اهتمت الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية بسير المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مصر وبعد انتهاء اليوم الأول منها قالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" أن المصريين احتشدوا بأعداد كبيرة أمس الأربعاء في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في ظل سعي الإسلاميين لدعم تقدم الكبير في الانتخابات وقلق الناخبين الليبراليين أن النتائج ستدفع البلاد نحو اتجاه ديني.
في حين أن الجولتان الثانية والثالثة لن تمثل تحولاً في النتائج ضد الإسلاميين بل أنها من المتوقع أن تقوي شوكتهم داخل البرلمان، وقال حسين خطاب البالغ من العمر 60 عاماً للوكالة "علينا أن نجرب الحكم الإسلامي لنعرف إذا كان جيداً بالنسبة لنا، وإذا لم يكن كذلك يمكننا العودة مرة أخري إلى ميدان التحرير".
وأضافت الوكالة أنه بالرغم من أن البرلمان القادم من المقرر أن ينتخب هيئة مكونة من 100 عضو لوضع الدستور الجديد للبلاد إلا أن الأمور غير واضحة الآن لأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي قال أن البرلمان لن يكون مسئولاً عن مصر كلها ولن يتفرد بوضع الدستور وأسس مجلساً استشارياً لهذا الغرض.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الناخبين المصريين أبدوا سعادة بالغة لأنهم تمكنوا من الذهاب للتصويت في انتخابات نزيهة وحرة بعد عقود من سيطرة الحزب الوطني على السلطة في مصر، واصطفوا في صفوف طويلة أمام اللجان الانتخابية بينما انتشر الباعة الجائلين الذي كانوا يبيعون الشاي والسندويتشات.
ومن جانب أخر، أثارت الوكالة في تقريرها تساؤلات بشأن صعود الإسلاميين ومستقبل البلاد في ظل انعدام الأمن وتدهور الوضع الاقتصادي.
بينما قال المحلل السياسي هشام قاسم لشبكة "سي إن إن" "أن الأحزاب العلمانية وجدت أنها تقلل فرصها في الفوز بمقاعد في البرلمان بسبب تنافسها فيما بينها, ولذلك قررت أن تساعد بعضها البعض ضد الإسلاميين بدلا من التنافس"، وأضاف "أن أهم شيء في هذه الانتخابات أنها أعطت المصريين خريطة انتخابية لمصر حيث لم تكن هناك مثل هذه الخريطة من قبل".
في حين قالت شبكة "سي بي سي نيوز" الأمريكية أن المشكلة الحقيقية التي تواجه الليبراليين أن المصريين يريدون عدد من القيادات الإسلامية في الحكم في مصر والذين فاجئوا الكثير من المصريين والغربيين بفوزهم بنسبة 20% من مقاعد البرلمان في المرحلة الأولي من الانتخابات.
ومن جهة أخري، قالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية على موقعها الالكتروني أن نتائج الانتخابات في منطقة الشرق الأوسط أثبتت أن الأحزاب الإسلامية تفوز في أي انتخابات حرة تقام في أي دولة من دول هذه المنطقة حيث فازت حركة "حماس" بالانتخابات في قطاع غزة عام 2006 وفازت الأحزاب الدينية في العراق عام 2010 وكذلك في تركيا وتونس والمغرب في 2011.
ولكنها أوضحت أن مصر التي تعد من أكبر الدول نفوذًا ومكانةً في المنطقة هي الدولة الوحيدة التي تمكنت جماعة إسلامية متشددة مثل السلفيين من تأسيس حزب سياسي بها كما أن الثورة المصرية كانت بعيدة كل البعد عن الثورات التي حدثت في دول أخري مثل ليبيا وسوريا وإيران ودول الخليج.
وقالت المجلة أن صعود السلفيين صدم الكثير من الثوار المصريين والليبراليين والمسلمين المعتدلين لأن السلفيين لم يشاركوا في الثورة وقالوا على المشاركين فيها من العاهرات والصهيونيين وبينما كان يقول السلفيون أن الانتخابات الحرة أمراً غير إسلامياً فإنهم وصلوا إلى السلطة الآن من خلالها ويدعون أنهم ديمقراطيين.
وأضافت المجلة الألمانية أن حزب النور الذي أسسته الحركة السلفية التي تربطها علاقات قوية بالمملكة العربية السعودية والتي مولت حملته الانتخابية ب 100 مليون دولار سعياً لتأسيس دولة دينية إسلامية في مصر.
بينما توقعت صحيفة "ذا ديلي ميل" البريطانية بارتفاع نسبة البطالة في مصر إلى 12% في عام 2012 بزيادة 2% من العام الماضي.