تواجه المرأة العديد من التحديات خلال فترة الحمل، سواءً كانت تغيرات جسدية أو تحديات عاطفية، وقد تستمر بعض الوقت أو إلى الأبد أحياناً، تبعاً إلى مدى تأقلمها مع التغيرات وقدرتها على المقاومة. بعض السيدات يعتبرن تلك التغيرات تضحياتٍ طبيعية مقابل الأمومة، ومن ضمنها تغير شكل جسمها، إذ ترى استحالة استرجاع شكلها الطبيعي مرةً أخرى، لكن في الحقيقة، الأمر ليس مستحيلاً فاسترجاع القوام الممشوق وإنقاص الوزن يمكن باتباع بعض الخطوات كالتالي، حسب صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية: 1- "تأكلين لاثنين".. أكبر خطأ! هناك اعتقاد خاطئ أن كون المرأة حاملاً يعني أنه مسموحٌ لها بتناول كل الأطعمة بالقدر الذي تشاء، والأخذ بعبارة شائعة خاطئة بالمرة وهي "أنت لا تأكلين وحدك، أنتما اثنان الآن"، وهذا الاعتقاد سبب في زيادة وزن بعض النساء 6:15 كيلو جرامات على الأقل خلال فترة الحمل. وعلى عكس الجملة الشهيرة، فقد أثبتت دراسات أن الأمهات اللاتي تأكلن بكميات كبيرة أثناء فترة الحمل، يزيد هذا من خطر انخفاض معدل الذكاء واضطرابات الطعام والذهان لدى أطفالهن، فمن الهام توخي الحذر وعدم الاستسلام لرغباتك، والابتعاد عن تناول الأطعمة الدهنية والحلويات، واستبدالها ببدائل صحية مثل الفواكه والخضروات. 2- الأطعمة الممنوعة والأخرى الصحية لا تظني أن فقدان وزنك الزائد سيتم عن طريق ريجيم قاسٍ، فالأفضل أن تتبعي نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على كافة المواد الغذائية والبروتينات والألياف والفيتامينات، وأن تتناوليها في أوقات مناسبة، ويمكن أن تجعلي بعض الوجبات الخفيفة الصحية وجبة أساسية لديك، مثل الحليب قليل الدسم والزبادي، التي تساعد أيضاً على خسارة الوزن، إذ أظهرت الدراسات أن الكالسيوم الموجود بالحليب يمكن أن يساعد على خفض الوزن عن طريق منع الهرمونات التي تسمح للجسم بتحزين الدهون. الأطعمة التي تحتوي على نسبة وفيرة من الألياف كالتين والزبيب، فهي تساعد على ملء المعدة، كما تساهم في تسهيل عملية الهضم، فحاولي وضعها على قائمة وجباتك، وبجانب ذلك، حاولي التخلي عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ورقائق البطاطس، وعليكِ إدراك أنك في فترة حرجة، تحتاجين للطاقة كما يحتاج رضيعك إليها، لذا فالتوازن هو الحل الأمثل. 3- لجسمك الحق في فترة نقاهة مرت فترة الحمل بسلام، ووجدتِ أنكِ كسبت وزناً زائداً بسبب ترك نفسك ضحية لشهيتك المفتوحة، ما الحل حينها؟.. هل تبدأين حمية غذائية صارمة للتخلص من تلك الدهون الزائدة؟ أو تمارسين التدريبات الرياضية الشاقة؟. الجواب هو لا، فهذه الخطوة قد تكون خطيرة، فمازال جسمك يمثل للشفاء ويحتاج المزيد من الوقت للتعافي واستعادة نشاطه الطبيعي، وقد تصل تلك الفترة إلى نحو 12 أسبوعاً أو أكثر، ومن الهام جداً تجنب خفض السعرات الحرارية الطبيعية أو ممارسة تمارين شاقة حتى تمام التعافي من عملية الولادة. 4- ماذا عن التمارين الرياضية؟ ممارسة الرياضة بشكل منتظم بعد الولادة يساعدكِ على العودة إلى وزنك قبل الحمل بسرعة أكبر، وفي العادة تكون التمارين بسيطة مثل المشي، والتمارين الرياضية المائية، واليوغا، والركض، وركوب الدرجات، ما يساعد على التخلص من بعض تبعات الولادة الأخرى، مثل المساهمة في تخفيف آلام الظهر، وتشنجات الساق، والإمساك، وتحسين النوم، والحالة المزاجية السيئة، وما ينتج عنها من تبعات سلبية مثل اكتئاب ما بعد الولادة، كما ستساعدكِ على مواجهة تحديات المرحلة الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن أداء التمرينات الرياضية أثناء فترة الحمل سيكون عاملاً مساعداً في تسهيل فقدان الوزن بعد الولادة وعودة الجسم إلى شكله الطبيعي، ويُمكن الاستعانة بأمهات جديدات وتكوين مجموعة تمارسن الرياضة سويًا لتشجعنَّ بعضكن وتداومنَّ على ممارستها. لكن لابد قبل ممارستها من التأكد من استعداد الجسم وأنها لن تسبب تفاقماً في النزيف، ويمكن ذلك بالمشي أو أي رياضة بسيطة لمدة قليلة تزداد تدريجيًا إذا استجاب الجسم لها دون آثار سلبية. 5- الرضاعة تساعد في إنقاص الوزن هل تعلمين أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون إحدى الطرق التي تساعدك على إنقاص الوزن الزائد الذي اكتسبته في فترة الحمل، إذ تجعلك تفقدين 300:500 سعرة حرارية في اليوم، هذا علاوةً عن كونها أكثر صحية لأطفالك، عليك الأخذ في الاعتبار أن الرضاعة تحتاج إلى أن تتناولي طعاماً يحتوي على سعرات حرارية زائدة لتعويض المفقود منك، لكن لا يعني ذلك تناول كل ما تريدين وتشتهين، لابد من الاعتدال باتباع نظام غذائي سليم. عليك الانتباه إلى أن إيقافك الرضاعة الطبيعية والبدء في استخدام مكمل غذائي لطفلك سيترتب عليه انخفاض حاجاتك من السعرات الحرارية وانخفاض فقدها أيضاً، ووقتها ستكونين بحاجة ماسة إلى إعادة ضبط نظامك الغذائي. 6- النوم الكافي يخفض الوزن لا يخفى عن أحد، مواعيد الأطفال العجيبة في النوم، ويرجع ذلك إلى عدم قدرتهم على التمييز بين الليل والنهار، وهذا يعني أنك ربما تظلين طوال الوقت مستيقظة، ولا تجدين وقتاً للراحة، وتقطعين فترات النوم، وهذا بالتأكيد يعود بالضرر على عملية التمثيل الغذائي لجسمك، ما يزيد من صعوبة إنقاص الوزن، لذلك يكون من الهام جدًا أن تستعين الأم بشخصٍ ما يعاونها في رعاية طفلها لتحصل على قدر كافٍ من الراحة والنوم. 7- عودة جسمك لطبيعته لن يحدث بين ليلة وضحاها سيصعب عليكِ إعادة جسمك لشكله الطبيعي وفقدان الوزن الزائد، خاصةً إذا بالغت في تناول الطعام خلال فترة الحمل، وزاد جسمك بدرجة كبيرة، وبشكلٍ عام، ليس عليكِ التسرع في محاولة فقدان الوزن فأنتِ لم تكتسبي هافي يومٍ وليلة لتفقديه بهذه السرعة، ولو استطعتِ فقدان الوزن ستظل مشكلة البطن لفترة أطول، لذلك عليكِ تقبل وتفهم الأمر، والاستمرار على النظام الغذائي الصحي، مع المداومة على ممارسة الرياضة الخفيفة غير المرهقة، لضمان الاستمرار عليها. من المهم جداً الأخذ في الاعتبار أن استعادة القوام يختلف من سيدة لأخرى لأسباب عديدة تتعلق بالهرمونات وبنية الجسم، لذلك يجدر بك سيدتي أن تمنحي جسدك المدة الكافية والوقت الذي يحتاج حتى يعود لطبيعته.