أنقرة : رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الأحد مجددا إجراء انتخابات عامة مبكرة وفقا لمطالب أحزاب المعارضة. وقال أردوجان في لقاء مع التليفزيون الرسمي التركي إن الانتخابات ستعقد في موعدها العام المقبل وليس قبل هذا الموعد مادامت لا توجد موانع تحول دون اتمام مدة الأربع سنوات الدستورية للبرلمان الحالي. وانتقد رئيس الوزراء التركي دعوات الأحزاب العلمانية والقومية إلى إجراء الانتخابات في وقت ما من العام الحالي ، واصفا إياها بأنها "دعوات غير حقيقية ولأغراض انتخابية". من جهتها ، أصرت أحزاب المعارضة على مطلبها بعقد انتخابات تشريعية مبكرة لكي تحول دون إجراء تعديلات دستورية قد تمنح الحزب الحاكم أفضلية في الانتخابات العامة المقبلة وتزيد من قبضته على السلطة وهي اتهامات رفضها أردوجان ، قائلا: "لن أتمسك بالكرسي إذا فشل في نيل ثقة الشعب". وتسعى الحكومة الحالية لإدخال تعديلات جزئية على دستور البلاد تتوخى توسيع نطاق الحريات العامة وتشديد البنود المتعلقة بحظر الأحزاب السياسية وزيادة عدد أعضاء المحكمة الدستورية أبرز معاقل العلمانيين. وسبق لأردوجان أن رفض إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها في يوليو عام 2011 ، مؤكدا عزمه إكمال مدة حكومته الحالية وذلك لأول مرة منذ وصول حزبه (العدالة والتنمية) إلى السلطة مرتين في غضون ثماني سنوات. وشكل حزب "العدالة والتنمية" ذو الجذور الإسلامية برئاسة أردوجان حكومتين الاولى في عام 2002 لكنها لم تكمل مدتها القانونية بسبب ازمة انتخاب رئيس البلاد ما حدا بالحكومة حينها الى الدعوة لانتخابات مبكرة لم تلبث ان اوصلت الحزب الحاكم الى السلطة مجددا وبدعم شعبي غير مسبوق. يذكر ان رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض دينيز بايكال اتهم اردوجان بأن سياساته في السلطة خلفت ازمة بين مؤسسات الدولة واجراء انتخابات مبكرة هو المخرج الوحيد لهذه الازمة.