اتهم حزب "القوات اللبنانية"، برئاسة سمير جعجع، جماعة "حزب الله" بالمسؤولية عن تأخير تشكيل حكومة رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري ، بسبب رفض الجماعة حصول حزب القوات على حقيبة وزارية سيادية. ويواصل الحريري اتصالاته ولقاءاته مع القوى السياسية، بهدف الانتهاء من تأليف الحكومة، والانطلاق في العمل على الملفات المزدحمة؛ بسبب فراغ رئاسي استمر أكثر من سنتين ونصف؛ وأدى إلى تعطيل عمل باقي المؤسسات الدستورية. وفي تصريحات لوكالة "الأناضول"، قال العميد متقاعد وهبة قاطيشا، مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية"، إن "الوزارات السيادية الأربعة (مالية، خارجية، داخلية، دفاع) تمّ توزيعها بين المسلمين والمسيحيين بالتساوي، حيث جرى التوافق على منح المسلمين حقيبتي المالية والداخلية، والمسيحيين الدفاع والخارجية، ورغم ذلك يضع "حزب الله" فيتو على تسلّم "القوات اللبنانية" أيا من الوزارات السيادية، كما رفض أيضا تولي "القوات اللبنانية" حقيبة الاتصالات رغم أن القوات لم تطلبها". ومستنكرا، تساءل مستشار جعجع: "من أعطى "حزب الله" الحق بالوصاية على لبنان.. القوات لا تُعقّد تأليف الحكومة، إنما من يعقد هذه العملية، هو الفريق الذي نال حقّه (يقصد حزب الله وحلفائه) ويرفض إعطاء القوات اللبنانية حقّها". واعتبر قاطيشا أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، يتحملان مسؤولية وضع "حزب الله" عند حدّه باعتبار أن حزب "القوات اللبنانية" مكوّن أساسي في التركيبة اللبنانية، ويحظى بتمثيل كبير لدى المسيحيين ويحق له الحصول على حقيبة سيادية". وتابع: "نتمنى أن تولد الحكومة البارحة قبل اليوم، لكن "حزب الله" أصرّ على موقفه، وهو يتعاطى بثقافة النظام السوري أيام الوصاية السورية على لبنان، وهذا أمر يرفضه اللبنانيون ويؤدي إلى تفكك الدولة". وأضاف قاطيشا أن "القوات اللبنانية تلقت عروضا بتولي وزارات أخرى، لكن رئيس الحزب (جعجع) متمسك بوقفه من أجل المبدأ، خصوصاً وأن "القوات اللبنانية" قدّمت تضحيات كثيرة في سبيل الدفاع عن لبنان والحفاظ على حريته وسيادته واستقلاله". من ناحيته، قال سليم عون، النائب السابق، عضو المجلس السياسي ب "التيار الوطني الحر" (يرأسه الرئيس عون)، إن "هناك تفاؤلاً كبيراً بقرب ولادة الحكومة". وأضاف عون، في تصريحات ل "الأناضول"، أنه "إذا لم تشكل الحكومة قبل عيد الاستقلال ( 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري)، فإنها لن تتأخر كثيرا، ولن يتجاوز موعد ولادتها آخر الشهر الحالي". وختم بقوله إن "العقبات الكبيرة تم تذليلها، وتبقى بعض العقبات الصغيرة التي ستُذلل خلال ثمانية وأربعين ساعة". وفور تكليفه، يوم 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بتشكيل الحكومة، تعهد الحريري بتأليف حكومة وفاق وطني. وجاء تكليف الحريري بعد استشارات نيابية أجراها الرئيس ميشال عون، وانتهت بتأييد غالبية النواب للحريري. وذلك ضمن اتفاق برلماني أفضى إلى انتخاب عون رئيسا؛ ما أنهى فراغاً رئيسا دام 29 شهراً. وحال تشكيل الحريري للحكومة الجديدة ستكون المرة الثانية التي يرأس فيها الحكومة، حيث كانت المرة الأولى بين عامي 2009 و2011، حين ترأس حكومة وحدة وطنية ضمت معظم الأطراف اللبنانيين، وأسقطها حزب الله وحلفاؤه، وعلى رأسهم ميشال عون بسحب وزرائهم منها.