قدم وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، دليل براءة مصر مما أثير حولها من اتهامات بشأن موقفها المتعلق بسحب قرار يدين الاستيطان الإسرائيلى أمام مجلس الأمن. وقال كيري خلال كلمة له اليوم، للتعليق على امتناع بلاده عن التصويت، الأمر الذي أثار غضب الاحتلال الذي طالب واشنطن باستخدام حق "الفيتو" لعرقلة القرار، إن الولاياتالمتحدة كانت على علم مسبق بنية مصر والأردن وفلسطين تقديم القرار قبل عام وأبغلت إسرائيل بالأمر، وأنها -أمريكا- تحفظت على نص القرار العربي الذي قدمته مصر لإغفاله بعض الأمور المهمة المتعلقة بما أسماه "الإرهاب والتحريض" ومصير القدس، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية للتلويح لأعضاء مجلس الأمن بعرقلة القرار، وأن الرئيس باراك أوباما أكد أنه لن يحدد موقفه حتى يطلع على نصه النهائى. حديث وزير الخارجية الأمريكى على الرواية المصرية المتعلقة بالمخاوف التي طالتها من استخدام أمريكا حق "الفيتو"، بحسب ما وصلها نتيجة الاتصالات، الأمر الذي دفعها لسحبه مشروع القرار خشية عرقتله بالفيتو الأمريكى التي أصرت على إدارج ما اعتبرته إرهابا وتحريض من الفلسطينيين علاوة على رغبتها في حسم مصير القدسالمحتلة. وأوضح كيري في سياق كلمته، أنه لا يمكن لأي طرف أن يفرض رؤيته الأحادية للحل في الشرق الأوسط، قائلا: "لا يزال هناك طريق للأمام إذا كانت الأطراف المعنية مستعدة لذلك". يشار إلى أن نص القرار إدانة الاستيطان الصادر عن مجلس الأمن منطوٍ على نص، يقول: يجب تعزيز الصراع ضد الإرهاب عن طريق توسيع التنسيق الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين واستنكار الأعمال الإرهابية (عمليات المقاومة) بشكل واضح". وكان قد قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية الأسبوع الماضى ردا على التساؤلات بشأن أسباب سحب مصر مشروع القرار الخاص بالاستيطان من مجلس الأمن، إن القاهرة قررت طرح المشروع باللون الأزرق أمام مجلس الأمن فور إخطارها من الجانب الفلسطيني بانتهاء عملية التشاور حوله، إلا أنها طلبت المزيد من الوقت للتأكد من عدم استخدام حق الفيتو على المشروع. وأضاف المتحدث باسم الخارجية أنه على ضوء استمرار وجود احتمالات لاستخدام الفيتو على مشروع القرار، وتمسك الجانب الفلسطيني وبعض أعضاء المجلس بالتصويت الفوري عليه رغم المخاطر، فقد قررت مصر سحب المشروع لإتاحة المزيد من الوقت للتأكد من عدم إعاقته بالفيتو. جدير بالذكر، أن بعض الأطراف الإقليمية استغلت سحب مصر لمشروع القرار عقب اتصال هاتفى بين الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي، ووجهت اتهامات للقاهرة بتخليها على قضية الأمة ومارست انتهازية سياسية أثبت حديث كيري اليوم ادعاءات هذه الأطراف.