اهتمت الصحف الغربية الصادرة اليوم الاربعاء بتداعيات الأحداث فى سوريا ودخولها فى حرب مفتوحة واهتمام العالم بها ، كما تناولت قيام وزارة الخارجية الامريكية بافتتاح سفارة افتراضية على الانترنت للتواصل مع الشعب الايراني . الأزمة السورية وأشارت صحيفة " الديلي تليجراف" البريطانية أن سوريا قد تنزلق الى حرب مفتوحة مع وقوع اشتباكات على الحدود التركية ، حيث اتهم النظام السوري تركيا بارسال مجموعة ارهابية مسلحة تضم 35 شخصا من تركيا الى الاراضي السوري،أحبطتها قوات حرس الحدود. ونقلت الصحيفة عن وسائل الإعلام الرسمية فى سوريا ان بعض من عبروا الحدود أصيبوا وفروا عائدين الى تركيا حيث تلقوا مساعدة من الجيش التركي وأضافت أن الجرحى نقلوا في عربات عسكرية تركية.
أضافت الصحيفة أنه لم تحدث أي اصابات أو خسائر في وحدات حرس الحدود ،كما حذروا مواجهة كل من يفكر أو تسول له نفسه المساس بأمن سوريا والمواطنين السوريين.
واستطردت الصحيفة ان تركيا وفرت قاعدة وغطاءا دبلوماسيا لجيش سورية الحر، الذي يضم منشقين عن الجيش السوري، ولا يعتقد ان هجوما بمثل هذا الحجم في سوريا يمكن ان يتم دون علم تركيا به على الاقل.
وقالت تركيا ان الامر قد يستلزم اقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا البالغ طولها 900 كيلومتر، اذا أدى العنف الى نزوح جماعي لسوريين فرارا من المدن. ومن المعتقد أن جيش سوريا الحر الذي يضم منشقين على الجيش السوري ومعارضين للاسد يقوم بتهريب مقاتلين وأسلحة الى سوريا من تركيا لشن هجمات على القوات الموالية للاسد. جدير بالذكر أن العلاقات بين سوريا وتركيا تدهورت منذ أن بدأت حكومة الرئيس بشار الاسد استخدام القوة لقمع انتفاضة شعبية.
اما صحيفة "كراسنايا زفيزدا" الروسية قالت إن سوريا أصبحت في بؤرة اهتمام العالم العربي بعد انتهاء المرحلة الرئيسية من العملية العسكرية في ليبيا، مشيرة الى ان القوى الخارجية نفسها التي وقفت وراء الإطاحة بمعمر القذافي تبذل جهدا الآن لتغيير السلطة في دمشق.
وقالت الصحيفة، فى موقعها الالكترونى تحت عنوان "سوريا بين فكى كماشة" ، ان مراقبين مستقلين يرون أن إيران ستغدو أكثر عرضة لخطر الحرب في حال الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد .
ويدرك سياسيون في بلدان تجاور سوريا خطورة هذه التوقعات ، وقد أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، على سبيل المثال ، عن تأييده غير المباشر لبشار الأسد حين قال إن سقوط النظام السوري سيؤدي إلى حرب في الشرق الأوسط .
ونقلت الصحيفة عن وسائل اعلامية قولها انه يجري نقل مقاتلين ممن قاتلوا قوات القذافي في ليبيا إلى أراضي سورية . طبول الحرب وعن الأوضاع فى ايران فقد نشرت صحيفة "الديلي تلجراف" تقريرا طريفا عن قيام وزارة الخارجية الامريكية بافتتاح سفارة افتراضية على الانترنت للتواصل مع الشعب الايراني.
ومنذ ازمة احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية في طهران بعد الثورة الاسلامية عام 1979 والعلاقات الدبلوماسية بين واشنطنوطهران مقطوعة.
وللبعثة الدبلوماسية الافتراضية صفحة بالانجليزية وصفحة بالفارسية توضحان سبب اللجوء لهذه الطريقة للتواصل مع الايرانيين.
وفي رسالة مصورة بالفيديو على الموقع تقول وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الهدف هو تعويض الخسارة المادية منذ اغلاق السفارة في طهران.
وتقول افتتاحية صفحة السفارة الاليكترونية: "هذا الموقع ليس بعثة دبلوماسية رسمية ولا يمثل سفارة امريكية حقيقية لدى الحكومة الايرانية لكن في غياب الاتصال المباشر يمكن ان يكون جسرا بين الشعبين الامريكي والايراني".
والى جانب رسالة كلينتون المصورة وتقديم الصفحة، ينشر الموقع روابط لمقابلات كلينتون مع اذاعات فارسية وكلمة اوباما بمناسبة العام الفارسي الجديد الموجهة للشعب الايراني بالاضافة الى اخبار اخرى ومعلومات حول كيفية الحصول على تاشيرة الولاياتالمتحدة والدراسة فيها.
وكانت الخارجية الامريكية اطلقت مطلع العام اول حساب لها على موقع تويتر باللغة الفارسية وصفحة على موقع فيسبوك، توفر اخبارا عن السياسات الامريكيةللايرانيين وتطلب تعليقاتهم. وليست تلك المرة الاولى التي تقوم فيها واشنطن بهذا الاجراء كما يذكر تقرير التلجراف، اذ سبق ان اطلقت قنصلية افتراضية لمدينة بنغالور الهندية وكذلك موقعا للصومال.
ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا للممثل الكوميدي والمخرج البريطاني تيري جونز حول "من يدق طبول الحرب على ايران".
يخلص المقال، بعد مقدمة تاريخية عن تاريخ المرتزقة منذ القرن الرابع عشر، الى ان شركات السلاح والخدمات الامنية هي التي تدق طبول الحرب على ايران.
ويقول انه في مطلع القرن الحالي تراجع الطلب على شركات السلاح وشركات الحرب الخاصة، مثل بلاكووتر، بعد انتهاء الحرب الباردة.
ثم يقول جونز ان تلك الشركات تنفست الصعداء وحمدت الله لوجود صدام حسين، اذ ان حرب العراق شهدت الى جانب استهلاك السلاح عقودا هائلة مع شركات المرتزقة.
والان، وبعد مهاجمة السفارة البريطانية في طهران، يدق المجمع العسكري الصناعي طبول الحرب على ايران.
وينقل الممثل والمخرج ما كتبه الصحفي الامريكي المخضرم سيمور هيرش في مجلة "نيويوركر" عن ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير بشأن ايران لم يقدم ما يثبت ان ايران تصنع سلاحا نوويا.
كما ان كل كميات اليورانيوم منخفض التخصيب في ايران معروفة ومحددة مواقعها.