لا شك أن الإنترنت في وقتنا الحالي أصبح عنصراً مهماً لا غنى عنه في كثير من الأمور، وبالنسبة للأطفال فإن الإنترنت قد جعَلهم يقضون معظم طفولتهم عليه، وعلى الرغم من فوائده، ولكن لا يعد آمِناً في الوقت ذاته، خاصة أن هناك دراسات أكدت أنه من كل 2 مليون طفل هناك ما يقرب من 400 ألف طفل يتم استغلالهم إباحياً. كما أن المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية تزداد يوماً بعد يوم بدرجة كبيرة، حتى وصلت إلى ظهور ما يقرب من 4000 موقع إباحي جديد كل يوم، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على مستخدمي الإنترنت من الأطفال. وتنتشر التهديدات في كل مكان على شبكة الإنترنت، وتشكل خطراً كبيراً على المستخدمين الأصغر سناً، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للأطفال الذين يستخدمون الأجهزة المتنقلة أن يكونوا أكثرعرضة لتلك التهديدات لأن لديهم حرية تصفح الإنترنت في أي زمان أو مكان، دون إشراف من شخص بالغ. وأثناء تصفح الإنترنت، قد يصادف الأطفال صفحات على الشبكة تحتوي معلومات غير مناسبة، على سبيل المثال، مواقع ذات محتوى خادش للحياء أو تتضمن معلومات عن الأسلحة أو المخدرات. هناك مشكلة شائعة أخرى تظهر عندما يؤدي البحث عن معلومات معينة إلى نتائج تختلف عن تلك التي يبحث عنها المستخدم، على سبيل المثال، قد يبحث الطفل عن رسوم كرتونية للأطفال ثم يحصل على نتائج تشمل رسوماً كرتونية للبالغين. لذا يجب إتباع بعض الإرشادات، التي تساعد الطفل على حماية نفسه من تهديدات الإنترنت وتجعله يشعر بأنه محل ثقة من قبل والديه. - لا تجعل معلوماتك الخاصة في متناول العموم ولا ترسلها إلى الغرباء، وتحديداً بيانات الاتصال الخاصة بك أو عنوانك أو اسم مدرستك وغير ذلك. ونقصد بتعبير "الغرباء" أي شخص من أي فئة عمرية لا تعرفه في حياتك الواقعية. - لا تقبل أي طلبات من الغرباء تدعوك لإجراء مقابلة شخصية معهم. - لا تطلع أي شخص على رقم هاتفك أو بريدك الإلكتروني ولا تنشر تلك البيانات على صفحة التواصل الاجتماعي. - لا تضغط على أي روابط مرسلة من مصادر مجهولة. - لا تثق في الرسائل التي تحتوي على عروض مغرية مهما كان نوعها، مثل تقديم بضائع مجانية أو خصومات أو زيادة شهرتك أو محبيك أو نجومك على بعض المواقع أو غيرها. بادر فوراً إلى حذف تلك الرسائل ولا تضغط على أي روابط. - في حال حدوث شيء مريب على الإنترنت جعلك تشعر بعدم الارتياح أو بدأت باستلام رسائل كثيرة من أفراد يزعجونك، قم بإطلاع والديك على الأمر للحصول على المساعدة في حل المشكلة. اكتشف المشكلة الأساسية ينبغي على الآباء معرفة أن إقفال الحاسوب لا يعني قطع الاتصال بالإنترنت. وقد يبقى الأطفال على اتصال بالانترنت من خلال استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الأخرى. وفي حال كان الطفل يبحث عن جهاز آخر عندما يتعذر عليه استخدام الحاسوب، فيتعين على الآباء القيام بما هو أكثر من مجرد التأكد من أن تلك الأجهزة محمية ضد تهديدات الإنترنت. ابحث عن الدوافع الأساسية وراء اهتمام الأطفال الكبير بتصفح الانترنت بدلاً من ملاقاة الأصدقاء واللعب معاً في بيئة خارج نطاق الإنترنت. هل يعود ذلك إلى انعدام الفرص الاجتماعية أم الحاجة إلى مزيد من الأنشطة الملموسة؟ في واقع الحال، يتطلب الأمر من الآباء الاهتمام بتوفير أنشطة أخرى لا صلة لها بالحاسوب لكافة أفراد العائلة لضمان أن ينعم أطفالهم بحياة صحية ومتوازنة. برامج لحماية طفلك كشفت البحوث التي أجريت مؤخراً من قبل شركة الأمن "AVG"، أن الأطفال بالمملكة المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 9 سنوات يقضون في المتوسط 4.2 ساعة أسبوعياً في استخدام الشبكات الاجتماعية. وأضافت أن ما يقرب من 47% يتحدثون مع أصدقائهم أون لاين، بينما 20% قد تعرضوا للاستغلال على الإنترنت، الأمر الذي يبرز بوضوح الحاجة المتزايدة لتثقيف الأطفال عن مخاطر شبكة الإنترنت أولا وقبل كل شئ، ومناقشة كيفية بقائهم آمنين على الإنترنت، مع استخدام بعض البرمجيات التي تمنع الوصول للمحتويات غير اللائقة ومد الآباء بتقارير عن نشاط أطفالهم على شبكة الإنترنت، والتي يمكن تحميلها لضمان حماية أطفالك، ومنها: "KG WEB Protection" يعد "كي جي ويب بروتيكشن" بمثابة فلتر مجاني يمكن الآباء من برمجة الحاسبات الشخصية للتحكم في منع الوصول لأكثر من 70 فئة على لشبكة الإنترنت بما في ذلك المواد الإباحية، القمار، المخدرات، العنف، الكراهية، العنصرية، البرمجيات الخبيثة، برامج التجسس والتصيد، بالإضافة إلى ضمان البحث الآمن على جميع محركات البحث الرئيسية، وإمكانية وضع قيود زمنية محددة لمنع الوصول إلى شبكة الإنترنت خلال أوقات محددة، مع تكوين قوائم مخصصة للسماح دائماً والمنع دائماً، فضلاً عن مد الآباء بالتقارير الخاصة برصد ومراقبة نشاط أطفالهم على شبكة الإنترنت. "Norton Online Family" وهو أحد البرمجيات المجانية التي تسمح للآباء بمراقبة المواقع التي يزورها أبنائهم على الإنترنت، ومعرفة أصدقائهم على الإنترنت، مع وضع حدود زمنية بالأوقات التي مسموح لهم باستخدام جهاز الكمبيوتر فيها، كما يمكنهم من معرفة أنشطط أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تقرير يرسل إليهم عبر البريد الإلكتروني. "Windows Live Family Safety" يعتبر أحد البرمجيات المجانية من شركة "مايكروسوفت"، وهو جزء من حزمة "ويندوز لايف" التي تضم "MSN Messenger" والبريد الإلكتروني، والذي يمكن المستخدمين من حجب مواقع وتطبيقات بعينها، فضلاً عن استخدامه لمنع جلوس الأطفال لفترات طويلة على الكمبيوتر. "AVG Family Safety" هو برنامج مجاني أطلقته شركة "AVG" مؤخراً لضمان أمان العائلة، حيث يسمح للآباء بوصف سمات أطفالهم وتغييرها كلما تقدم بهم العمر، وكذلك منع المحتوى غير المناسب مثل المواقع الإباحية، كما أنه مزوداً بأدوات تمنع الوصول إلى أكثر من 80% من الشبكات الاجتماعية بما في ذلك "فيس بوك"، "ماي سبيس"، "بيبو". "PG Surfer" يسمح هذا البرنامج للآباء بتصفية المحتويات غير اللائقة من خلال تقديم أنواع المواقع التي يمكن زيارتها.