شدد تمام سلام، رئيس الوزراء اللبناني، الاثنين، على ضرورة تصويب العلاقة بين لبنان والسعودية، وأكد تمسك لبنان بالإجماع العربي، مشدداً على أن لبنان عربي الهوية والانتماء. جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الوزراء اللبناني وصفت بأنها الأطول في عمر هذه الحكومة، خصصت لبحث بند واحد يتعلق باتخاذ موقف موحد داخل الحكومة يؤكد عودة لبنان إلى التزام الاجتماع العربي ورفض التعرض للأشقاء العرب، خاصة رفض ما قام به حزب الله من التطاول على المملكة العربية السعودية والدول الخليجية في المرحلة الأخيرة. الجلسة "الماراثونية" الاستثنائية انتهت إلى الاتفاق على نص البيان النهائي الذي خضع للكثير من الجدل والنقاشات بين أقطاب الحكومة ووزراء حزب الله حول البند المتعلق بالتزام لبنان بالاجتماع العربي، وانتهت النقاشات والجلسات الجانبية بين رئيس الوزراء تمام سلام ووزراء حزب الله إلى التوصل لاتفاق على إعادة صياغة بند الاجتماع العربي ليصبح "التزام لبنان بالاجتماع العربي في القضايا المشتركة". وقال سلام في بيان صادر عن مجلس الوزراء بإجماع المجلس بعد الجلسة الاستثنائية "لن ننسى للسعودية مساهمتها في إعادة إعمار لبنان ورعايتها مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب". وأضاف أن "الحكومة طلبت من رئيسها القيام بجولة خليجية لتصويب العلاقات، وأن أي جولة خليجية لنا تبدأ من السعودية"، مشدداً على ضرورة تصويب العلاقة بين لبنان وأشقائه، مؤكدا أن لبنان يلتزم بسياسة النأي بالنفس في صراعات المنطقة. واستنكر بشدة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران. وفي معلومات خاصة من مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب كشفت أن ليل أمس شهد حركة اتصالات واسعة ومتشعبة بين الرئيس بري من جهة وكل من حزب الله وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري استمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، في محاولة لسحب الذرائع من أمام حزب الله كي لا يعمل على عرقلة أو الإطاحة بالجلسة الاستثنائية للحكومة. وأضافت المصادر أن الاتصالات ساهمت في تذليل الكثير من العقبات أمام الاتفاق على نقاط تفاهم بين الأطراف المتابعة حول الصيغة التي سيتضمنها البيان الوزاري حول تطورات الموقف السعودي والعلاقة بين بيروت والرياض، وأن الاتصالات انتهت إلى الاتفاق على الخطوط العريضة مع رفض حزب الله تضمين البيان أي إشارة تحمل "اعتذارا" من السعودية.