أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على أن الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا ستحدد مستقبل الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم لعقود قادمة. ووصف الملك عبدالله الثاني – في مقال له نشرته صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية اليوم الأربعاء ووزعه الديوان الملكي الهاشمي بعمان - الحرب على الإرهاب بأنها حرب عالمية ثالثة ولكن بأدوات مختلفة وهو ما يحتم على الجميع العمل معا وخوض هذه المعركة المصيرية .. قائلا "لا يمكن أن نسمح لهذه الحرب أن تفرقنا بل على العكس يجب أن تجمعنا على أساس القيم والمبادئ الإنسانية والمصالح المشتركة". وأضاف "علينا جميعا خوض هذه الحرب كمجتمع دولي متحد ، لأنها حرب تتجاوز الحدود والجغرافيا والديموجرافيا ولا تنحصر في سوريا والعراق فقط بل تمتد لتشمل أماكن عديدة في إفريقيا وآسيا ووصلت نيرانها الآن إلى أوروبا والعالم برمته". وتابع "إن الأردن ينظر إلى المملكة المتحدة باعتبارها صديقا تاريخيا وحليفا محوريا وهي (بريطانيا) تدرك تماما بأن هؤلاء المجرمين يهددون المجتمعات المحيطة بهم والعالم أجمع .. ولقد صُدمنا لما رأيناه من جرائم قتل بشعة لرهائن بريطانيين وكذلك مخططات لضربها تم إحباطها وحملات لتضليل وتجنيد شباب منها ومن سائر الدول الأوروبية لتنفيذ أفظع الجرائم في كل مكان". وأشار إلى أن هؤلاء الإرهابيين ينفذون جرائم همجية ومروعة ضد المسلمين في سوريا والعراق وأماكن أخرى ، قائلا "إننا لن ننسى الصور البشعة لحرق الطيار الأردني الشاب البطل الشهيد معاذ الكساسبة فهي ماثلة إلى الأبد في الضمير الإنساني". وأضاف "إنني على قناعة تامة بأن بلدينا والعالم أجمع لا يمكنهم التريث في هذه المواجهة ؛ إذ يجب علينا العمل معا لمحاربة الخوارج في سوريا وفي كل مكان بالتوازي مع العمل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وهذا هو المسار الذي اتبعناه في الأردن ؛ إذ علينا أن نعمل مع قوات المعارضة السورية الموجودة على الأرض من أجل هزيمة هؤلاء الإرهابيين كما نعمل وبنفس العزيمة والتصميم من أجل التقدم على المسار السياسي". وأشار إلى أن المعارضة السورية خصوصا في الجنوب قادرة ومستعدة لخوض هذه المعركة وهي تستحق الدعم ، قائلا "إن العمل العسكري إنما هو جزء من الجهود الضرورية لتحقيق المستقبل الآمن الذي ننشده جميعا ولابد أيضا أن نقوم بتنسيق جهودنا ضمن استراتيجية تشمل الدعم الإنساني بالإضافة إلى إحراز تقدم على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي". وأضاف "إننا نرى في محادثات فيينا بارقة أمل ، فهناك فرصة حقيقة ماثلة أمامنا لتوحيد صفوف التحالف الدولي الذي يشكل وجوده اليوم ضرورة على المستويين السياسي والعسكري". وتابع "يتعين على كل الدول المنخرطة في الحرب ضد عصابة داعش الإرهابية تحديد موقفها بشكل حاسم ، ولقد عقدنا العزم في الأردن على تحمل هذه المسئولية رغم محدودية إمكانياتنا وذلك نيابة عن المجتمع الدولي لأننا على قناعة بأن هذا هو الخيار الصحيح كونه يجسد التزامنا بقيمنا وحرصنا على الدفاع عن ديننا، الإسلام الحنيف، وعن مجتمعاتنا وأمتنا".