زيورخ : وقع وزيرا خارجية تركيا وأرمينيا السبت اتفاقا تاريخيا في زيورخ بسويسرا لتطبيع العلاقات بين البلدين . وذكرت قناة الجزيرة أن هذا الاتفاق الذي ينهي نحو قرن من العداء بين أنقرة ويريفان لن يتوج بإقامة العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود بين الدولتين وتشكيل لجنة مشتركة لمعالجة قضية مذابح الأرمن إلا بعد موافقة البرلمان فيهما عليه والمتوقعة خلال شهرين . وحضر توقيع الاتفاق كل من وزراء خارجية أمريكا وروسيا وفرنسا ، بالإضافة لمنسق السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا . وكان الاتفاق الذي تم تأجيل توقيعه عدة ساعات قوبل بمظاهرات احتجاج واسعة في أرمينيا . وخرج آلاف الأرمن فى مظاهرات حاشدة احتجاجا على القرار الذى اتخذته حكومة بلادهم بتوقيع اتفاقات تقارب تاريخية مع تركيا. وذكر راديو "سوا" أن حوالي 10 آلاف شخص جابوا شوارع العاصمة الأرمينية ورفعوا لافتات كتب عليها "لا تنازلات للأتراك"، ثم توجهوا إلى النصب التكريمي لضحايا المجازر التي يزعمون أنها ارتكبت بحق الأرمن إبان الحكم العثماني. ودعا المتظاهرون الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان إلى عدم توقيع تلك الاتفاقات بالأحرف الأولى ، قائلين :" هذه الاتفاقات تتضمن عناصر بالغة الخطورة على أمتنا ودولتنا وتهدد مصالحنا ، إن الرئيس سيحمل مسئولية تداعيات هذا التوقيع". وتم تنظيم التظاهرة بدعوة من أحزاب معارضة عدة بينها الاتحاد الارميني الثوري الذي كان انسحب هذا العام من الائتلاف الحاكم إثر خلافات في شأن عملية المصالحة مع تركيا. ومن جانبه ، قال الناطق باسم الخارجية الروسية اندري نيسترنكو إن توقيع الاتفاق التركي الأرميني في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول في زيورخ سيعيد البلدين إلى طريق العلاقات الطبيعية بينهما. يذكر أن هذا الاتفاق يهدف إلى تطبيع العلاقات الثنائية التي تعكرها قضية مذابح الأرمن التي تعتبرها يريفان عملية إبادة . وقضية مذابح الأرمن وقعت عامي 1915 و1917 ويرى الأرمن أنه عندما كانت الامبراطورية العثمانية في تقهقر قتلت قواتها أكثر من مليون أرميني مسيحي كانوا يعتبرون خطرا على أمنها ويصفون العملية بأنها إبادة ومثلهم فرنسا وكندا والبرلمان الأوروبي ، لكن تركيا كانت دائما تنفي حدوث إبادة وتتحدث عن مذابح مزدوجة من الطرفين. وتفاقم الخلاف في 1993 باحتلال أرمينيا لمنطقة ناجورني كاراباخ في أذربيجان وهى دولة يدين سكانها بالإسلام ويتكلمون اللغة التركية. ومنذ بدء الاحتلال ، أغلقت تركيا حدودها مع أرمينيا ، وأعلن القادة الأتراك أن تلك الحدود لن تفتح مجددا طالما لم تسحب أرمينيا قواتها من تلك المنطقة. ويعتبر اتفاق تطبيع علاقات البلدين إنجازا جديدا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان ، ويلغي ورقة طالما استخدمها الغرب لابتزاز تركيا ، بعد أن قرر تشكيل لجنة مختصة من البلدين لبحث موضوع مذابح الأرمن.