج التحقيق بكل شفافية، بما في ذلك سير عملية التحقيق، وكشف نتائجها". وعن تفاصيل الجريمة ومصدر انطلاقها، قال وزير الخارجية القطري "لا دليل لدينا حول منشئ الهجوم، لكن فور حصولنا على أدلة كافية، يمكن أن تُقدم أمام القضاء، كدعوى، فهذا سيتم وفق الإجراءات القانونية المعتمدة". مضيفا "هناك قوانين دولية تحكم جرائم مماثلة، وخاصة الأزمات التي تتعلق بالقرصنة، وسيتم مقاضاتها وفق القانون". وحول الإجراءات التي تنوي قطر اتخاذها مستقبلا لمنع أي قرصنة جديدة، قال الوزير القطري: "نظام الأمن المعلوماتي المتوفر في دولة قطر، والمراكز المتوفرة على أعلى مستوى، وتستعمل أحدث تكنولوجيا، وهناك تطور مستمر في مسألة الهجمات الإلكترونية، وليس من الضروي أن التطورات التي تواكب تحديث أنظمة الحماية، بنفس سرعة التطورات التي تشهدها العناصر الهجومية، في مسألة الأمن المعلوماتي". وأضاف: "قطر ستتخذ خطوات لزيادة جهودها في وضع حاجز على المعلومات لتأمينها، ولكن وسائل الحماية المتوفرة حاليا في كافة القطاعات على مستوى، واختراقها صعب جدا، وما تم في وكالة الأنباء مازلنا نتحقق عن سبب الاختراق، والفجوة التي دخلوا من خلالها، ومعالجتها بشكل فوري. أما النظام المعلوماتي لدولة قطر، فهو نظام قوي وصلب ومتجدد، وكافة جهات الدول تتعاون بشانه، وتعتمد تحديث أنظمتها أول بأول تحت إشراف هذه المظلة الحكومية". وحول إصرار وسائل إعلامية على نشر تصريحات ىتم تكذيبها رسمياً من الحكومة القطرية، قال وزير الخارجية: "بالنسبة لوسائل الإعلامية التي تبنت الأخبار الكاذبة، نحن نستغرب تعاملها مع أخبار كاذبة، رغم صدور بيانات تكذيب واضحة، وشن حملة مسيئة لدولة قطر"، مضيفا "في النهاية، ما يتم نشره يعكس مهنية وسائل الإعلام تلك. وما لمسناه من الرأي العام في الشارع الخليجي، أن هناك مستوى وعي يرتقي أكثر بكثير من المستوى الذي نزلت إليه وسائل الإعلام تلك". وعن سؤال حول التخطيط الذي بدا واضحا للحملة الإعلامية لقطر، وتجهيز محللين في ظرف قياسي، بعد دقائق فقط من قرصنة موقع وكالة الأنباء الرسمية القطرية، بالتزامن مع نشر تقارير في صحف أميركية ضد قطر، قال وزير الخارجية: "بالنسبة للحملة المستمرة على دولة قطر، وخصوصا في الولاياتالمتحدة الأميركية، من المستغرب أنه خلال السنوات السابقة لا تُذكر دولة قطر إلا من قبل رسميين قطريين، ولكننا نفاجأ في الخمس أسابيع السابقة، أن هناك 13 مقال رأي من كتاب مختلفين في الولاياتالمتحدة. وفي الوقت الذي تم الهجوم على موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، كان هناك مؤتمر يتحدث عن قطر، لم ندعى له، بينما دعي للمؤتمر جميع الكتاب الذين كتبوا مقالات الرأي تلك في الصحف الأمريكية، وفي الليلة نفسها حدث الهجوم على موقع وكالة الأنباء الرسمية"، متسائلاً: "هل حدث الأمر صدفة؟ لا نعلم لحد الآن، ولا نعلم إن كان الأمر مرتبط. والأكيد أن التحقيق جاري في الجريمة الالكترونية، ولا نستعجل النتائج من الآن". وختم قائلا: "الأكيد هناك حملة إعلامية تستهدف دولة قطر، وسنتصدى لها إن شاء الله. وبشأن علاقات قطر مع دول مجلس التعاون، واحتمال تأثرها بما حدث، خصوصا مع الحملة التي تستهدف قطر من وسائل إعلام خليجية، بالموازاة مع الاتهامات التي توجه لدولة قطر بشق الصف الخليجي، وإن كان للأزمة الحالية علاقة بما حدث من خلافات بين دول مجلس التعاون العام 2014، قال وزير الخارجية القطري: "قطر أبقت دوما على علاقات ودية وأخوية مع دول الخليج، لأننا نؤمن أن مصيرنا واحد، ونتأثر بالأزمات التي تحيط بمنطقتنا كلنا، ولا علاقة لما يحدث بأزمة العام 2014، فد كنا بالرياض قبل يومين من الهجوم الالكتروني على موقع وكالة الأنباء القطرية، ولم يحدث شيء، وكانت نقاشاتنا إيجابية بشأن علاقاتنا مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وإن كان هناك أمر آخر، فنحن لا علم لنا به"، مستطرداً "قطر دوما تفضل الإبقاء على علاقات قوية وأخوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. ونعتقد أن الظروف الحالية، وخاصة بوجود الأزمات الإقليمية، فمن الأفضل أن نبقى متوحدين، وأن نتغلب على المشالكل الصغيرة الثنائية، ونحن في دولة قطر، لا ننظر إلى هذا الأمر على أنه كبير ومهم". كما نفى الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن تكون بلاده أجرت اتصالات مع قيادة دول مجلس التعاون للاستفسار بشان ما حدث، وسر الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها من وسائل إعلام خليجية، قائلاً: "ما حدث هو هجوم الكتروني على الوكالة، وقد صدر توضيح معلن من وكالة الأنباء، والمكتب الحكومي، وتوضيح آخر من وزارة الخارجية. وبالنسبة لاتصالاتنا مع أشقائنا في مجلس التعاون فهي مستمرة، لكن بشأن ما حدث، فلم يكن هناك اتصالات، لأن هناك قناة ووسيلة واضحة تبين ما حدث". مضيفا "ما تم تداوله في وسائل الإعلام، هذا شان يخص الإعلام، ولكن لم يأتينا من أي جهة رسمية". ورداً على سؤال حول ما تم تداوله من أنباء بشأن ضغوطات أمريكية على دولة قطر لتنأى بنفسها عن تنظيم الإخوان المسلمين، وإمكانية تأثر تلك الضغوطات على العلاقات القطريةالأمريكية، ومن تمّ، على مستقبل قاعدة العديد العسكرية الأمريكية في قطر، قال رئيس الدبلوماسية القطرية: "العلاقة بين قطروالولاياتالمتحدة دوما قوية، وهي علاقات استراتيجية، والبلدان عقدا نقاشات إيجابية بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن تلك العلاقات، وهناك تقدير للعلاقات من الجانبين". ووتابع قائلاً: "لم يتم إثارة موضوع الإخوان المسلمين في اللقاءات والاجتماعات، لأنه ليس هناك أي دليل على أن قطر لها علاقة بالإخوان المسلمين، بل إن ذلك يتم تداوله في الإعلام، ونحن قلنا إننا في قطر لا نتعامل مع الأحزاب السياسية، بل نتعامل مع الحكومات، وإن كان الإخوان المسلمون في حكومة بتونس أو مصر أو أي دولة، فسنتعامل معها، وإلا فسنتعامل مع الحكومات". وبشأن مستقبل قاعدة العديد العسكرية الأمريكية، صرّح يقول: "إن كان هناك شيء سيحدث للقاعدة، فسيتم التعامل معه وفق الاتفاقية بين قطروالولاياتالمتحدة، وعلاقاتنا قوية، والرئيس ترامب نفسه تحدث عن دور قطر في مكافحة الإرهاب في خطابه، وقال إن قطر شريك حيوي واستراتيجي، وهذه طبيعة العلاقة دوما بين قطروالولاياتالمتحدة، ولا نرى ربطا بين ما حدث في الهجوم الالكتروني أو "القرصنة"، وبين الإدارة الأميركية الجديدة".