عزب لمحيط : نبحث مع دار الكتب إنقاذ تراث مصر النادر وزارة الاتصالات قادرة على " قفل حنفية " تزوير الكتاب الرقمى 300 ألف كتاب طبع فى مصر ..60 ألف منهم نادر حجم النشر الحقيقى فى مصر 80 ألف كتاب فى العام خلال 25 عاما ..النشر الرقمى سيكسر المركزية الثقافية للعاصمة الجخ ليس له وزن أمام شعراء المربعات فى الصعيد هلال : مخزون دار الكتب يستطيع أن يقيم 6 مكتبات وطنية قال د. خالد عزب مدير قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية أن مصر أكبر مزور للكتب فى العالم العربى ، محذرا من عملية استنزاف رصيد مصر من الكتب النادرة ، كما تحدث أن خلال ال 25 عاما المقبلة ستنكسر المركزية الثقافية للعاصمة ، و تبزغ مراكز ثقافية أخرى فى المحافظات المختلفة فى المنصورة و أسيوط و قنا و الإسكندرية . جاء ذلك خلال ندوة "مشروع القمة العالمية للكتاب " بالمجلس الأعلى للثقافة ، و الذى حاضر فيها د.خالد عزب مدير قطاع المشروعات بمكتبة الاسكندرية ،و د. رؤوف عبد الحفيظ هلال رئيس قسم المكتبات والمعلومات بجامعة عين شمس و مدير دار الكتب المصرية ، و أدارت الندوة الندوة دينا يوسف مدير مركز الإفلا للمكتبات الناطقة باللغة العربية . و فى تصريحات لشبكة " محيط " كشف عزب أن حاليا هناك تنسيق بين دار الكتب و مكتبة الإسكندرية سيعلن عنه خلال الأسابيع القادمة بشأن إنقاذ الكتب النادرة و غيرها من الموضوعات ، مشيرا أنه يجب أن يكون هناك وعى عام بأهمية الكنب النادرة ، و أهمية حصر المكتبات التى تملك الكتب النادرة لمنعها من التصرف فيها بأى طريقة من الطرق ، و من أهمها كل ما طبع فى مطبعة بولاق أيام محمد على و سعيد باشا و إسماعيل باشا ، لأن هذا تراث مصرى أصيل . و تابع أننا لا نريد أن نقع فى الخطأ الذى وقعنا فيه من قبل ، عندما تركت مصر مخطوطاتها تخرج خارج مصر فى القرن ال 19 ، ثم ذهبنا لاستعادتها مرة أخرى لمصر ، و هذا الوعى المبكر سيجنبنا الوقوع فى مثل تلك الأخطاء ، و يمكننا من الحفاظ على تراث مصر من الكتب النادرة . و عن تزوير الكتب قال أن حجم التزوير فى مصر كبير ،و أن مصر هى أكبر مزور للكتب فى العالم العربى ، و ليس الأردن كما يعتقد البعض ، فالأردن تتميز بدقة التزوير و تتبع منهجية مختلفة للتزوير ، و هى تستفيد بعملية التزوير بصورة أكثر اقتصادية من مصر ،ولكن حجم التزوير فى مصر أكبر بسبب عدد السكان ، و عدد النسخ التى تطبع ، وواحدة من المكتبات التى تزور الكتب فى دار السلام بتزور نسخ هائلة من الكتب ، فلدينا سوق هائل للكتاب فى مصر قائم على التزوير . و أكد عزب أن الدولة تمتلك أدوات ردع لهؤلاء المزورين ، و تستطيع عمل شبكات توزيع للكتب أقوى من الموجودة حاليا ، و الحل يتمثل فى عمل مكتبة فى كل حى ، يتمكن الناس من خلالها الإطلاع على الكتب بأسعار زهيدة ، كما أكد أن وزارة الاتصالات قادرة على " قفل حنفية " تزوير الكتاب الرقمى ، و لكنها تحتاج فقط لتعديل القانون . الكتب النادرة تحدث عزب عن القمة العالمية للكتاب التى استضافتها مكتبة الإسكندرية العام الماضى ، و تحدث عن أهم الموضوعات التى فتحت ملفاتها تلك القمم ، و منها القيمة المتزايدة للكتب النادرة ، و حرص المكتبات الوطنية فى العالم على اقتناء الكتب النادرة . فى حين أن مصر تتعرض لاستنزاف رصيدها من الكتب النادرة ، و رصد من خلال الإحصائيات أن مصر منذ عرفت الطباعة و حتى الآن ، طبع بها 300 ألف كتاب ، منها 60 ألف كتاب نادر منها كتاب " ألف ليلة و ليلة "عن مطبعة بولاق ، الذى لا يوجد منه سوى نسخة واحدة فقط . و أضاف أن هناك خطر كبير يهدد الكتب النادرة داخل مصر لصالح المكتبات الخليجية ، و أن مكتبات البلدية تتخلص من رصيدها من الكتب الذى يرجع للعصر المملوكى ، و قسم الرى فى وزارة الزراعة استغنى عن كتبه النادرة و اشترته مكتبة الإسكندرية بأسعار زهيدة ، و مكتبات مصر العامة تستغنى عن الكتب الغير مستخدمة ، و هذا إهدار لتراث مصر . و عن قضية الرقمنة ، قال عزب أن فى الخارج من يدير المحتوى الرقمى ليسو مهندسو تكنولوجيا المعلومات كما يحدث فى العالم العربى ، قائلا أن من يدير المحتوى الرقمى العربى يخلقون فجوة لأن إدارة شبكة الانترنت يختلف عن شبكة المعلومات و الدوريات ، فالمهندسين لا يعلمون حاجة الباحثين ، و هذا يؤدى لضعف المحتوى الرقمى فى الدول العربية . و فى الخارج يحافظون على حقوق المؤلف و ليس حقوق النشر فقط عند تحويل محتوى الكتب الكترونيا ، و هذه أزمة عربية . و أوصى عزب بضرورة رقمنة مكتبة الجمعية الجغرافية المصرية و هى مجموع مكتبة الخديوى إسماعيل و الأمير يوسف كمال و عمر طوسون لذا يجب رقمنته للحفاظ عليها و تقدر ب 2 مليار جنيه ،حتى لا يحدث لها ما حدث مع المجمع العلمى . مستقبل الكتاب كما تحدث عزب عن مستقبل الكتاب المطبوع ، الذى تحدثت عنه قمم الكتاب العالمية ، و التى توصلت أن الكتاب المطبوع سيستمر و لكن بشروط ، ليواجه الكتاب الإلكترونى ، و استعرض أزمات تسويق الكتب و توزيعها و إيداع الكتب . و أشار أن حجم النشر فى مصر أكبر بكثير مما يتم إيداعه فى دار الكتب ، و الذى وصل بحسب إحصائية 2014 إلى 24 ألف كتاب ، أما عن التقدير الحقيقى لحجم النشر فى مصر ، فقال أنه يصل إلى 50 ألف عنوان فى العام ، 50 ألف منها مطبوع ، و 30 ألف كتاب إلكترونى . و كشف عزب أن المطبعة الاميرية و بعض دوريات الجامعات و مراكز البحوث لا تسجل فى دار الكتب ، و ليس لها ارقام ايداع ، و المفاجأة أن بعض الكتب الصادرة عن وزارة الثقافة ليس لها رقم إيداع ، كما أن ، هناك جهات لا تودع وثائقها فى دار الكتب ، و هذة أزمة تحل بانضباط الدولة حينها تنضبط عملية إيداع و حفظ الوثائق . و من جهته قال د. رؤوف هلال أن الجهة التى تستطيع أن تحصر بدقة حجم الإنتاج الفكرى فى مصر ، هى دار الكتب ، و أشار أن الناشرين الوحيدين الملتزمين بقانون إيداع الكتب ، بينما ذلك لا ينطبق على ما يطبعه الأفراد و دور العبادة و المجتمع المدنى ، و هناك حجم كبير متسرب من الإحصائيات المصرية ، مشيرا أن أقل حركة نشر كانت أيام الثورة ، ووصلت إلى 18 ألف ، ووصلت فى 2014 إلى 24 ألف ، و من المتوقع أن تكون النسبة أكبر فى 2015 . و أشار أن هناك العديد ممن يحصلون على رقم إيداع ،دون أن يودعوا كتبهم فى دار الكتاب ، و من الصعب رقابتهم و ملاحقتهم جميعا . مركزية الثقافة قال د. خالد عزب أن الخبراء عندما يقرأون المشهد الحالى ، سوف يصلوا أن خلال ال 25 عاما القادمة سوف يكسر النشر الرقمى مركزية العاصمة فى الثقافة ، مؤكدا أن أدباء الأقاليم لديهم جماهير بالآلاف ،و هم أكثر جماهيرية من أدباء القاهرة ، و منهم أحمد خالد توفيق فى طنطا ، و هناك مثله فى محافظات الصعيد و الوجه البحرى ، و أن هشام الجخ ليس له وزن أمام شعراء المربعات فى الصعيد . و لفت أن مستقبل الثقافة يشير أن خلال ال 25 عام القادمة ستستحوز المنصورة و قنا و أسيوط و الإسكندرية على الثقافة مع نمو النشر الرقمى ، و أن مركزية العاصمة الثقافية فى طريقها للاندثار ، فى مقابل مراكز عديدة فى الأقاليم سوف تبزغ و أوضح أن الإبداع الحقيقى ليس وليد القاهرة ، سوى نجيب محفوظ ، فالإبداع يأتى للقاهرة من الصعيد و الوجه البحرى ، و فى المستقبل مع النشر الرقمى ستضطر القاهرة ان تذهب لهم و ليس العكس . القمة العالمية للكتاب فيما تحدث د. رؤوف هلال أن العديدون فى مصر لا يعرفون ما هى القمة العالمية للكتاب ، و تفاجأوا بها لأول مرة العام الماضى فى مكتبة الإسكندرية ، و هى قمة عالمية تضم مختلف الجنسيات و اتحادات الكتب العالمية و العربية و الجمعيات الخاصة بمجال المكتبات . و أشار أن يمكن استغلال تلك القمة فى تسويق الكتب ، و قمة الكتاب جاءت لتكريم دور الكتاب فى تأصيل الديمقراطية ، فالكتاب وسيط لمختلف الثقافات و تداول المعلومات ،و الديمقراطية هى نتاج للمجتمع المثقف . كما فرق بين القمة العالمية للكتاب و التى يحدد يومها بناءا على الدولة التى ستعقد فيها ، و عقدت لأول مرة فى 2012 فى واشنطن ، و اليوم العالمى للكتاب الذى حددته اليونسكو فى 23 أبريل منذ عام 1995 ، فهو احتفاء بقيمة الكتاب و يعد بمثابة عيد للكتاب . و لفت أن المكتبات الوطنية فى العالم هى التى تقوم عادة باستضافة القمة ،و قال مازحا أن مكتبة الإسكندرية هى من سرقت القمة العام الماضى من دار الكتب ، و قامت باستضافة الحدث . فيما تحدث عن أهم الموضوعات التى ناقشتها القمم العالمية للكتاب منذ عام 2012 ، و التى تناولت مستقبل الكتاب المطبوع فى العصر الرقمى من وجهة نظر اسيوية ، و الكتب النادرة ، و الترجمة لتنمية الفكر الأوروبى ، و كل القمم تناولت الرقمنة التى تعد هى المستقبل ، فيما تناولت قمة مكتبة الإسكندرية عن مشكلات تسويق الكتاب العربى. ،و دور الترجمة ، و تطور الكتاب للشكل الالكترونى . و لفت أن بعد انتهاء القمة ، اقترحت إيرلندا لاستضافة القمة لديها فى عام 2016 ، ووافق الحضور على ذلك، و لم يتم تحديد تاريخ لها بعد . و أكد حرص دار الكتب على على المشاركة فى تلك القمم ،لعمل معارض بالمستنسخات مننوادر المصادر التى تقتنيها دار الكتب كالمخطوطات و الصحف و الدوريات و أوائل المطبوعات و الخرائط و العملات ، و ألبومات الصور النادرة لمصر قديما ، و هذا لم يتم العام الماضى لضيق الوقت . و قال هلال أن ما تشتمل عليه دار الكتب ، قد يقيم 6 مكتبات وطنية ، كما تحدث عن أزمة الرقمنة ، و هذا فى حاجة لمؤسسات وطنية لدعم رقمنة دار الكتب ، مع الحفاظ على وثائقها حتى لا تتسرب للخارج . كما اقترح بأنه يمكن عمل معرض خلال القمة لتسويق الكتاب ، لعرض نماذج مختارة من أفضل ممانشر فى دور النشر المصرية ، و عقد بروتكولات تعاون مع ناشريين عالمين ، و التعريف بأقسام المكتبات و المعلومات فى مصر و دورها فى حفظ التراث الفكرى و الثقافى . و ختم بمقولة إيرينا بوكوفا فى اليوم العالمى للكتاب "دعونا نحتفل بالكتب بوصفها تجسيدا للروح الابداعية و المعارف" .