أكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة فى كلمته بمناسبة اليوم العالمى للهجرة والمهاجرين أن الهجرةُ ظاهرةٌ تَهُمّ البلدان كافة، وكذلك ما يروج حول أثرها من أغاليط وسوء الفهم ، وإن ثمة العديد من الافتراضات الخاطئة التي تحوم حول ظاهرة الهجرة. وقال مون فى كلمته بمناسبة اليوم العالمى للهجرة والمهاجرين :"من بين هذه الأغاليط اعتبار المهاجرين عبئا والواقع أن المهاجرين يقدمون إسهامات واسعة للبلدان التي تستضيفهم فالعمال من المهاجرين يجلبون معهم مهاراتهم، ومباشرو الأعمال الحرة يساعدون على إيجاد فرص العمل، والمستثمرون يحملون معهم رأس المال. أما في الاقتصادات المتقدمة والاقتصادات الناشئة، فهم يضطلعون بدور لا غنى عنه في النشاط الزراعي والسياحي والداخلي وفي كثير من الأحيان، يكون المهاجرون منبع الرعاية لأفراد المجتمع، صغارا وطاعنين في السن". وأضاف :"يَعُدّ الناس الهجرة غير النظامية جريمة فالكثيرون منهم يعتبرون المهاجرين غير الحاملين للمستندات اللازمة خطرا على المجتمع ومن ثم ينبغي احتجازهم، أو يظنون أن جميع النساء اللائي يهاجرن للعمل في وظائف لا تتطلب مهارات عالية، إنما قدمن عن طريق الاتجار، فهذه المعتقدات الواهية وغيرها تفضي إلى اعتماد سياسات للهجرة تكون في أفضل الأحوال غير وجيهة بل تكون أحيانا خطيرة”.
وتابع كي مون :"إن حقوق الإنسان ليست صدقة تُمنح ولا هي مكافأة تُنال على امتثال قواعد الهجرة. إنها حقوق غير قابلة للتصرف يتمتع بها جميع الأشخاص، بمن فيهم المهاجرون الدوليون الذين يبلغ عددهم 214 مليونا في العالم، وكذلك أفراد أسرهم".
وأوضح إنه لن يكون في مقدور المهاجرين أن يسهموا اقتصاديا أو اجتماعيا في المجتمعات التي رحلوا عنها أو التي وفدوا إليها إن انتهكت حقوقهم وعُرِّضوا للتهميش والإقصاء. بيد أن الهجرة يمكنها أن تكون قوة تعود بالنفع على الأفراد وكذلك على بلدان المنشأ والعبور والمقصد، إن دعّمتها السياسات الصحيحة وشملتها تدابير حماية حقوق الإنسان.