رام الله: اكدت مصادر فلسطينية مطلعة بأن الملك الاردني عبد الله الثاني الذي زار رام الله الاثنين نقل للرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادرة اوروبية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن المصادر قولها "ان المبادرة الاوروبية تدعو لاستئناف المفاوضات على اساس بيان اللجنة الرباعية الذي صدر في سبتمبر/ايلول الماضي، بدون الاصرار الفلسطيني على وقف الاستيطان، وذلك مقابل تعهد الاتحاد الاوروبي بما فيه فرنسا وبريطانيا بدعم طلب العضوية لدولة فلسطين على الاراضي المحتلة عام 1967 في ايلول القادم اذا ما فشلت المفاوضات مع اسرائيل على مدار عام". وتشير "المبادرة الاوروبية لاستئناف المفاوضات" الى ان قضية الاستيطان ستحسم من خلال المفاوضات حول ملفي الحدود والامن والتي سيتم الشروع بهما حال استئناف المفاوضات التي ستجري تحت رعاية اللجنة الرباعية واشرافها ومشاركتها في بعض الاحيان على حد قول المصادر. والمحت المصادر الى ان الاردن مع خيار استئناف المفاوضات دون الاصرار الفلسطيني على وقف الاستيطان في ظل وجود تعهد اوروبي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الاممالمتحدة على حدود عام 1967، وذلك في سبتمبر/ ايلول المقبل اذا ما تلكأت اسرائيل في الوصول لاتفاق سلام مع الفلسطينيين في غضون العام المقبل. واشارت المصادر الى ان عبدالله وعباس بحثا كيفية تعزيز الموقف الفلسطيني من خلال مشاركة حماس في صناعة القرار الفلسطيني وعودة العلاقات بينها وبين عمان. ومن جهته عبر عباس عن اعتزازه بزيارة الملك الاردني للاراضي الفلسطينية ووصفها بالتاريخية، وأضاف قائلا للصحافيين عقب مغادرة عبدالله الثاني رام الله أن'هذا اللقاء يأتي من اجل استكمال الحوار بيننا وبينهم، خاصة إن جلالة الملك سيسافر إلى أوروبا وأمريكا، ونحن أيضا سنقوم ببعض الجولات العربية فيما يتعلق بقضايا المصالحة وغيرها'. وذكر أن "قضايا كثيرة نوقشت خلال هذه الزيارة العظيمة التي نحن نقدرها وسنحفظها للأبد في نفوسنا ونفس الأجيال القادمة". وفيما يتعلق بالمفاوضات، قال عباس 'إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان واعترفت بالمرجعيات الدولية فنحن جاهزون للعودة إلى المفاوضات، وهذه ليست شروطا مسبقة وإنما التزامات واتفاقات بيننا وبين الإسرائيليين، لذا في الوقت الذي يقبلون بهذا فنحن جاهزون'. لكنه أشار إلى أنه لا توجد بوادر حتى الآن تشير إلى قرب استئناف المفاوضات. ومن جهتها صفت حركة "فتح" بزعامة عباس زيارة عبد الله الثاني لفلسطين بالتاريخية، واعتبرتها برهانا على عمق العلاقات الإستراتيجية بين القيادتين والشعبين الفلسطيني والأردني. ورأت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة الإثنين "أن زيارة الملك لفلسطين ولقاءه بالرئيس محمود عباس في هذا الوقت بالذات تكتسب أهميتها التاريخية كونها تأتي إثر توجهات القيادة الفلسطينية نحو الأممالمتحدة، وضغوطات الإدارة الأميركية وتهديدات حكومة الاحتلال الإسرائيلي للرئيس والسلطة الوطنية، ولكونها خارقة لضباب كثيف يكتنف التحولات والمتغيرات في المنطقة العربية".