أثار تغطية خريطة فلسطين التاريخية على جدران مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بغزة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون داخل المدرسة غضبا فلسطينيا واسعا على إدارة المنظمة الدولية. وعبر سياسيون وهيئات وصحفيون ونشطاء فلسطينيون عن استيائهم مما اعتبروه قيام إدارة وكالة (الأونروا) بتغطية خريطة فلسطين التي كانت معلقة داخل مدرسة الزيتون الابتدائية المشتركة بحي تل الهوا غرب مدينة غزة. ونشر نشطاء صورة لخريطة فلسطين، وقد تم تغطيتها بقماش أبيض تزامنا مع عقد بان كي مون مؤتمره الصحفي في المدرسة التابعة للأونروا. ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش وكالات الأنباء والصحفيين ومنتجي الأخبار والصور أن يعيدوا مونتاج المؤتمر الصحفي الذي عقده بان كي مون وأن يظهروا خريطة فلسطين في الخلفية كما هي، ردا على تغطية الخريطة أثناء مؤتمر من وصفه ب "شريك إسرائيل" في العدوان على غزة وحصارها منذ 10سنوات. وطالب البطش بإثارة الموضوع على أعلى مستوى شعبي، داعيا السلطة الفلسطينية إلى عدم استقباله برام الله ردا على ذلك والإصرار على وضع الخريطة في مؤتمر صحفي أو لقاء يجريه "هذا المرتجف" برام الله (حسب وصفه). ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صباح اليوم إلى قطاع غزة، عبر معبر "إيرز" الخاضع للسيطرة الإسرائيلية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية الصعبة للمواطنين في ضوء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عشر سنوات. وعقد الأمين العام مؤتمرا صحفيًا في مدرسة الزيتون الابتدائية المشتركة الواقعة بمنطقة تل الهوا غرب غزة، وهي المدرسة التي تم فيها تغطية خريطة فلسطين بقطعة قماشية بيضاء. بدورها، أدانت اللجان الشعبية للاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية - بشدة - ما وصفته العمل (المشبوه والمخزي) الذي نفذته ما قالت عنه جهة من الطابور الخامس في وكالة الغوث من خلال تغطية وإخفاء خريطة فلسطين التاريخية أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة" بان كي مون" لمدرسة تتبع مؤسسات الوكالة العاملة وذلك حتى لا تثير قلقه وغضبه وتعكر زيارته لغزة وحتى لا تظهر أمام وسائل الإعلام. وقالت اللجان الشعبية - في بيان - إنها "تستغرب من هذا العمل المشين المخزي خاصة وأنه في مرات سابقة كان لعدد من الأمناء العامون للأمم المتحدة زيارات وكانت الخريطة موجودة ولم يسجل أي أحد منهم أي اعتراض لأن وجود الخريطة لا يتعارض سياسيا مع حق عودة اللاجئين لأنها تضم بلدات وقرى ومدن أقرت الشرعية الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة بالعودة إليها". وتساءلت عن الخلل في وجود هذه الخريطة في مؤسسات اللاجئين ؟ مطالبة بتقديم اعتذار فوري عن ذلك. من جانبه، نفى المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة تغطية الخريطة أثناء مؤتمر بان كي مون. وقال أبو حسنة - في تصريح صحفي "انه أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزيارة إحدى مدارس الأونروا لم يتم تغطية خريطة "فلسطين الانتدابية التاريخية" وانه زار المدرسة والخريطة غير مغطاة". وأضاف انه لم تكن هناك أي تعليمات من أي مسؤول في الاونروا لتغطية الخريطة وان وجودها لا يمس حيادية الأونروا.