قال د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أننا بحاجة لمواجهة أربع تحديات لتجديد الخطاب الثقافى ، هم الاستبداد ، والفقر ،والتعليم ، والخطاب الدينى . جاء ذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى لملتقى القاهرة الدولي لتجديد الخطاب الثقافي بمشاركة د.جابر عصفور، د.شاكر عبد الحميد، د. وفاء صندى، والكاتب واسينى الأعرج ، وأدارها الكاتب الصحفى حلمي النمنم . وقال عصفور عن التحدى الأول إن الخطاب الثقافى لا يزدهر فى ظل الاستبداد ، و الحرية بعيدة بشكل كبير عن عالمنا العربي الآن ، والتحدى الثانى الفقر نجد 40%من السكان في مصر يعيشون تحت خط الفقر ، أما التعليم وهو التحدى الثالث فهو يعانى من تدهور كبير ، مشيرا أن الحكومة حتى الآن لم تفلح فى هذا التحدى ، واستعاد عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واهتمامه بالتعليم وإرسال البعثات ،حتى نكسة 67 عندما توقفت البعثات ، وبدأ التعليم فى التدهور ، وضرب مثالا بأهمية الثقافة فى التنمية عندما نهض مهاتير محمد بماليزيا بتحسين جودة التعليم . أما التحدى الرابع فهو الخطاب الدينى الذى أعده عصفور كارثيا ، قائلا إن مؤسسة الأزهر نفسها لا يوجد بها سوى قلة من الأصوات المستنيرة ، مطالبا بمراجعة كتب الأزهر الفقهية ، مضيفا : أن ما يدرسونه من كتب فقهية متأخرة ، كما أشار لقضية إسلام البحيرى وما حدث له على يد مشايخ الأزهر عندما تحدث عن الكوارث الموجودة فى البخارى ! وأشار عصفور بأن إصلاح الخطاب الدينى غير منوط بالأزهر فقط ، مطالبا بخروج حلقة إصلاحية من داخل الأزهر . كما انتقد الخطاب الدينى قائلا أنه يحض على كراهية الأقباط ، وأ يرفض مدنية الدولة ، ضاربا مثال بما حدث فى وثائق الأزهر الأربعة وكتابة الدستور ، من رفض جملة دولة مدنية ديمقراطية حديثة . أما عن ميزانية وزارة الثقافة ، فقال عصفور أن نصيب المواطن من الثقافة قرش صاغ ونصف فى الشهر ! ، موضحا أن دعم الثقافة يبدأ بالدعم المادى ، وعمل قوافل ثقافية وفنية ودعم دور الثقافة والفنون ونشرهم ، وعلى الدولة القضاء على الاستبداد وإرساء دعائم الديمقراطية ، وأن علينا التغلب على التحديات الأربع ،للنجاح فى تجديد الخطاب الثقافى . وقال عصفور أن جوهر الإصلاح الدينى هو فصل الدين عن الدولة ، ولكنه عبر أنه لا يظن أن هذا سيتحقق فى الوطن العربى كما حدث فى الغرب . كما أعرب أن مصر لم يجرى لها ما حدث للعراق وسوريا ، لأنها تملك مقاومة ثقافية ضد التكفير ، مما يجعلها معقل ضد الإرهاب . واختتم عصفور كلمته بضرورة وضع إستراتيجية شاملة لتجديد الخطاب الثقافي تبدأ بحل تلك التحديات الأربع وبادراك قيمة الثقافة كقوة ناعمة يجب أن نحافظ عليها من التآكل، الذي إن وصل إليها فلا فائدة في تنمية أو تقدم فهي سلاح لا يستهان به .