أعرب مستشار وزير النقل للتعاون الدولي السفير محمود علام عن اعتقاده بأن الفرص التي تتيحها مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين يمكن أن تنقل الدول النامية نقلة عالمية، مشيدا بنتائج منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي اختتم فعالياته أمس في بكين. وقال علام الذي سبق أن عمل سفيرا لمصر لدى الصين والذي كان ضمن أعضاء الوفد المصري إلى المنتدى ، إن مبادرة الحزام والطريق مبادرة غير مسبوقة في التاريخ، مؤكدا تكامل المبادرة مع تنمية محور قناة السويس الذي تعول عليه مصر لتحقيق نهضة اقتصادية. وأضاف مستشار وزير النقل، في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية الرسمية على هامش منتدى الاستثمار المصري الصيني (قناة السويس.. بوابة طريق الحرير) الذي نظمته السفارة المصرية ببكين أمس نشرتها اليوم الثلاثاء ، "إن المبادرة تتميز بأنها مفتوحة لكل الأطراف ومصر توجد في موقع متميز لخدمة هذه المبادرة وتفعيلها وتكوين حافز لزيادة التعاون بين الجانبين". وتابع: "الجانب الصيني مستعد لذلك ونحن لدينا نموذج حي في منطقة قناة السويس"، منوها بشركة "تيدا" الصينية ومساهمتها في تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حيث تعد أحد أكبر المطورين الصناعيين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتعمل على تطوير مساحة أرض زادت إلى 7.23 كيلومتر مربع بالعين السخنة وقد أنهت المرحلة الأولى من عملها وبدأت المرحلة الثانية في عام 2016. وقد تم خلال المنتدى الاستثماري المصري الصيني ، وفقا للوكالة الصينية ، التوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة بين البلدين بينها اتفاق عمل إطاري للاستثمار والتعاون حول ميناء االعين السخنة بين الهيئة العامة لمنطقة قناة السويس وصندوق التنمية الصيني - الإفريقي. وسلط علام الضوء على الإجراءات والتشريعات التي اتخذتها مصر مؤخرا لجذب الاستثمارات الأجنبية..قائلا :"قانون الاستثمار الجديد الذي أقره البرلمان المصري مؤخرا سيخلق بيئة جديدة للاستثمار فضلا عن المجلس الأعلى للاستثمار الذي أنشئ برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، هذا من شأنه أن يخلق قصص نجاح سريعة". وأشار إلى أن المبادرة التي تهدف إلى ربط قارات العالم القديم الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا بشبكة من مشاريع البنية التحتية والتجارة على طول مسارات التجارة القديمة بما يحقق الخير لجميع الدول والشعوب ، جاءت في توقيت مهم في مواجهة اتجاهات الحمائية والتباطؤ القائمة في مجال التجارة. وأكد علام على أن الحكومة المصرية تولي أولوية لدعم البنية التحتية والتعاون مع الصين في مجالي النقل والبنية التحتية..معربا عن ثقته بأن التعاون بين مصر والصين في مشاريع مثل بناء البنية الأساسية والتسهيلات في الموانئ والمناطق اللوجستية من شأنه أن يفيد الجانبين ويخدم حركة التجارة العالمية بشكل أسرع وبشكل تنافسي وأسعار أقل. واستعرض الفرص المتاحة للاستثمار في قطاع البنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق، قائلا :"هناك فرص كثيرة متاحة للتعاون بين الجانبين فمصر لديها 15 ميناء بحري على البحرين الأحمر والمتوسط وترتبط بأسواق إفريقيا وجنوب أوروبا". وبسؤاله عن المفاوضات الجارية بين مصر والصين في هذا المجال، قال علام "جاري التفاوض مع بعض الشركات بشأن تطوير رصيف متعدد الأطراف في ميناء الأسكندرية والقطار المكهرب وترام إسكندرية أبوقير"، مضيفا : "هناك أيضا مفاوضات جادة مع الصين بشأن تطوير موانئ وقطارات وسكك حديدية ومجالات متنوعة لتحديث البنية الأساسية في خطوط السكك الحديدية وتحديث صناعة النقل ومجال اللوجيستيات، الباب مفتوح للاستثمار". وأبدى السفير المصري الأسبق تفاؤله بشكل عام إزاء التعاون بشأن المبادرة الصينية، قائلا "كل المؤشرات تشير إلى أنها من الممكن أن تنقلنا نقلة عالمية وخاصة الدول النامية التي تستطيع أن تستفيد من الفرص التي تتيحها". جدير بالذكر أن المنتدى الاستثماري المصري الصيني عقد بحضور وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر ووزير التجارة والصناعة طارق قابيل والسفير المصري لدى بكين أسامة المجدوب ونائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عبدالقادر درويش وبمشاركة 200 من ممثلي الشركات الصينية المهتمة بالسوق المصري".
