أكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، أن السياسات التسويقية المرنة التي طبقتها قناة السويس في منح تخفيضات في رسوم العبور لبعض الخطوط الملاحية كانت خطوة جريئة لعبت دورًا محوريًا في جذب عملاء جدد للعبور بالقناة والحفاظ على مستوى الإيرادات رغم انخفاض معدلات التجارة العالمية بنسبة 14% خلال العام الماضي. وأشار مميش - خلال استقباله نخبة من خريجي كلية الهندسة جامعة الإسكندرية ومجموعة من القيادات الهندسية السابقة بالقوات المسلحة برئاسة اللواء أركان حرب مهندس حازم عبدالرحمن العبد رئيس جمعية خرجي كليه هندسة الإسكندرية - إلى أن القناة رصدت تحسنا في مؤشرات التجارة العالمية، حيث من المتوقع أن تسجل نموًا بنسبة 3.4% خلال 2017 صعودا من 3.1% في العام الماضي، فضلاً عن تحسن أسعار النفط التي ارتفعت إلى 50 دولارا للبرميل في مارس من العام الحالي، مقارنة ب 34 دولارا للبرميل خلال مارس 2016 وهو ما تواكب مع ارتفاع أسعار وقود السفن من 200 دولار للطن في 2016 إلى 300 دولار في 2017. وأضاف مميش، أن لجنة الخطوط الطويلة حققت إيرادات قيمتها 116 مليون دولار عبر جذب سفن جديدة للعبور بالقناة، وهي السفن التي تتقدم بطلبات للحصول على تخفيضات في رسوم العبور بما يتناسب مع اقتصاديات تشغيلها. وأوضح مميش أن الهيئة أصدرت حزمة منشورات ساهمت في الحفاظ على عبور السفن عبر قناة السويس ، بدلا من الطرق البحرية الأخرى، أبرزها جذب 156 سفينة حاويات من الساحل الشرقي الأمريكي إلى الشرق الأقصى حققت إيرادات قدرها 33.6 مليون دولار من خلال منشور سفن الحاويات الذي تم تطبيقه في يونيو 2016. وأضاف أن قناة السويس تعد دوما رمزًا للإرادة المصرية والوحدة الوطنية حيث تم حفرها بالسواعد والدماء المصرية ، مؤكدا أن قناة السويس تتمتع بأعلى مستويات الآمان بفضل جهود القوات المسلحة وقوات تأمين الفوج الملاحي، الأمر الذي مكَن قناة السويس من الحفاظ على سير حركة الملاحة بصورة طبيعية في مواجهة مختلف التحديات. وقال رئيس هيئة قناة السويس " إن منطقة القناة تشهد تطورات جذرية من خلال مشروعي قناة السويس الجديدة وتنمية منطقة القناة لاستغلال الموقع العبقري للقناة في إنشاء مناطق لوجيسيتية وصناعية مزودة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في العالم واستغلال حركة التجارة العالمية المارة في القناة حيث يعبر القناة يوميا في حدود 50 سفينة، ويصل حجم البضائع المنقولة سنويا إلى مليار طن بضائع. وأوضح أن قناة السويس تسجل ارتفاعًا في معدلات عبور السفن وكميات البضائع المنقولة، في ظل بدء استعادة حركة التجارة العالمية عافيتها منذ مطلع عام 2017 عقب المرور بفترة تباطؤ حتى العام الماضي، الأمر الذي يعطي مؤشرات هامة على زيادة إيرادات القناة في الفترة المقبلة، والتي تعد أحد أهم روافد العملة الصعبة للاقتصاد الوطني. ومن جانبه، قدم المهندس تامر حماد رئيس وحدة الدعم الفني بالهيئة، عرضا تقديمياً عن مشروعي قناة السويس الجديدة ومشروع التنمية بمنطقة القناة والمشاريع التنموية التي قامت بها الهيئة ومنها مشروع الاستزراع السمكي ومشروع كوبري النصر العائم ببورسعيد، حيث استمع الوفد إلى شرح تفصيلي عن أبرز العوامل الاقتصادية المؤثرة على حركة الملاحة بقناة السويس وفي مقدمتها مؤشرات التجارة العالمية وأسعار البترول. وأوضح أن قناة السويس ترصد التطورات التي تشهدها حركة التجارة العالمية وما يرتبط بها من عوامل أخرى لاتخاذ خطوات استباقية بتطوير المجرى الملاحي لمواكبة مستجدات صناعة النقل البحري عالميا وذلك بالتوازي مع انتهاج الهيئة لسياسات تسويقية مرنة تسهم في تعزيز إيردات قناة السويس .