رغم مرور 43 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، فإن الأعمال السينمائية التى تناولت أحداث الحرب تعد قليلة، وفى كل عام نحتفل فيه بذكرى أكتوبر تركز القنوات على خمسة أفلام فقط تتحدث عن الحرب، ويتم عرضها كل عام فى نفس الذكرى، وأصبحت أحداثها محفوظة في ذاكرة الجمهور، ولكن بالرغم من ذلك اعتاد الجمهور على مشاهدة هذه الأفلام بأحداثها لأنها تحكي عن تفاصيل الحرب وقوة وصلابة وذكاء الجنود المصريين فهم خير أجناد الأرض. حائط البطولات ولكن هناك فرق واختلاف هذا العام فقد قرر التليفزيون المصري عرض فيلم حائط البطولات الذي ظل ممنوعا من العرض لمدة عشرين عاماً، حيث سعى اتحاد الإذاعة والتليفزيون خلال الأشهر القليلة الماضية ونجح في محاولاته لإذاعة الفيلم على شاشة التليفزيون. الفيلم من إنتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون (قطاع الإنتاج) ونفذته شركة سفنكس فيلم وبدأ الإنتاج فيه عام 1997. يتناول فيلم "حائط البطولات" روح البطولة والفداء والتضحية لقوات الدفاع الجوى ودورها فى صد الهجمات الجوية لطيران العدو خلال فترة ما بعد نكسة 1967 وحرب الاستنزاف والاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة، كما يجسد العمل بعض الجوانب الاجتماعية للقوات المسلحة ومدى تحملهم من أجل الوطن فى ملحمة عسكرية ووطنية أبهرت العالم. الفيلم من تأليف إبراهيم رشاد وإخراج محمد راضى وبطولة محمود ياسين، فاروق الفيشاوى، أحمد بدير، خالد النبوي، حنان ترك، مصطفى شعبان، ندى بسيونى، سميرة محسن. أسباب منع عرضه قال محمد راضي مخرج فيلم "حائط البطولات "، أن أسباب منع عرض الفيلم لمدة 20 عاماً، هي أن هناك قرارات سيادية "غير معلنة" تسببت في وقف عرض الفيلم لأكثر من 20 عاماً، مشيرا إلى أن قرار الإفراج عن الفيلم جاء بعد تنفيذ تعديلات على المشاهد الحربية طلبتها القوات المسلحة المصرية وتتعلق بنوعية الأسلحة والصواريخ المستخدمة في الفيلم خلال تلك المرحلة التاريخية وعدم ظهور الرئيس الأسبق حسني مبارك في الفيلم بدور "البطل الأوحد" في حرب أكتوبر. وأوضح الفيلم تناول أدوار أبطال آخرين بدأوا الحرب في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وبدأوا التجهيز للنصر منذ هذا الوقت فيما يسمى بحرب "الاستنزاف"، وأن "تهميش الفيلم" تم بشكل "غير معلن"، ولم يظهر قرار رسمي بذلك, وأن المشير محمد على فهمى قائد القوات الجوية عام 1973 قام بالإشراف على المشاهد الحربية الواردة في الفيلم. الأفلام التي عرضت كان لكل فيلم يعرض تفاصيل عن حرب أكتوبر المجيدة طابعه الخاص وأحداثه المختلفة التي تجذب الجمهور بشكل أو آخر، فلم تقتصر الأفلام فقط على أحداث حرب أكتوبر فقط ولكن ما قبل الحرب أيضاً، ففيلم "الطريق إلى إيلات" أكبر دليل على ذلك. الطريق إلى إيلات هو فيلم مصري روائي إنتاج عام 1993، أخرجته المخرجة المصرية إنعام محمد علي، قام بكتابة السيناريو والحوار فايز غالي، الفيلم من النوع الحربي، تدور أحداث الفيلم إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر، بالتحديد في شهر يوليو، يتناول الفيلم الغارات المصرية على ميناء إيلات الإسرائيلي، وهي العمليات التي نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصري، حين هاجموا ميناء إيلات الحربى وتمكنوا من تدمير سفنتين حربيتين هما بيت شيفع وبات يم والرصيف الحربي (السفينتان كانتا تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء)، ثم عودة هؤلاء الضفادع سالمين بعد إتمام مهمتهم بنجاح، بخسارة قتيل واحد، والفيلم هو الأخير للفنان الراحل صلاح ذو الفقار، شارك في العمل كل من الفنان عزت العلايلي، نبيل الحلفاوي، محمد الدفراوي، هاني كمال، محمد سعد، علاء مرسي، سليمان عيد، وعبدالله محمود. الرصاصة لا تزال في جيبي يعتبر من أشهر الأفلام التى تتم مشاهدتها في ذكرى حرب أكتوبر كل عام، تدور أحداث القصة حول المجند في الجيش المصري (محمد)، حيث يعود من غزة بعد نكسة عام 1967، وخلال فترة إقامته في غزة الفلسطينية لدى أحد الفلسطينيين الذين يساعدون الجنود على الإختباء ويتعرف على أحد الأشخاص ولكنه شك في ولاءه لإسرائيل، وبعد عودته إلى قريته، يتفاجئ بطلب (عباس) رئيس الجمعية التعاونية الزواج من محبوبته وابنة عمه (فاطمة)، لكن عباس كانت لديه أهداف دنيئة فقام بالاعتداء على فاطمة وهرب من القرية، احتفظ محمد برصاصة في جيبه بهدف الانتقام من عباس ردًا لشرفه وشرف ابنة عمه. الوفاء العظيم وقدمت نجلاء فتحى أيضًا فى عام 74 فيلمًا آخر عن الحرب ولكن بشكل مختلف بعنوان "الوفاء العظيم" مع المخرج حلمى رفلة، وشارك فى بطولته محمود ياسين، وكمال الشناوى، وسمير صبرى، حيث حكى العمل عن المجندين عادل وصفوت الذى يكتشف كل منهما حبهما لولاء أثناء لقائهما فى حرب أكتوبر وبعد النصر يعودان لينسحب عادل من حياتها ويسعى لإتمام زيجتها مع صفوت بعد أن يقنع والدها بذلك. وحاول المخرج حلمى رفلة الذى فضل تقديم فيلم عن الحرب فى إطار رومانسى اجتماعى، حيث تخلل العمل العديد من المعارك الحربية التى تم تنفيذها، وبعدها بعام فى 1975 قدمت السينما المصرية فيلمًا آخر عن الحرب بعنوان "حتى آخر العمر" الذى كتب قصته يوسف السباعى وقدم خلاله محمود عبد العزيز أولى بطولاته السينمائية، بمشاركة نجوى إبراهيم وعمر خورشيد، فيلم "العمر لحظة" بطولة ماجدة الصباحى، وشاركها بطولته أحمد مظهر ونبيلة عبيد وناهد شريف وأحمد زكى ومحمد خيرى. العمر لحظة أما فيلم "العمر لحظة" بطولة الفنانة ماجدة وأحمد مظهر وإيهاب نافع، وناهد شريف، فقد تم إنتاجه عام 1968. وتدور قصة الفيلم حول، في أعقاب حرب يونيو 1967، تعيش الصحفية نعمت الجانب الساخن من حياتها، مع زوجها عبد القادر رئيس تحرير إحدى الجرائد التي تعمل بها محررة وعبثة بمقدرات كثيرة، منها: مقالاته التي تدعو إلى اليأس أثناء الحرب مع إسرائيل، وفى الليالي يصاحب النساء، بينما آمنت نعمت بأن العمل الوطني هو مفتاح شخصية المرء. لذا اهتمت بالعمل التطوعي في إحدى المستشفيات؛ فتتعرف على مجموعة من المقاتلين ومنهم محمود ضابط الصاعقة الذي يعاني من متاعب مع زوجته، وآخرين وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن، صارت نعمت تحمل رسائلهم وتحل مشاكلهم. وتسافر إلى الجبهة لرفع الروح المعنوية، تكتب عن الأمل والطموحات المشرقة في عيون الأبطال الجدد، تكتب عن معارك الاستنزاف، إلى أن تنشب حرب أكتوبر ويستشهد الكثيرون ممن عرفتهم نعمة، وصنعوا مجد بلادهم بدماء غالية، وبعد الحرب يكون اللقاء جديدًا بين نعمت ومحمود، بعد أن انفصلت عن زوجها. أبناء الصمت ويعد أيضًا من أهم الأفلام التى تناولت تلك المرحلة من تاريخ مصر فيلم "أبناء الصمت"، الذى قدم عام 1974 شارك فى بطولته محمود مرسى، وميرفت أمين، ونور الشريف، ومحمد صبحى، وسيد زيدان، وبعده بسنوات حاول بعض المخرجين تقديم أفلام لها علاقة بحرب أكتوبر، بالرغم من الصعوبة الإنتاجية وكان منها فيلم "الطريق إلى إيلات" أنتج فى 1993 شارك فى بطولته عزت العلايلى ونبيل الحلفاوى وعبدالله محمود ومادلين طبر. تظل هذه الأفلام من العلامات المضيئة في تاريخ السينما المصرية وتعتبر من مظاهر الاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر المجيدة.