تتجه أنظار العالم إلى العاصمة الفرنسية باريس ، لمتابعة المناظرة التاريخية والحاسمة التي ستجمع مساء اليوم الأربعاء بين مرشحي الرئاسة إيمانويل ماكرون (وسط) ومارين لوبن (يمين متطرف) والتي سيسعى خلالها كلاهما لجذب أصوات المترددين الذين تقدر أعدادهم بنحو ستة ملايين. ومن المتوقع أن يشاهد المناظرة - التي ستنقلها عدة محطات تلفزيونية وإذاعية فرنسية ، وستستمر ساعتين وعشرين دقيقة - نحو 20 مليون شخص . وصرح مخرج المناظرة تريستان كارنيه بأن 14 كاميرا سيتم استخدامها لتصوير هذا الحدث - الذي يجرى بدون جمهور- بداية من وصول ماكرون ولوبن إلى موقع الاستديو، مؤكدا أنه تم اتخاذ كافة الاحتياطات لتفادي وقوع عطل فني قد يحول دون ظهور المرشحين بشكل متساو. ومن المقرر أن تفتتح مارين لوبن المناظرة - بحسب القرعة التي جرت - على أن يقوم إيمانويل ماكرون بالختام ، كما جرت قرعة كذلك لاختيار الجهة التي سيجلس فيها المرشحون . وكان المجلس الأعلى للإعلام السمعي و البصري الفرنسي قد طلب من القناة الأولى "تي اف 1" و الثانية "فرانس 2" المنظمتين للمناظرة ، اختيار محاورين "رجل و امرأة" بينما من جانبه، طلب حزب "الجبهة الوطنية" الذي تتزعمه مارين لوبن استبعاد مذيعة كانت من بين الأسماء المقترحة ، وذلك لموقفها المعادي لمارين لوبن . ويقدم المرشحان برنامجين في تعارض تام حول معظم القضايا، ولا يجمع بينهما سوى تأكيد كل منهما أنه يجسد القطيعة مع "نظام السلطة". وتمثل المناظرة التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة تقليدا في فرنسا يعود إلى عام 1974، وتلعب غالبا دورا حاسما في نتيجة الاقتراع. يذكر أن مناظرة عام 2007 بين نيكولا ساركوزي و سيجولين رويال بلغ عدد مشاهديها 20.4 مليون شخص ، بينما في عام 2012 بين فرانسوا أولاند و نيكولا ساركوزي شاهدها 17.9 مليون شخص . ولفت المحللون إلى أن المرشح الأكثر إقناعا في المناظرة عادة هو من يفوز بالسباق الرئاسي. و تشير الاستطلاعات إلى أن نسبة الامتناع - التي يخشى أن تصب في مصلحة اليمين المتطرف - تترواح بين 22 و28 % ، بينما تصل إلى % 18 نسبة المترددين بين الناخبين العازمين على التصويت، لا سيما وأن هناك فئة كبيرة من أنصار المرشحين الخاسرين في الجولة الأولى جون لوك ميلونشون (يسار متطرف) و فرانسوا فيون (يمين) غير راضين عن الخيارات المطروحة أمامهم .