أصحاب المصانع: قبل النقل على الحكومة توفير مسكن للعامل محافظة القاهرة: 68 مصنعًا جاهزين للنقل رئيس شعبة الدباغة: "محدش يقدر يقول للحكومة لا" منذ أن أعلنت الحكومة المصرية في أبريل 2012 عن اعتزامها نقل المدابغ من مصر القديمة إلى منطقة الروبيكي، لم يتم تفعيل القرار حتى الوقت الحالي، إلا أن هناك أخبار تفيد أن ذلك سيتم تفعيله ابتداء من يوليو 2017. في منطقة مصر القديمة، حيث مصانع المدابغ، توجد 1450 وحدة سكنية، وعدد المدابغ يصل إلى 1066 ورشة ومصنعًا، فضلًا عن عدد المحلات التي تصل إلى 205 محل، ويزيد عدد العاملين بهذه المدابغ على عشرة آلاف عامل، كما تبلغ المساحة المستهدف إخلاؤها 271 ألف متر مكعب. تنقلت شبكة الإعلام العربية "محيط" بين الورش والمصانع بمنطقة المدابغ بمجرى العيون في مصر القديمة، واستمعت إلى الأراء، وخرجت بالحصيلة التالية: بداية وصف أيمن إسماعيل، أحد العمال بمصانع المدابغ، مهنة الدباغة قائلا: "الدباغة عمل شاق يحتاج إلى الصبر و القدرة على التحمل المتاعب، والبيئة التي نعيش فيها، مهنة تورثنها من أجددنا.. ومصدر رزق جيد؛ إلا أنه تأثر في المرحلة الأخيرة نتيجة ارتفاع الدولار، وسيطرة أصحاب المصانع الكبيرة على السوق". النقل لا يمثل أزمة وبدوره قال محمد شكري، مالك أحد مصانع الغراء، إن نقل المدابغ لمنطقة الروبيكي لا يمثل أزمة ولكن على الحكومة توفير كافة احتياجات المعيشة الخاصة بالعمال من مسكن ومستشفيات. وأكد خلال حديثة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أنه من الصعب نقل المعدات إلى منطقة الروبيكي، نظرا لأن المعدات قديمة لا تصلح أن تعمل في منطقة حديثة ومتطورة، فالهدف من نقل المدابغ زيادة الصادرات من الجلود وإحداث طفرة وتطور بها، كما من الصعب إخراج الآله من المصنع، لذلك سوف تعتمد معظم المصانع على المعدات التي توفرها الحكومة. وأشار إلى أن استلام معدات من الحكومة سوف يرهق صاحب المصنع من دفع وتسديد أقساط القروض التي ستفرض عليه. إهدار حق العامل من جانبه قال سامي شمس، مهندس كيمائي، إن قرار الحكومة بنقل المصانع سوف يهدر حق العامل الذي ليس له مصدر دخل آخر غير العمل في الدباغة، مؤكدًا أن الكثير من المصانع سوف تكتفي بالتعويض وتنتهي مشوار الدباغة الأمر الذي يترتب عليه تسريح العمال وانقراض المهنة. وأضاف في تصريحات خاصة ل"محيط"، أن الذي وافق على هذا القرار هم ثمانية مصانع وهم الكبار في المدابغ والذين لهم مصالح بالخارج ولديهم القدرة على تصدير بضائعهم، عكس المصانع الصغيرة التي تعمل محلي، وليس لها المقدرة على النقل ودفع تكاليف. مسكن ملائم فيما طالب عاشور رجب، صاحب أحد المدابغ، بضرورة توفير مسكن ملائم لكل عامل في المدابغ، وذلك حتى يكون له المقدرة على النقل، مؤكدا أن النقل بدون سكن سيعمل على دفع تكاليف باهظة بالإضافة إلى إهدار الوقت، حيث يستغرق الطريق أكثر من ثلاثة ساعات. وأضاف أن يومية العامل 60 جنيه، إلا أنها لا تكفيه علاج و مسكن و طعام، ومع القرار نقل لم تكفيه تلك اليومية، مؤكدًا أن العامل لا يستطيع العيش" في ظل هذه الظروف "الحياة أصبحت صعبة عليه.. وسوف تزداد إذا تم تنفيذ قرار النقل"، بحسب قوله. لا تستطيع معارضة الحكومة وقال حمدي حرب، رئيس شعبة الدباغة باتحاد الصناعات، إن هناك مطالب يجب أن تنفذ قبل بدء النقل من أجل راحة العامل البسيط، من أبرزها توفير شقق سكانية، نادي اجتماعي، مدرسة، أي مدينة تكاملية تشجع العامل على النقل. وأضاف في تصريحات ل "محيط": " لا أحد يستطيع الاعتراض على النقل .. حد يقدر يقول للحكومة لا"، مؤكدا أنه من القرارات الصعبة على العامل هي أن يترك منطقة تعتبر قريبة من وسط البلد وجاردن سيتي وينقل إلى الصحراء. وأشار إلى أن الحكومة سوف توفر معدلات جديدة بالروبيكية مقابل قروض ميسره الدفع، كما تعطي تعويض عن كل متر 2310 جنيه. وعن تخوف من سيطرة بعض أصحاب المصانع على سيطرة البدو على الدباغة، أكد أن ذلك لم يحدث، لآن الدباغة تحتاج إلى معدات وآلات كبيرة، لا يمتلكها البدو وبعيدة عن مجال عملهم. 68 مصنعًا جاهز للنقل وبدوره أكد خالد مصطفى، المتحدث باسم محافظة القاهرة، أنه جاري حاليا حصر عدد المصانع والتي تزيد عن 1000 مصنع، والمقرر نقلها إلى منطقة الروبيكي، لتحديد تكلفة التعويضات التي سوف تدفع لهم، من خلال لجنة مكونة من محافظة القاهرة والحي ووزارة الصناعة وهيئة التنمية الصناعية. وأضاف خلال حديثه لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن هناك 68 مصنع جاهز للنقل، مؤكدا أنه جاري التنسيق مع وزارة الإسكان لتوفير وحدات سكانية للعمال. تعويضات وقال اللواء إسماعيل جابر، رئيس هيئة التنمية الصناعية، إن الهيئة منحت فرصة سنة كاملة لأصحاب المصانع بمنطقة المدابغ بمجرى العيون، على أن تتم عمليات النقل المرحلة الأولى في يوليو 2017 القادم. وأضاف في تصريحات خاصة ل "محيط"، أن هيئة الصناعة بالتعاون مع محافظة القاهرة سوف تتولى تسليم منطقة مجرى العيون خالية من مصانع المدابغ، وذلك عن طريق تقديم تعويضات للذين لا يريدون النقل وإنهاء عملهم بتلك الصناعة أو عن طريق نقل المصانع إلى الروبيكي، مشيرا إلى أن نسبة التعويضات عن المتر الواحد 2310 جنيه. وأوضح أن النسبة التقريبية لعدد المصانع هناك تقدر أكثر من 900 مصنع، لافتا إلى أن عملية النقل ضرورية لتنظيف المكان وعمل منطقة صناعية آمنة فيها كافة الاستعدادات. وأشار إلى أنه تم تخصيص شقق سكانية لكل مصنع بالإسكان الاجتماعي، لافتا إلى أن عملية النقل ستتم على ثلاثة مراحل المرحلة الأولى تتضمن 160 فدان، والثانية 116 فدان. وعن عوامل الأمان في منطقة الروبيكي، أكد أن المنطقة آمنة وفيها كافة الاستعدادات للعيش من نقطة شرطة وإسعاف ومستشفى ومدارس.