تدخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليناشد منظمي تظاهرات ومسيرة كان من المفترض أن تنطلق من ميدان العباسية تأييدا ومناصرة له، يناشدهم إلغائها حرصا علي وحدة الصف، ولا اعتقد أن المجلس العسكري ناشدهم أن يلغوا المسيرة لهذا السبب، أو المليونية، إنما هو ناشدهم لأنه يعرف أن توفيق عكاشة الداعي للمسيرة لن ينجح في جمع إلا بضعة مئات من الأفراد، هم في الواقع أعضاء الحزب الذي يؤسسه، وبالتالي يسيء للقوات المسلحة والمجلس. ودعا توفيق عكاشة صاحب «قناة الفراعين» وعضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني المنحل إلي مليونية للفلول ستخرج من ميدان العباسية الجمعة 25نوفمبر من اجل نصرة المؤسسة العسكرية علي حد قوله، وبتلك الدعوة لتوفيق عكاشة ورفاق له يكون فلول الحزب الوطني قد كشفوا عن وجههم القبيح، وانتقلوا من نفاق جمال مبارك وأبوه إلي نفاق المجلس العسكري، ليتمكنوا من الانتقام من الثورة وشبابها، تلك الثورة التي قضت تماما علي أحلام الفلول وطموحاتهم، في مواصلة اغتصاب السلطة والثروة في مصر، استناد لشرعية الغاب، شرعية التزوير والفساد والتطبيع والتبعية.
ينتظر أن يحشد الفلول قواهم الجمعة 25نوفمبر بميدان العباسية ،حيث دعوا الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي للانضمام إليهم ،إلا أن الإخوان والإسلاميين، استنكروا تلك المليونية، ورفضوا ابتلاع الطعم والمشاركة فيها، وعلمت «محيط» أن تلك المليونية يتولي تمويلها كل من جمال مبارك واحمد عز وعدد من رجال أعمال الحزب الوطني المنحل، وتستهدف إثارة فتنة بمصر، واللعب علي عقول البسطاء، مستغليين معاناتهم مع المشاكل الاقتصادية في الوطن.
وتوفيق عكاشة، كان شابا بالحزب الوطني عام 1999م ،عندما ذهب لمحكمة جنوبالقاهرة ليقود التظاهرات التي نظمها الحزب الوطني،ضد قيادات جريدة الشعب وحزب العمل، التي أحالها نظام مبارك وقتها للمحاكمة أمام دائرة عادل عبد السلام جمعة الشهيرة ،بتهمة سب التطبيع مع تل أبيب، وكان يهتف بالمحكمة مع رفاقه بحياة حسني مبارك ويوسف والي وسقوط حزب العمل وكتابه وصحيفته.
بعدها فوجئنا بالدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة وأمين عام الحزب الوطني يمنح توفيق عكاشة مساحة من الأراضي في الحزام الأخضر ب6 أكتوبر تتجاوز الخمسة آلاف فدان، وزع منها جانب علي إعلاميين وصحفيين، لشراء ذممهم، وليدعموا يوسف والي الذي كان وقتها يخوض معركة ضد حزب العمل وصحيفة الشعب، بينما استفاد بالمساحات الباقية، وعرف لأول مرة كيف يمتطي العربة المرسيدس، ثم اختاره يوسف والي لكي يكون مرشحا للحزب الوطني في مجلس الشعب.
وسجل له شباب مصر قبيل إطاحة مبارك بشهور لقطات فيديو وهو ينحني علي أيدي صفوت الشريف الكريمة ويقبلها، حيث اختاره صفوت، مرشحا عن الحزب الوطني، ونجح بالتزوير في الدورة القديمة، وقبيل سقوط مبارك مباشرة، شاهدنا بالصدفة برنامج لتوفيق عكاشة ووجدنا يتحدث عن مبارك ونجله ويدافع عنهم، وبمجرد الإطاحة بمبارك، وحبس كل من يوسف والي وصفوت الشريف، قلب توفيق عكاشة 180درجة، وأطلق سيل من السباب ضدهم، وضد الحزب الوطني الذي كان ينتمي إليه ورموزه، وها هو توفيق يستغل «قناة الفراعين» ليقود الفلول في تظاهرات مؤيدة للمجلس العسكري ب«العباسية»
وفي تقدير «محيط» أن توفيق قاطرة متنقلة تسيء إلي المجلس العسكري، ولو أن المجلس العسكري أراد أن يؤذي نفسه لما وجد أفضل من تأييد توفيق عكاشة له ليؤذيها.
