بعض أعضاء الجسم تستخدم مرة أخرى بعد الوفاة الاديان السماوية حرمت العبث بجسد الإنسان بعد وفاته الطبيب أمين علي الجسد البشري حيا كان أم ميتا أطالب المسؤولين بالتحرك لحماية أجساد الموتى الدكتور عبد الرحمن يحيى، يشغل العديد من المناصب الأكاديمية، أهمها المتحدث الرسمي باسم المجلس الدولي العربي لحقوق الإنسان، ورئيس اللجنة العليا للصحة في مصر. شبكة الإعلام العربية "محيط" التقت الطبيب للتعرف على الوسائل الشرعية لتشريح أجسام الموتى، وكيفية الاستفادة من جسد الميت بعد الموت، وحقيقة بيع عظام الموتى، واستخدامها في المواد المخدرة، وأخلاقيات مهنة الطب وغيرها. تفاصيل الحوار: بداية.. كيف تتعاملون في كليات الطب مع رفات الموتى؟ عندما يتوقف جسد الإنسان عن الحياة لا تموت كل أعضائه، وهو ما نطلق عليه علمياً "الموت الإكلينيكي"، وتكون فيه كثير من أعضاء الجسم وخاصة الأربعة وعشرون ساعة الأولى حية، وأولهم القلب لأن ضخ الدم يكون علي درجة عالية من الحيوية. ومن الممكن أن تستخدم بعض هذه الأعضاء مرة أخري عن طريق التماثل، ويتم حفظها في مادة حافظة، مثل الفورمالين أو توضع كما هي بطريقة الزرع في جسد آخرعن طريق الجراحة الطبية، ولو تأخرنا عن الوقت المناسب سيتلف هذا العضو بالطبع، ويكون غير صالح للاستخدام الطبي. وكل جسم الإنسان مهم في هذا الإطار كل عضية (إحدى الجسيمات المتعددة ذات الوظائف المتخصصة) ممكن أن يستفاد منها، مثل القلب والكبد والرئة والقرنية بالعين والعظام. وهل يمكن الاستفادة من عظام الإنسان بعد فترة كبيرة في المقابر؟ كل (عضية) كما قلت في جسم الإنسان يستفاد منها، قوله تعالى: (( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ))، هناك عضو يمين وعضو شمال، وفي علم التشريح يمكن الاستفادة من ذلك، وندرب عليه طلاب الطب، بمعنى تشريح هذه العضلة إلي أين وكيف يستفاد منها. وماذا عمن يستفيدون بطريق غير شرعي من أجساد الموتى؟ هؤلاء آثمون خارجون عن القيم والمثل والأخلاقيات الطبية وحتي الإنسانية، يحاسبون حساب قانوني من خلال وزارة الصحة ومن خلال النقابة، وحقوق الإنسان. وكيف يستفيد طلاب الطب من عظام الموتي؟ ندرب الطلاب في الجامعات بكليات الطب على التشريح (Human Anatomy)، وهناك استخدامات للأطباء البشريين، وأخرى لاستخدامات طلاب طب الأسنان. ويجب ان يدرس طالب الطب ما نطلق عليه "bones of skull" وهي عظام الجمجمة وتنقسم إلي جزئين ويدخل فيها تجويف العين والأنف والفك العلوي، ثم الفك السفلي الضبة "mandible" وهي ترتبط بالفك العلوي بمفصلة، ويدرس طلاب الطب البشري جميع الجسد. أما طلاب الأسنان فيدرسون (Head and Neck) الرأس والرقبة لمعرفة مسار الفتحات والتجاويف، وما إلى ذلك مما يعرفه المتخصصون. فلابد أن يكون الطلاب علي وعي وإدراك وفهم بهذه الأجزاء وتكون الدراسة علي عظام صافية أي بدون لحم. يعني ذلك أنكم تستخدمون أجساد الموتى من المقابر؟ لا نستخدم أجسام الموتى، فتلك جريمة والمشرع يحرم ذلك، وقد نصت النصوص التشريحية علي حرمة الجسد الآدمي ذكرا كان أم أنثى، فالله يقول (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) - 70 الإسراء -، فلابد أن نحافظ علي جسد الإنسان حيا كان أم ميتا. وما البدائل إذا لاستخدام الأجساد الميتة في عملية الدراسة والتشريح؟ الكلية تضع إجراءات للحصول علي الجثث من خلال حوادث الطرق التي لم يستدل علي أصحابها، بعد استئذان النيابة العامة، أو من خلال مستشفى الأمراض العقلية. وماذا عمن يستخدمون أجساد الموتى بدون تصريح؟ لا اعترف بأنهم أطباء، الطبيب عنده قيم ومثل وأخلاقيات يتحلى بها، وهذا يتعلمه في أول درس بالكلية، ألا يدخل في الحرام وينبش المقابر، هؤلاء تجار وليسوا أطباء. هل تدخل الجماجم والعظام البشرية في أي استخدام غير مشروع؟ تكوين العظام البشرية تكوين معقد ومركب، ويقوم تجار المخدرات باستخدامها، وهو ما يطلق عليه (الأورجنيك ماتيريل) أو بمعنى أدق تفعيل العملية الكيمائية، تشغيل التركيبة، وهذا غير مصرح لي أن أنقله لك بالتفاصيل. وهذه المواد تجعل المادة المخدرة غالية السعر، لأنه يدخل فيها نسبة مخدر عالية وأي جمجمة بشرية تصلح لذلك، وخاصة من يموت في فترة ريعان الشباب يعني جمجمة شاب من 18 إلي 30 تصلح لهذا الاستخدام السيئ للأسف الشديد، لأن عملية التشريح في الكلية تجعلنا نكتشف الجثة ذكرا كان أو أنثى، ويتم تحديد عمر الجسد، وهل كان مريضا أم لا وهكذا. وما التشريعات التي تضبط هذا الأمر من الناحية الطبية؟ لا توجد ديانة سماوية أباحت العبث بجسد الإنسان، ومن يخالف ذلك يقع تحت محظور الاتهام. ولا أظن أن هناك أطباء يلجؤون إلى هذا الأمر علي الإطلاق، ومن يفعل ذلك تصل عقوبته إلي سبع سنوات، وفي تصوري لا يجوز أن يكون طبيبا في الأساس. الطبيب لا يمارس العلم بطريق غير مشروع، لأنه الإنسان الوحيد الذي يفصل بين المرض والشفاء، فتخيل أن يكون الطبيب غير أمين علي جسد الإنسان ويمارس هذا الانتهاك. وماذا عمن يفعلون ذلك؟ لو حدث ذلك من طبيب يحاسب، ويجرم قانونا، وهنا نجد دور نقابة الأطباء وقبل ذلك كلة الشرع والدين. وكيف يمكن التصرف مع هذه الجريمة؟ أخاطب كل المسؤولين، كل من يصل إليه هذا الأمر، أن يتحرك بسرعة من منطلق الغيرة علي الجسدم البشري، وحقوقه الإنسانية لعدم تنامي هذه الظاهرة واتخاذ ما يلزم.