أعرب وزير الخارجية سيرجي لافروف عن عميق أسفه على رحيل فيتالي تشوركين المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة، مذكّرا بأنه بقي على رأس عمله في خدمة البلاد حتى وافته المنية في "محرسه". وفي حديث أدلى به اليوم الثلاثاء، قال لافروف: "لقد رحل فيتالي تشوركين وهو في محرسه خدمة للبلاد وقبل ساعات على ميلاده ال65. ورافقني المسير منذ ربيع 1990، حيث شغل آنذاك منصب نائب وزير الخارجية، فيما كنت أنا مكلفا بشؤون الأممالمتحدة، وهو يعنى بقضايا البلقان، حتى كلّف بتمثيل الرئيس الروسي للتسوية في يوغوسلافيا السابقة". وأضاف لافروف: "أمضى فيتالي تشوركين شباط/فبراير بأكمله سنة 1994 في البوسنة والهرسك في أشد مراحل النزاع هناك، واستطاع إجبار المسؤولين في الأممالمتحدة على تحقيق نزيه في تفجير سوق سرايفو الذي حاولوا إلقاء جريمته على الصرب جزافا". وتابع: "فيتالي تشوركين، احتفل بعيد ميلاده ال42 في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك التي كانت تعج بالقناصين آنذاك واستطاع تحقيق النتائج المنشودة من وراء تواجده هناك، الأمر الذي حمّسني على تدوين تهنئتي له بنجاحه هذا في بضعة أبيات من الشعر". وختم بالقول: "فيتالي تشوركين سوف يبقى حاضرا إلى الأبد في ذاكرتنا وتاريخ بلادنا وشعبنا والعلاقات الدولية". هذا، ووافت المنية فيتالي تشوركين الاثنين 20 فبراير/شباط عن عمر ناهز ال65 عاما إثر أزمة قلبية حادة عشية عيد ميلاده، عجز الأطباء عن إنقاذه منها. ويعود الظهور الأول على شاشات التلفاز والصفحات الإعلامية لفيتالي تشوركين لعام 1986 في كلمة ألقاها أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، وأطلع فيها العالم على تداعيات كارثة مفاعل تشرنوبل، حيث كان يشغل حينها منصب أمين سر السفارة الروسية الثاني لدى الولاياتالمتحدة. وعرف عن فيتالي تشوركين الحنكة والسكينة والقدرة على إسكات مستفزيه بعبارات قليلة ودالّة، حيث يستذكر له الساسة ومتابعو الأحداث الدبلوماسية، كيف "أفحم" واحدا من أعضاء الكونغرس سأله في أعقاب كلمته عن تشرنوبل قائلا: "هل تعني كارثة مفاعل تشرنوبل قرب انهيار الاتحاد السوفيتي، ليعاجل تشوركين مجيبا، هل يعني انفجار مكوك تشالنجر الأمريكي قرب انهيار الولاياتالمتحدة؟".