كانت نتائج الانتخابات البرلمانية في المرحلة الأولى صادمة للقوى غير الإسلامية، حيث انحازت النتائج نحو الإسلاميين وخاصة في جولة الإعادة على مقاعد الفردي، والتي حصد الإخوان في نهايتها 40 مقعدا، كما فازت الجماعة الإسلامية بمقعد جديد وفاز السلفيون بخمسة من المقاعد في الانتخابات الأولى بعد الثورة. وتبين عبر هذه الانتخابات الرغبة الحقيقية للشعب المصري في الحفاظ على ثورته وتحقيق أهدافها من خلال الإجماع الشعبي للإطاحة بكل شخص كان ينتمي للحزب المنحل، من الذين كانوا على رءوس أغلب قوائم الأحزاب الليبرالية وخاصة قائمة الكتلة المصرية.
فمثل هذه الأحزاب تعد المخططات حتى ولو كانت على حساب الوطن في مواجهة التيار الإسلامي والآن ونحن على أبواب المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية يعاد نفس السيناريو من مثل هذه الأحزاب، ونجد فلول الحزب المنحل على قوائمهم مرة أخرى رغم النقد الذي تعرضوا إليه خلال المرحلة الأولى.
تقول الدكتورة "حنان عبد الرحمن" أستاذة علم الاجتماع، إن كل من يشارك في إعادة الذين أفسدوا الحياة السياسية في النظام السابق يعتبر جزءا لا يتجزأ من النظام الذي قامت الثورة من أجل إسقاطه، ولا بد أن يراجعوا أنفسهم، فالثورة قامت من أجل إسقاط النظام والحزب الوطني المنحل وأعضائه، وأنا أرى أن إعادتهم يمثل ضربا للثورة المصرية في مقتل وترسيخا لأركان النظام الفاسد الظالم، وأقل شيء يمكن أن نفعله هو محاربة هؤلاء في كل مؤسسات الدولة، أما ما تفعله بعض التحالفات السياسية ليس منطقيا، لأنه كيف نحارب تيارا ببعض الفاسدين؟!
ويلقي الدكتور "عبد الله سلامة" أستاذ القانون الدستوري باللوم أولا على المحكمة الإدارية العليا التي خذلت الجميع بحكمها، الذي أعادت به الفلول إلى الحياة السياسية، وجعلتهم يترشحون من جديد في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة رغم أن هناك من الأدلة ما يكفي لعزل هؤلاء نهائيا وللأبد عن الحياة السياسية.
أما عن استخدام بعض الأحزاب لهؤلاء الأشخاص فيرى سلامة أنهم بذلك يدعون الوطنية وهذا يثبت أنهم ما جاءوا من اجل الإصلاح بل جاءوا من أجل سلطان زائل، مؤكدا أن الشعب سيختار ما في صالحه، وسيخذلهم في المرحلة الثانية كما خذلهم في الأولى، مشيرا إلى أنه من الغباء السياسي أن تعيد مثل هذه الأحزاب نفس السيناريو في المراحل الانتخابية القادمة.
ويقول الدكتور"محمد صالح" أستاذ العلوم السياسية: رغم أني غير مؤيد في أن ينفرد تيار بالأغلبية في البرلمان وكنت أتمنى أن يكون البرلمان معبر عن كل التيارات السياسية إلا أننى أنتقد بعض الأحزاب التي تعتمد على الفلول في رءوس قوائمها والتي وصلت إلى أنها استخدمت نسبة تمثل 50% من مرشحيها على هؤلاء الذين يسموا بالفلول.
وأضاف أن ما تعفعلة مثل هذه الأحزاب وعلى رأسها الكتلة المصرية لا يعبر عن إرادة الشعب، ويعتبر تواطؤا ضد الشعب ويشعرنا أننا ما زلنا نعيش تحت حكم مباركي آخر، فقد سقط مبارك والأحزاب تعيد رجاله من جديد ليبنوا معا إمبراطورية جديدة من الفساد.