غيب الموت الشاعر والأديب الكبير أحمد قاسم دماج أول رئيس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين السابق، بعد صراع مع المرض، حيث توقف قلبه بقسم القلب بالمستشفى العسكري بصنعاء، عن عمر يناهز ال77 عاماً. نعت وزارة الثقافة رحيل الشاعر والمناضل الكبير أحمد قاسم دماج، معتبرة رحيله خسارة وطنية كبيرة في مرحلة حرجة. وقالت الوزارة في بيان لها، إن رحيل دماج خسارة فادحة مُني به الوطن في مرحلة عصيبة، هو في أمس الحاجة فيها إلى حكمة حكمائه وعقل عقلائه ومخلصيه. مشيرة بأن الراحل قضى معظم عمره مدافعاً مخلصاً وأميناً عن قيم الثورة والجمهورية والوحدة والوطن بمعناه الإنساني الحر. واوضح البيان أن دماج كان واحداُ ممن نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم بمحبة وإخلاص لا نظير لهما، واستطاع من خلالهما على مدى مسيرته الوطنية والابداعية أن يمثل حالة فريدة من التماهي مع الوطن والقيم الإنسانية النبيلة والتعاطي الإيجابي مع المستقبل والعمل في خدمة ثقافة التطور والتحديث والتنوير بكل طاقاته وامكاناته، حتى اشتهر بروحه النقية المخلصة المتواضعة بين أبناء جليه من رواد الحركة الوطنية عقب ثورة 26 من سبتمبر الخالدة. وشددت الوزارة في بيانها، على فداحة الخسارة التي مُني بها اليمن برحيله وبوصفه أحد أهم الحكماء والرواد المخلصين الذين أفنوا أعمارهم في سبيل أن يروا اليمن حراً متحرراً من كل أثقال وقيود الاستبداد والتخلف والجهل، متسلحاً بالعلم والمعرفة، متمكناً من إمكاناته وقدراته، مجارياً الأمم، مجدداً حضارة الأجداد. ووفق "بوابة اليمن" يعد الراحل " دماج " من أبرز ثوار 26 سبتمبر 1962، وعاش دهراً من عمره "رهينة" في سجون الإمام يحيي حميد الدين قبل ثورة سبتمبر بينما كان لا يزال فتىً يافعاً، ونقل الروائي زيد مطيع دماج التجربة المريرة التي عاشها الراحل أحمد قاسم دماج ضمن أحداث رواية "الرهينة" الشهيرة التي وثقت جزءاً مظلماً من حقبة الإمامة وتم ترجمتها إلي عدة لغات. كما شغل دماج منصب أول رئيس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي ظهر ككيان موحد بين شطري اليمن منتصف السبعينيات، قبل أكثر من عقد على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية. شارك في العديد من المؤتمرات, ومهرجانات الشعر العربي، ونشر شعره في بعض الدوريات العربية مثل: الموقف الأدبي, والثقافة اليمنية, واليمن الجديد. للراحل عدد من الأولاد أبرزهم مروان وزير الثقافة الحالي وأمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين والأكاديمي معن دماج والناشط السياسي مطيع دماج. ولدماج قصائد وكتابات متعددة حول الحركة السياسية والنقابية وحول طبيعة النظام السياسي وحظي بحضور واسع في الأوساط الأدبية والسياسية منذ منتصف الستينيات القرن الماضي . من قصيدة: أي كائن هو آخر القتلة الليل يهبط كل ثانية, زمانٌ من رحيل في العذاب الصمت سجن ناهض الأسوار ملتف على وجه المدينة.. والرعب يقتحم الشوارع وهي تبكي بالغبار. وعلى النفوس, على انهيار الكون في الغسق الذي لا ينتمي وجْلاء تضطرب النفوس